سادت حال من التفاؤل الممزوجة بالحذر اروقة شركات السمسرة خلال أولى جلسات العام الجديد ، وذلك بعد انتهاء عام شهد خلاله العديد من الاحداث السياسية سواء مثلت ايجابية او سلبية انعكست بدورها على مؤشرات البورصة ، ليبدأ المتعاملون في دخول حالة من التفاؤل المشوب بالحذر . و مع مؤشرات تراجع حدة المعارضة في الشارع المصري و التوجه للمعارضة بالطرق السياسية عن طريق البرلمان و الدخول في حورات مفتوحة مع الرئاسة و الحزب الحاكم ، تسبب ذلك الامر في نشر حالة من التفاؤل تجاه القدرة الى بلوغ مستويات اكبر لاداء البورصة خلال العام الجديد ، على الرغم من تصاعد الدعوات للتظاهر في الذكرى الثانية لاندلاع ثورة الخامس و العشرين من يناير . اكد اشرف عبد الفتاح مدير فرع القاهرة لشركة ميراج لتداول الاوراق المالية انه متفائل بشكل كبير بشأن تعافي الاقتصاد المصري خلال هذا العام على الرغم مما تناقلت وسائل الاعلام عن مرور الاقتصاد بأزمة ستعد الاكبر في تاريخ الاقتصاد المصري . و اشار الي ان التحركات السياسية الكبيرة ستؤثر على السوق الي حدما لكن ذلك التأثير لن يكون قويا كما حدث خلال العامين السابقين ، لكنه يترقب مرور شهري يناير و فبراير بسلام و عدم وقوع احداث تؤثر على الوضع الاقتصادي و البورصة متوقعا ان لا يحدث شئ يعيق المسيرة الاقتصادية . و بالرغم من تفاؤله فانه ينصح عملاء الشركة و المستمرين بشكل عام بتوخي الحذر والدخول في مضاربات قصيرة المدى تحسبا لحدوث اي اضطرابات قد تضر بالمستثمر خلال الشهر الجاري مشيرا الي ان اسعار السوق الان مغرية للشراء بدليل التوجه الشرائي للمستثمرين العرب و الاجانب . و اتفق معه هشام يونس مدير فرع القاهرة لشركة المشرق لتداول الاوراق المالية في تفاؤله للعام الجديد من حيث زيادة حجم التداول الذي من الممكن يتخطى حاجز ال 500 مليون جنيه و دخول مستثرو جدد للسوق يدفع به للصعود الي مستويات اعلى . واضاف ان الدعاوى المطلقة للخروج للتظاهر في ذكرى الثورة لن تؤثر على البورصة وسيتثمر اتجاهها الصاعد مشيرا الي ان تراجع حدة المعارضة جعل هناك نوعا من الاستقرار في الوضع السياسي الذي اثر ايجابا على السوق في اخر جلسات العام الماضي . و نصح المستثمرون بالتوجه للشراء خلال تلك الفترة من العام خاصة وان اسعار الاسهم متندنية تحت قيمتها الاسمية و خاصة الاسهم القيادة المدرجة في المؤشر الرئيسي للبورصة الا انه يرى التريث في شراء اسهم الشركات المتوسطة لانها اكثر تأثرا بالاحداث و من الممكن ان تحمل مخاطرة خاصة و ان الوضع مازال غير مستقر بشكل كامل . و من جانبه قال ماجد انيس العضو المنتدب لشركة اوبتما لتداول الاوراق المالية ان هناك تفاؤلا كبيرا للوضع الاقتصادي خلال العام الجديد مشيرا الي ان الاسوأ قد مضى و لن يحدث ما هو اسوأ مما وقع في العام الماضي . و اشار الي ان البورصة استطاعت ان تتجاوز وضعها الصعب الذي انهت به العام قبل الماضي بعد وصلت لمستويات متدنيه وصلت الي 3600 نقطة بينما مع نهاية العام الماضي فقد وصل المؤشر الرئيسي الى مستوى 5400 مما يعني نجاح بنسبة 90% . و اكد انه اذا استطاع السوق المصري ان يتجاوز حجاز 5500 و الثبات عنده وعدم التراجع عنه فان هذا سيعد مؤشرا جيدا على ان العام الحالي سيشهد اتجاها صاعدا للبورصة خاصة و اننا مع اول جلسات العام الجديد تخطى حجم التداول حاجز ال 400 مليون جنيه . و يرى ان تأثير الاحداث السياسية على البورصة سيتراجع بشكل كبير خاصة وع اعتياد السوق على التعامل مع الاحداث السياسية مثل التظاهر او الاعتصام لكن اكد ان السوق سيتأثر بشكل كبير اذا كان هناك مؤشرات لحرب اهلية مشيرا ان هذه هي الحالة الوحيد التي ستؤثر على البورصة بشكل سلبي . فيما ينصح المستثمرون بعدم التسرع في الدخول في السوق او الخروج منه موضا ان كلتا الحالتين ستمثل خسارة كبيرة للمستمرث ، فاذا تخارج المستثمر من البورصة و استقر السوق و عادت اسعار الاسهم الي قيمتها الحقيقة فسيكون قد فوت على نفسه فرصة تنمية محفظته ، بينما اذا توجه للشراء و حدثت امور معاكسة اثرت على السوق بالسلب فانه من المؤكد سفقد جزء كبير من محفظته المالية لن يتطيع تعويضها في اوقات لاحقة . اما على صعيد المساهمين فقد انتابهم حاله من الترقب خاصة و انه من المعتاد ان في بداية العام الجديد يحدث صعودا كير لمؤشرات البورصة نتيجه دخول المساهمين الذين تخارجوا على مدار اخر شهر في العام المنقضي الامر الذي لا يعبروه مؤشرا على صعود البورصة . قال وليد البحار (مساهم) انه يترقب الوضع الان و يفضل الدخول في مضاربات يومية قصيرة يعلب عليها الطابع البيعي خوفا من حدوث اي اضطرابات في اعقاب التظاهرات التي ستخرج في الذكر الثانية للثورة ، مشيرا الي انه سيبدا التحرك بشكل اوسع بعد ان تتضح الرؤية للعام الجديد بعد انقضاء شهر يناير و فبراير . فيما ابدى مستثمر اخر رفض ذكر اسمه انه يفضل التخارج حاليا من السوق ليحن اتضاح الرؤية بشكل كامل على ان يعود للمضاربة في البورصة مع استقرار الوضع خاصة و انه يملك محفظة مالية كبيرة نسبيا و يرى ان يحافظ عليها بالتخارج و لو جزئيا من السوق . و بشكل عام يرى مستثمرو البورصة ان الانتظار و الترقب و متابعة الوضع سيكونون العوامل الحاكمة لاداءهم خلال اول ايام العام الجديد انتظارا لحل المشكلات السياسية والاقتصادية في ظل وجود مؤشرات جيدة تشير الي قرب انفراج الوضع السياسي من وجهة نظرهم .