في تطور للقضية المثارة حاليًا بين مصر والإمارات، على خلفية الشد والجذب الذي حدث بين البلدين بعد تهديد الفريق ضاحي خلفات، القائد العام لشرطة دبي باعتقال د.يوسف القرضاوي، نفت جماعة الإخوان المسلمين، أمس، وجود أية خلافات بين مصر والإمارات، مؤكدة على عمق العلاقة بين البلدين، وأن الخلاف الذي حدث مؤخرًا مع الجانب الإماراتي بعد تصريحات الدكتور محمود غزلان، المتحدث الرسمي باسم الجماعة، التي انتقد فيها تصريحات خلفان، ليست خلافات في طبيعة العلاقة بين البلدين، أو خلافات مع الدولة بأكملها. ترجع المشكلة لتصريحات الفريق ضاحي خلفان، القائد العام لشرطة دبي، التي هدد فيها بملاحقة د. يوسف القرضاوي عن طريق الإنتربول، بعد ظهوره في إحدى القنوات الفضائية منتقدًا قرار الإمارات بترحيل سوريين شاركوا في مظاهرة خارج مقر قنصلية بلادهم في دبي، الأمر الذي دفع د.محمود غزلان، المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين ينتقد الموقف الاماراتي بحدة، ويهدد بتكاتف وتحالف العالم الإسلامي بأسره ضد الإمارات، لما أسماه ب "الزود عن القرضاوي". قال غزلان أن جماعة الإخوان المسلمين لا يمكن أبدًا أن ينكرون دور دولة الإمارات العربية الشقيقة في تبني واحتضان أنصارها، خاصة بعد أن خرج بعض أعضاء الاخوان وعاشوا فيها، مؤكدًا أن الخلاف الذي حدث مؤخرًا واستدعى إلى أن يقوم الجانب الإماراتي بشن هجمة كبيرة على الاخوان في مصر، ليس خلافًا مع الدولة، مشيرًا إلى أن الإخوان ترجب بأية تحقيقات رسمية تجرى في هذا الشأن، وتقبل أي قرار أو نتيجة سواء في صالحها أو ضدها. يأتي هذا في الوقت الذي أكدت فيه لجنة القوى العاملة بالبرلمان المصري على لسان رئيسها صابر أبوالفتوح، أن أحوال العمالة المصرية بدولة الإمارات مستقرة، ولم تهتز للمشكلة المثارة مؤخرًا بين الجانبين، خاصة أنها ليست مشكلة في العلاقات السياسية بين الدولتين، أو ليست مشكلة جذرية من شأنها هدم العلاقة بين مصر والامارات. وفي السياق ذاته، أكدت مصادر مطلعة ل "أموال الغد" إلى أن التيار السلفي يلعب دور التهدئة في المشكلة، ويحث عدد من المسئولين بالجماعة وعدد من مسئولي الإمارات بإحتواء الأزمة، وتداركها قبل تفاقمها لأكثر من ذلك، بما يضمن استقرار العلاقات الطيبة بين البلدين، إذ أن مصر دومًا ما كانت تؤيد حق الامارات بقضية الجزر، فضلا عن الدعم الاماراتي الدائم لمصر في كافة مشكلاتها منذ حرب أكتوبر، التي تكاتفت فيها مع القاهرة بصورة واضحة. من جانبه قال المجلس الأعلى للقوات المسلحة عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" إنه كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن تصريحات صدرت من مصر والإمارات العربية الشقيقة، مما أثار قلق ملايين المصريين العاملين في دول الخليج العربي، وفي مقدمتهم أهلنا في الإمارات، مؤكدًا إن العلاقات التاريخية بدولة الإمارات الشقيقة، يصعب اختزالها في تصريحات من هنا أو هناك، وأن هذه العلاقات التي تضيء سماء الأمة العربية عبر عقود طويلة من جهد وعمل المصريين العاملين في الإمارات الشقيقة - أي في وطنهم الثاني - في كل مجالات الحياة، وكذلك المواقف الوطنية العربية للشقيقة الإمارات في دعم مصر في الشدة واليسر، وكذلك دعمهم للاقتصاد المصري من خلال الاستثمارات