تصاعدت أزمة تنحى هيئة محكمة جنايات شمال القاهرة عن نظر قضية التمويل الأجنبى، بما ينذر بمواجهة بين القضاة والحكومة، فيما غادر الأمريكيون وبقية الأجانب المتهمين مطار القاهرة وعددهم 17 شخصاً فى طائرة عسكرية أمريكية فى السادسة من مساء أمس إلى لارناكا فى قبرص ومنها إلى بلادهم. قدم محمد عبدالعليم داوود، وكيل مجلس الشعب، استجواباً ضد الحكومة، وصف فيه قرار إلغاء حظر سفر المتهمين ب«جريمة». ودعا حزب التجمع إلى وقفة احتجاجية غداً «السبت»، أمام دار القضاء العالى، لإعلان رفض التدخل فى شؤون القضاء. وقال الدكتور محمد البرادعى - فى تعليق على حسابه بموقع «تويتر» - إن التدخل فى اختصاصات القضاء يضرب الديمقراطية فى مقتل. وقدم النائبان محمد العمدة ومصطفى بكرى بيانين عاجلين للبرلمان ضد تدخل الحكومة لرفع الحظر عن سفر المتهمين الأجانب فى القضية. وذلك وفقا لما نشرته المصري اليوم. علمت «المصرى اليوم» أن المستشارين سامح أبوزيد وأشرف العشماوى، اللذين قاما بالتحقيق فى القضية، يدرسان أيضاً إعلان تنحيهما عن استكمال التحقيقات فى ملف التمويل الأجنبى، تضامناً مع المستشار محمد محمود شكرى الذى تنحى عن نظر القضية. وقال المستشار محمد محمود شكرى إنه سيتقدم إلى المستشار حسام الغريانى، رئيس مجلس القضاء الأعلى، بمذكرة، الأحد المقبل، تتضمن أسباب تنحيه، ولم ينف ما نُشر أمس عن تعرضه لضغوط من المستشار عبدالمعز إبراهيم، رئيس محكمة الاستئناف، لإلغاء حظر سفر المتهمين الأجانب. وذكرت مصادر قضائية مطلعة أن 30 قاضياً اتصلوا ب«شكرى» وأكدوا له تضامنهم معه، وأن المستشار عبدالمعز إبراهيم لم يطلب صراحة إلغاء حظر السفر خلال اتصاله ب«شكرى»، لكنه ألمح إلى ذلك بشكل غير مباشر. وقال شهود عيان إن «عبدالمعز» تلقى اتصالاً هاتفياً من جهة سيادية قبل مكالمته مع «شكرى». وأفادت المصادر بأن المستشار حسام الغريانى، رئيس القضاء الأعلى، أمر بإجراء تحقيق عاجل فى واقعة التنحى. فى المقابل، قال المستشار عبدالمعز إبراهيم ل«المصرى اليوم»، إنه هو الذى طلب من «شكرى» التنحى، لأن لديه ابناً يعمل محامياً فى مكتب للاستشارات القانونية له علاقة بالسفارة الأمريكية، وأوضح أنه أحال القضية إلى دائرة عين شمس لضمان سرعة الفصل فيها، ثم فوجئ بتأجيلها إلى 26 أبريل، وشدد «عبدالمعز» على أنه لم يطلب من «شكرى» رفع حظر السفر عن المتهمين. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون إن واشنطن ترحب بقرار إلغاء حظر سفر رعاياها، وأضافت: «مصر تمر بزلزال سياسى، والمشكلة أنه لا توجد حكومة حتى نتحدث معها»، فيما توقعت وسائل الإعلام الأمريكية تراجع التوتر بين القاهرةوواشنطن.
