تلقى اللواء أسامة الصغير مدير أمن القاهرة إخطارا من مأمور قسم أول مدينة نصر بانتحار مستشار داخل فيلته بشارع عباس العقاد بمدينة نصر، حيث اقدم مستشار بالاستئناف العالى بالانتحار بالرصاص داخل فيلته بمدينة نصر بسبب المشاكل الأسرية، وتم نقل جثة المتوفى إلى المستشفى وأمرت بتشريح الجثة. وانتقل ضباط المباحث إلى مكان الواقعة، وتبين أن الجثة المستشار يدعى عمرو أحمد شحاتة بالاستئناف العالى، واستمع ضباط المباحث إلى أقوال أقارب المتوفى الذين أكدوا أنه يمر بظروف نفسية سيئة بسبب مشاكله الأسرية، قرر على إثرها الانتحار، حيث استل طبنجة من طيات ملابسه ووضعها فى فمه وأطلق منها رصاصة اخترقت رأسه وتسببت فى خروج أحشاء المخ. علي الفور انتقل المستشار أحمد مجدى عبد الغنى رئيس نيابة أول مدينة نصر إلى مكان الواقعة للمعاينة، وأمر بتشريح الجثة وطلب تحريات المباحث حول الواقعة. وعن المشهد داخل منزل المستشار ، فقد حضر ابنه الوحيد "رامي" الى المنزل والحزن يعتصره ولم يستطع التحدث إلينا معتذرا لسوء حالته النفسية، حيث إنه دفن والده منذ ساعات، والتف أصدقاؤه حوله في محاولة منهم لتخفيف حدة الصدمة التي رسمت ملامحها علي وجوه الجميع، وعلمنا أن نجله يدرس في الفرقة الأولي بكلية الهندسة. كما لفت انتباهنا أن أقارب وأصدقاء المجني عليه يتوافدون علي الفيلا والجميع لا يصدق ما حدث، فالأسرة تتمتع بسيرة طيبة بين الجيران. وتجولنا في محيط الفيللا ولاحظنا أن الحزن يخيم علي المكان الذي قضي فيه المستشار "المنتحر" سنوات عديدة من عمره، وتحدث إلينا أبو سيفان صاحب الكشك المجاور للفيلا والدموع تملأ عينيه قائلا: "عمرو بيه راجل محترم وبيحب الخير لكل الناس، ونادرا كان بيشتري مني بعض الأشياء"، وأضاف أن أسرته سيرتهم طيبة ولم نسمع عن أي مشاكل حدثت بينهم. ويلتقط محمود "الجزار" القريب من الفيلا أطراف الحديث وبحزن عميق يروي مواقف متعددة مع المستشار الراحل قائلا: إن المستشار عمرو كان يحسن معاملة الفقراء، ويشتري كل عام عجلا في عيد الأضحي ويقوم بتوزيعه علي فقراء المنطقة، وفي المناسبات المختلفة كان يقدم المال للجيران البسطاء، وكان يقوم بأعمال بر كثيرة يشهد بها الجميع. ويقول مصطفي صاحب محل أثاث مجاور للفيلا إن المجني عليه يتمتع بصفات طيبة وليس له خلافات مع أي شخص بالمنطقة. وقال أصدقاء رامي نجل المستشار "المنتحر" وقد بدي الحزن عليهم وهول الصدمة يمتلكهم والمفاجأة تسيطر عليهم وبصعوبة شديدة تحدثوا قائلين: إن الراحل كان بمثابة الأب الروحي لهم وكان يعاملون بأبوة شديدة، وكان يتمتع بروح دعابة عالية جعلتهم يعتبرونه كوالدهم لذلك فإن الحادثة لم يتوقعها أحد. وفي سياق متصل طلبت النيابة نجلي المستشار وزوجته للاستماع إلي أقوالهما بشأن الواقعة. فجر نجل المستشار المنتحر عمرو شحاتة مفاجأة، حول ملابسات انتحار والده قائلا، إن والده اتصل به ليلة أمس، قبل إقدامه على الانتحار ب24 ساعة، وأخبره بأنه سينتحر، وقام الابن بتهدئته، واعتقد الابن أن الأمر قد انتهى عند هذاالحد. كشفت تحريات مباحث القاهرة عن أن المستشار رئيس محكمة استئناف شمال القاهرة المنتحر كان يعانى من حالة اكتئاب شديد وأن أسرته قد فوجئت بالواقعة. كان اللواء جمال عبدالعال مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة قد أمر بتشكيل فريق بحث بإشراف العميد عصام سعد مدير المباحث الجنائية لكشف غموض الواقعة حيث كشفت تحريات اللواء عبد العزيز خضر مفتش مباحث شرق القاهرة أن المستشار يقيم داخل فيلا بمدينة نصر، وأنه كان قد أجرى عمليه جراحية بالقلب منذ فترة قريبة وبعدها بدأت حالتة النفسية تسوء حيث تبين أنه كان معتادًا على الخروج للتنزه بصحبة زوجته ليلة كل يوم سبت . وفى يوم الحادث أخبرته الزوجة بأنها ستستعد للخروج مثلما يحدث كل أسبوع، وتركته داخل غرفة مكتبه إلا أنها فور دخولها للاستعداد للخروج سمعت دوى طلقة نارية فهرولت إلى الخارج لتجد زوجها جثة هامدة غارقا فى دمائه ووجدت طبنجته ملقاه بجواره. وانتقل العميد محمد توفيق إلى الفيلا مكان الحادث، وتم معاينة الفيلا ونقل الجثة إلى المستشفى وقد تبين من المعاينة أن الطلقة قد أطلقها المستشار داخل فمه وخرجت من رأسه حتى أصابته بتهشم داخل رأسه فأردته قتيلاً. المصدر : بوابة الاهرام