أعلنت روسيا "دعمها الكامل" لجهود الوساطة التي يقوم بها مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية لإنهاء الاقتتال المستمر منذ عام في سوريا إلا إنها لم تبد مؤشرات على تغيير موقفها من الأزمة السورية. فقد كررت موسكو موقفها القائل بأن الدعم الخارجي للمعارضة السورية هو العقبة الرئيسية أمام السلام ، كما ذكرت أن مهمة عنان تحتاج إلى مزيد من الوقت. وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" أن هذا الإعلان جاء خلال زيارة عنان لموسكو من اجل الحصول على دعمها لخطط السلام التي يقوم بها. وحذر الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف من أن مهمة عنان قد تمثل" الفرصة الأخيرة أمام سوريا لتفادي حرب أهلية أطول وأشد دموية. ومن ثم نزودك بكامل دعمنا على كافة المستويات وبمختلف السبل في المجالات التي يمكن للروس بالطبع تقديم المساندة فيها". وأكد مدفيديف، خلال لقائه بعنان في مطار "فنوكوفو-2" بموسكو قبل مغادرته (مدفيديف) للمشاركة في قمة سيول ،عن دعمه الكامل لمهمة عنان في محاولة للتوصل إلى حل للأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من عام. ومن المقرر أن يتوجه عنان بعد ذلك إلى الصين التي سيزورها يومي الثلاثاء والأربعاء القادمين. وتكتسب هاتان الزيارتان أهمية خاصة لأن موسكو وبكين تعارضان مشاريع غربية وعربية لفرض عقوبات على سوريا من قبل مجلس الأمن الدولي. دروع بشرية في غضون ذلك ، اتهمت منظمة معنية بحقوق الإنسان في الولاياتالمتحدة قوات الأسد باستخدام دروع بشرية في جهودها لسحق التمرد الذي بدأ قبل أكثر من عام. وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المعنية بحقوق الإنسان نقلا عن سكان في محافظة ادلب شمال غربي سوريا إن "قوات الحكومة السورية تخاطر بحياة السكان المحليين بإجبارهم على السير أمام الجيش خلال عمليات الاعتقال الأخيرة وتحركات القوات والهجمات على البلدات والقرى في شمال سوريا." وميدانيا ، اعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا ان عدد القتلى الذين سقطوا امس الأحد بنيران القوات السورية ارتفع الى سبعين قتيلا. من جهتها افادت مصادر في المعارضة السورية بمقتل رئيس فرع المخابرات الجوية في دمشق العقيد إياد مَنْدو. ولم يؤكد هذا النبا من اي مصدر اخر. انتقاد واشنطن وفي المقابل ، وجهت المعارضة السورية اليوم الاثنين انتقادات للرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي اتهمته بأنه "مخطئ في قراءته للوضع السوري"، وذلك في وقت زادت فيه المساعي لتوحيد قوى المعارضة لمواجهة نظام الرئيس بشار الأسد. وقالت عضو المجلس الوطني السوري مرح البقاعي في مقابلة مع راديو "سوا" الأمريكي إن "الثوار ليسوا بحاجة في هذه المرحلة إلى أجهزة اتصال وبعض المواد الطبية التي أعلن الرئيس أوباما عن تقديمها". وتابعت قائلة إنه "إذا كان يعتقد الرئيس أوباما أن هذا ما يحتاجه الثوار فهو مخطئ في قراءته للداخل السوري". ومضت تقول "على كل حال ليست فقط أمريكا التي اتخذت هذا الموقف من الثورة السورية، يبدو أن هناك توافقا وقرارا دوليا بالتعامل مع الثورة على أساس سياسي وليس على أساس الواقع الميداني". وحول اجتماع اسطنبول الرامي إلى توحيد رؤى المعارضة السورية، قالت البقاعي التي تلقت دعوة للمشاركة في اللقاء، "إننا نريد من المعارضة أن تقف وقفة واحدة وموقفا واحدا من النظام ومن المجريات الدولية أيضا ويكون لها موقفها الموحد". وأضافت الناشطة المقيمة في واشنطن "نحن نرى أن هناك مجريات دولية الآن وهناك مؤتمر أصدقاء سوريا 2 سيعقد في اسطنبول في الأول من ابريل/نيسان ويجب أن يكون لدينا رؤية موحدة". يذكر أن الدعوة لاجتماع اسطنبول قد جاءت بمبادرة من تركيا وقطر التي تترأس الدورة الحالية للجامعة العربية. ومن المقرر أن تستضيف تركيا يوم الأحد المقبل الاجتماع الثاني لمجموعة "أصدقاء سوريا" من أجل التباحث في سبل مساعدة المعارضة السورية ووضع حد للقمع الذي يمارسه النظام. وضم المؤتمر الأول في أواخر فبراير/شباط الماضي في تونس ممثلين عن ستين دولة عربية وغربية.