نفت د.نادية محمود مصطفى أستاذ العلاقات الدولية، بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة، ومدير مركز الحضارة للدراسات السياسية، أن يسهم تحرر مصر من القيود الغربية في وضعها في مواجهة مع اللاعبين الرئيسيين على الساحة الدولية، مثل الولاياتالمتحدةالامريكية. وقالت، في الورقة البحثية التي قدمتها على هامش مؤتمر "مستقبل مصر"، الذي تنظمه كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، إنه مع تولي د.عصام شرف رئاسة الوزارة، ومع تولي د.نبيل العربي وزارة الخارجية، حدثت تغيرات في السياسة الخارجية تجاه القضية الفلسطينية وإيران وأفريقيا، إضافة إلى الخليج والمعونات الخارجية. ومن واقع ملامح هذه السياسة، وحتى إبعاد د.نبيل العربي إلى الجامعة العربية، يمكن القول إن السياسة الخارجية المصرية قد انتقلت إلى مصاف المبادرة والاستقلال، في ظل إعادة ترتيب أولويات دوائر السياسية الخارجية المصرية. ويكفي دلالة على ذلك أن زيارات رئيس الوزراء بدأت بإفريقيا ثم الخليج ثم أفريقيا، ولم يذهب إلى واشنطن إلا وزيري المالية والتعاون الدولي؛ فهل هذا يعني إعادة ترتيب فرضته أولويات التحديات الراهنة؟ أم سيكون توجهًا استراتيجيًا، يمثل في هذه الحالة أهم ملامح استعادة الاستقلال الوطني وكسر التوجه الأحادي نحو الغرب. وتابعت :" إذا كان البعض يقول إن مصر المستقلة قد تكون مفيدة للسياسية الأمريكية في المنطقة، فإن مصر المستقلة لابد وأن تكون مفيدة للمصالح المصرية ابتداءً ثم العربية والإسلامية.. ومن جهة أخرى، فإن مصر المستقلة ليس من الضرورة أن تكون في صدام أو مواجهة مع الغرب مستعيدة صورة مصر الناصرية. وأكدت ان السياسة الخارجية المصرية خلال الفترة الأخيرة شهدت عدد من ملامح التراجع والتخبط، فإنه في ظل هذا المسار المضطرب لما تبقى من المرحلة الانتقالية والذي يستكمل صورة الاضطراب التي عليه طوال العام، ستظل السياسة الخارجية المصرية بعيدًا عن التوجه المأمول لمصر الثورة والسابق طرحه في بداية الدراسة. فلم تكن هذه الثورة من أجل التخلص من الاستبداد فقط، ولكن أيضًا للتخلص من جذور التبعية الحضارية بأوسع معانيها. بل أن الاستقلال الوطني مدعومًا بتحرير داخليًا، هو السبيل لتحقيق أهداف الثورة، ودون الاستقلال والتحرير، فلا ثورة ناجحة ولا توجهًا جديدًا للسياسة الخارجية. وشددت على ضرورة أ لا تكون السياسة الخارجية الجديدة نتاجًا لنجاح داخلي فقط للثورة، ولكن لابد بدورها أن تخدم هذه الثورة. فإن الزمن الراهن للثورات العربية هو اختبار "التغير العالمي" المنشود من كافة حضارات العالم المحاصرة بما يسمى "عالمية الحضارة الغربية" وعالمية نماذجها الاقتصادية والسياسية.. ومن ثم، فالشرط الأساس لتوجه جديد للسياسة الخارجية المصرية هو أن يكون توجهًا حضاريًا يعكس نموذجًا يسعى إلى المشاركة في التغيير العالمي، أي تغيير أنماط القوة العالمية السائدةٍٍ، القائمة على نماذج الاستعلاء الغربي المادية والاستهلاكية وحماية المصالح الرأسمالية العالمية.