أعرب سياسيون عن استيائهم بشأن القرار الذى اتخذه حازم صلاح أبو اسماعيل المرشح المستبعد من السباق الرئاسي ، بالاعتصام مع أنصاره أمام مقر اللجنة العليا للانتخابات كرد فعل مناهض لقرار اللجنة النهائي بإقصائه من المارثون الرئاسي بسبب حصول والدته على الجنسية الأمريكية ، معتبرين موقف أبو إسماعيل يزيد من حدة التوتر فى المشهد السياسي المصري ، فيما وصفه البعض ب " غير السوي" ، مطالبين باحترام احكام القضاء والامتثال لقرار اللجنة. وصف أبو العز الحريري المرشح الرئاسي والنائب البرلماني موقف أبو إسماعيل ب "غير السوي" قائلاً: رأيي أن هذا موقف غير سوي فالمترشحين للرئاسة وأنصارهم الذين يستخدمون القوة موقفهم يؤكد أنهم لم يكونوا يصلحون من الأساس لتلك المهمة، فالوطن لا تصلح إدارته بال"ذراع"، حسب قوله، وبذلك سوف نكون أمام سلطة وتسلط الأمر الواقع في مقابل سلطة الدولة والدستور، وسلطة القضاء". وقال الحريرى "إنه لا يملك التعقيب على قرار استبعاد عشرة مرشحين من خوض الانتخابات الرئاسية، وأنه إذا كان لي رأي فهو رأي شخصي لأن هؤلاء المرشحين كان لديهم عجز بالنسبة لبعض شروط الترشح وبالتالي قالت لجنة الانتخابات إن هذه الإجراءات تنقصهم ولم تفتئت عليهم". ومن جانبه دعا نادر بكار المتحدث الرسمى باسم حزب "النور" حازم أبو إسماعيل إلى السير على درب ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان وتجنيب البلاد الفتنة، كما دعا أنصار المستبعد بالحفاظ على وحدة الصف ومشروعهم الإسلامي وعدم تخريب البيت من داخله. جاء ذلك فى رسالة كتبها بكار على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك". ووجه بكار حديثه إلى أنصار أبو إسماعيل، قائلا "إخواني أنصار الشيخ حازم نثق في إخلاصكم وحبكم للشريعة ولأوطانكم... بالله جنبوا بلادكم الفتنة"، واصفًا ما يحدث الآن أمام اللجنة العليا، بأنه "خطيرٌ إلى أقصى حد وينافي المنهج السلفي جملةً وتفصيلاً". ودعاهم إلى تذكر ما فعله ثالث الخلفاء الرشدين عثمان بن عفان في محاولةٍ منه لتجنيب الأمة الويلات، مستشهدًا بقول ابن سيرين، فى هذاالشأن: كان مع عثمان في الدار سبعمائة، لو يدعهم لضربوهم إن شاء الله حتى يخرجوهم من أقطارها؛ منهم، ابن عمر والحسن بن علي وعبد الله بن الزبير.. ولقد قتل عثمان يوم قتلو إن الدار لغاصة؛ منهم ابن عمر وفيهم الحسن بن علي في عنقه السيف، ولكن عثمان عزم عليهم ألا يقاتلوا". وخاطب بكار أبو إسماعيل وأنصاره قائلا "يا شيخ حازم سر على درب عثمان بن عفان... ومازال أمامك الكثير لتؤديه لبلادك في غير موقع الرئاسة.... ويا أنصار الشيخ حازم كم من المرات اختلف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى في انتقاء الأشخاص، ولم يخن أحدٌ منهم الآخر، يكفيكم موقف عزل عمر بن الخطاب لخالد بن الوليد على الرغم من استعمال أبى بكر له واقتناعه به... حافظوا على وحدة الصف ومشروعكم الإسلامي ولا تخربوا البيت من داخله. فيما استنكر سيد عبد العال الأمين العام لحزب التجمع موقف أبو إسماعيل الذى من شأه يؤدي إلى مزيد من التوتر فى المشهد السياسي المصري قائلاً: " هذا هو القانون وعلينا احترامه، وبالتالي لا يجب أن يلجأ أحد من المستبعدين أو أنصارهم إلى العنف أو التجمهر، فهذا نوع من انفلات الأعصاب، الذي يؤدي إلى مزيد من العنف والتوتر بما لا يؤثر إلا على بناء الدولة المصرية ولا يؤثر على اللجنة أو المجلس الأعلى للقوات المسلحة فهذه قوانين يجب أن تحترم" وعلق عبدالعال على قرار اللجنة العليا للانتخابات باستبعاد عشرة مرشحي الرئاسة قائلاً:" إن اللجنة اتخذت قرارها بالاستبعاد وفقا للقانون، إلا أن القانون نفسه يتضمن مشكلة أنه ليست هناك فرصة للطعن عليه، وبالتالي يضيع على المرشحين حق الطعن على قرارات اللجنة". ومن جانبه طالب الشيخ محمد حسان بتوخى الحذر وعدم التعصب لشخص بعينه أو لحزب بعينه، مشيرا إلى أن المشروع الإسلامى يتعرض لمؤامرة خطيرة وقد يخترق الصف بأناس يريدون ان يحدثوا فتنة فى بلادنا وصراعا يكون بين الشرطة والشعب أو الجيش والشعب أو بين طائفة وأخرى. وطالب حسان الشباب المسلم بالسماع لعلمائه وشيوخه الذين لا يريدون له ولمصر إلا الخير، موضحا أن المشروع الإسلامي لا يتوقف على شخص بعينه، قائلا إن المشروع الإسلامىي وتطبيق منهجه لن يتوقف على محمد حسان أو غيره وأن رأيى ورأى غيرى يُرَد ويقبل ويحتمل الصواب أو الخطأ؛ لذا عليكم أن تتمسكوا بالحق وتطبيق المنهج الإسلامى الذى يمر بمرحلة حرجة للغاية وليس بشخص أو فصيل أو جماعة بعينها؛ لأن الدعوة والمنهج أكبر من ذلك؛ لأنه لو مات وانتهى بموت شخص أو داعٍ له لكان من الأولى أن ينتهى بموت النبى الكريم، مؤكدا أنه ليس لأحد أن ينصب للأمة أحد إلا النبى صلى الله عليه وسلم .