الضخمة في كل المجالات. أشار المجلس إلى أنه لا ينسى المصريون الشيخ زايد، رحمه الله، الذي سُميت مدن وأحياء كاملة باسمه في السويسوالقاهرة عرفاناً وتقديراً لما قدمه هذا الزعيم الراحل لمصر وشعب مصر". أردف قائلا "العلاقات وأواصر الإخوة والمصير المشترك لا يمكن اختزالها في موقف من هنا أو هناك، خاصة لو كان غير رسمي.. وعلاقات المصير المشترك هي علاقات أزلية يصعب العبث بها، فدول الخليج العربي هي العمق الاستراتيجي للأمن القومي المصري، ومصر لم تبخل بأغلى ما تملك وهو دماء أبنائها عندما تعرضت دولة الكويت الشقيقة للخطر، وقد يتكرر هذا وسوف تكون مصر هي أول من يلبي نداء الأشقاء.. فهدوءاً أشقاؤنا المصريين في الإمارات لأنكم في بلادكم ولم تخرجوا منها وإن اختلفت الأسماء". ردود أفعال قوية شهدتها الأزمة بين البلدين، فمن جانبه، صرح صابر أبوالفتوح، رئيس لجنة القوى العاملة بمجلس الشعب المصري، في تصريحات خاصة ل "أموال الغد" قائلا "إن الرابط بين مصر ودولة الإمارات الشقيقة مستقرة، وأن الأزمة الحالية صغيرة، بما لا تحدث أية توترات في العلاقة المستقبلية بين الطرفين"، متوقعًا إنتهاء الأزمة في أقرب وقت، انتصارا للعلاقات الطيبة بين القاهرةودبي. أكد على أن العمالة المصرية بدولة الإمارات مستقرة، وتعمل بشكل طبيعي، ولن تؤثر الأزمة الأخيرة على وضعهم بصورة أو بأخرى، مشيرًا إلى أن القائد العام لشرطة دبي لا يمكن له أن يعتقل القرضاوي، خاصة أنه يعلم جيدًا أنه علم من أعلام الأمة الإسلامية، مؤكدًا في الوقت ذاته أن تصريحات غزلان عبّرت عن موقف الجماعة، خاصة أنه من داخل مكتب الإرشاد نفسه. جدير بالذكر حجم التبادل التجاري بين الإمارات ومصر ارتفع بنسبة 2,8% خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2011، ليصل إلى 2,62 مليار درهم (715 مليون دولار)، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2010، بحسب بيانات صادرة عن السفارة المصرية في أبوظبي، وهي آخر الأرقام المعلنة رسميًا حول العلاقات الاقتصادية بين البلدين.. ويصل عدد العاملين المصريين باللإمارات نحو نصف مليون مصري، في الوقت الذي تبلغ فيه الاستثمارات الإماراتية بمصر نحو 10 مليار دولار. من جانبه، أكد محسن راضي، عضو مجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للإخوان، ووكيل اللجنة الثقافية بالبرلمان، على أن تصريحات غزلان القوية تجاه الجانب الإماراتي مبررة بتطاول قائد شرطة دبي على علم من أعلام الأمة الإسلامية وهو الشيخ يوسف القرضاوي، والذي يكن له الجميع كامل الإحترام، مؤكدًا على رفض جماعة الإخوان المسلمين إهانة الرموز الإسلامية، او تشويه صورتها بالشارع. وفي تصريحات قوية، قال ل "أموال الغد" فلتذهب أية علاقة بين البلدين هباءا ما لم تكون مبنية على أسس من الاحترام المتبادل لرموز كل دولة وعلماء الأمة الإسلامية جميعها، مؤكدًا عن رضاه بشأن تصريحات غزلان، التي وصفها بأنها جاءت ردًا على تصريحات الجانب الإماراتي التي (تطاولت على المصريين والأمة الإسلامية بشكل عام). وعن تصريحات حاكم شرطة دبي، المنتقدة لجماعة الإخوان المسلمين، قال راضي "تصريحات الجانب الإماراتي لا تهددنا ولا تخيفنا أبدًا، ولا نبقى على علاقتنا مع الامارات إن كانت مبنيه على إهانة الرموز وكراهيتهم".