من المستغرب حقا هذا التهافت والتكالب على عضوية مجلس الشوري من قبل بعض رجال الصناعة والأعمال للحصول على الحصانة البرلمانية! وخاصة الهجوم الغير موضوعي على قدرات من تم تعيينهم مؤخرا بمجلس الشورى. هل نسوا أن من ضمن أسباب قيام ثورة 25 يناير هو تزاوج السلطة بالمال؟ هل نسوا أن بعض من رجال الأعمال في العهد القديم كانوا دائما في المجالس النيابية ولم يقوموا بدورهم المطلوب تجاه العمل للصالح العام وللصناعة أو الاستثمار وكان تركيزهم منصب على تحقيق مكاسب شخصية فقط؟ هل نسوا ما أصاب سمعة رجال الأعمال من سوء نتيجة لممارسات غير مسئولة نتيجة لتزاوج بين السلطة والمال وتواجد رجال الأعمال داخل المجالس النيابية؟ إن رؤيتنا نحن "جمعية الصناع المصريون" في مصر الجديدة ترى أن عدم ترشيح رجال أعمال من أفضل ما قام به السيد رئيس الجمهورية عند إصدار قراراته في تعيينات مجلس الشورى، ولا أدري لماذا هذه الحملة الشرسة الموجهة للسيد الرئيس لعدم تعيينه أي من رجال الأعمال في مجلس الشورى وكأن ذلك حق وفرض على السيد الرئيس. وأتساءل ... هل سيتفرغ رجال الأعمال للسياسية كما كان من قبل؟ ومن سيتولى إدارة عجلة الإنتاج إذا ما تفرغ رجال الأعمال والصناعة للعمل السياسي. وهل سيتبني مشاكل الصناع جمعيا ليقوم بحلها وهو واحد أو اثنين بين خمسمائة وأكثر عضو في مجلس الشورى؟ إننا في هذا الوطن جنود نعمل على خدمته ... وكل منا في موقعه يجب أن يكون فاعلا في تدوير عجلة الانتاج ... وعلينا جميعا أن ندرك مدى أهمية العمل الذي نقوم به فالصانع يوازي السياسي في كل شيء بل يفوقه أهمية خاصة في هذه الظروف الحرجة التي تمر بها البلاد وما يعمله من خلال موقعه يعتبر وطنية عظيمة تفوق أي عمل سياسي يتطلع إليه.