حالة من الترقب و القلق تسيطر على شركات تداول الاوراق المالية في منطقة وسط البلد ترقبا لمليونية اليوم خاصة بعد التراجعات العنيفة التى سجلها المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية خلال الايام الماضية و فقدان رأس المال السوقى ما يقرب من 40 مليار جنيه نتيجة تردى الاوضاع الامنية و السياسية في الفترة الاخيرة ، الامر الذي دفع العديد من شركات السمسرة الي أنهاء أعمالها أمس قبل نهاية الجلسة تخوفا من أى تقلبات أمنية. و على صعيد المستثمرين و العاملين بشركات التداول فتباينت اراؤهم حول توقعاتهم للسوق و إستمراريتهم في عملية التداول على الرغم من إتفاقهم أن البورصة تمر بأزمة لا احد يعلم ابعادها او ما ستتنتهي إليه وسط الحالة الضبابية التي تشهدها الاوضاع السياسية في الوقت الحالي . اكد ياسر الجندي رئيس ادارة العمليات بشركة ابو ظبي للسمسرة ان السوق المصرية تمر بمنعطف خطير و ان كان هناك تراجع في الانهيار الذي حققته البورصة بعد انت تخططت نقطة المقاومة 5000 نقطة و هذا ما يعطي انطباعا جيدا عن تعافي السوق بصورة سريعة رغم ان الاقتصادي المصري اقتصاد ناشئ يتاثر بالاحداث السياسية بدرجة كبيرة . و ارجع التحسنات الطفيفة التى شهدتها جلسة أمس الى عمليات شراء الاجانب و العرب للاسهم ، الامر الذي دفع بالمؤشر الرئيسي الي الصعود ، الي جانب احتمالية ان يكون للمؤسسات الوطنية دور في دفع السوق الي اعلى في محاولة لانقاذ البورصة من الانهيار . و شدد على انه لا مجال لايقاف التعاملات في البورصة مثلما حدث في فترة الثورة مشيرا الي ان ذلك كان ظرف طارئ لن يتكرر ، مشيرا الي انه من الممكن ان تتنهي الازمة السياسية و لا تحدث اي مليونيات جديدة اليوم . فيما اكد محمد السائح المدير التنفيذي بشركة ليبون لتداول الاوراق المالية أن ما حدث من انهيار للسوق في اليومين الماضيين يرجع بالاساس الي غياب الثقافة لدى المستثمرين المصريين الي جانب الاوضاع السياسية الغير مستقرة ، متعجبا من ردة فعل المستمثرين المصريين بالمقارنة بما فعله المستثمرون الاجانب و العرب ففي الوقت الذي اتجهت عمليات المصريين الي البيع قام العرب و الاجاب بعمليات شرائية مكثفة مما يشير الي النظرة بعيدة المدى التي يمكلها الاجانب و العرب على عكس المصريين . و اكد ان محاولة الحكومة للضغط على المؤسسات الوطنية فكرة سيئة جدا ستؤدي الي صعود السوق لفترة ليست كبيرة و سينهار مرة اخرى لان تلك الهيئات لن تقوم باستثمارت طويلة الامد بل استثمار لحظي لانقاذ وضع السوق . و اشار الي انه من المستحيل ان تغلق البورصة التداول بها او توقفه بسبب انه لم تعد تملك ادارة البورصة ايام سماح لايقاف التعامل و ان عودة التداول عقب الثورة كانت حتمية لتجنب الخروج من السوق العالمي و حاليا لم يعد هناك مجال لايقاف التعاملات يوم واحدا حيث سيؤدي ذلك الي خروج البورصة المصرية من النظام العالمي و تخسر تصنيفها على مستوى العالم . و على صعيد المستثمرين فتباينت اراءهم ما بين معلقا لتعاملاته و مستمر في التداول بالبورصة حيث قال جمال قلدس أحد المستثمرين بالبورصة انه سيتخارج نهائيا من السوق اذا استمر الوضع على ما هو عليه الان مشيرا الي انه قد تكبد خسارة قدرها 150 الف جنيه على مدار يومين في ظل تدني اسعار الاسهم بقيمة اقل بكثير من قيمتها السعرية الحقيقية . اما عبد الناصر محمد مستثمر بالبورصة اكد انه لن يتخارج من السوق على الرغم من خسارته 13 الف جنيه من محفظته المالية و التي تحتوي على 18 الف جنيه اي حوالي 70% من محفظته ، مفضلا تعليق تعاملاته في الفترة الحالية لحين استقرار الوضع الاقتصادي و السياسي . فيما اكد احد المستثمرين ان كل ما يحدث الان سببه بالاساس عدم الشفافية و التلاعب في اسعار الاسهم من قبل الحكومة و بعض الشركات الكبرى لربط اسعار الاسهم عند اسعار معينة لا تعكس قيمتها الحقيقية بالاضافة الي سوء الاوضاع السياسية الذي اثر على السوق سلبا مؤكدا ان خسائره بلغت على مدار اليومين الماضيين حوال 110 الف جنيه من محفظة مالية تحتوي على 330 الف جنيه ، الامر الذي يدفعه الي الخروج من السوق حاليا .