في الوقت الذي بدأت فيه التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز في إحداث تأثيراتها علي السوق العالمية للبترولوالتي شهدت أمس ارتفاعا ملحوظا في الأسعار, أكدت الولاياتالمتحدة أمس أن العالم لديه من امدادات البترول ما يكفي لتغطية احتياجاته من البترول حتي اذا حاولت طهران تعطيل حركة تلك الإمدادات كرد فعل علي العقوبات الغربية علي برنامجها النووي. وقال نائب وزير الطاقة الأمريكي دانيال بونمان خلال زيارة له إلي جنوب أفريقيا إنه سوق عالمي, ومن السهل استبدال مصادر امدادات البترول. وفي المقابل, دعت طهران أمس دول الاتحاد الأوروبي إلي الوضع في الاعتبار مصالحها الوطنية قبل اتخاذ قرار بفرض حظر صادرات البترول الإيراني بدلا من الاستسلام لضغط الولاياتالمتحدة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبراست للصحفيين في طهران: إذا كان الاتحاد الأوروبي جادا بشأن ادعائه بكونه مستقلا,فيجب أن يركز علي مصالحه الوطنية وعدم الاستسلام للضغط السياسي من قبل الولاياتالمتحدة. وكرر مهمانبراست استعداد طهران لاستئناف المحادثات مع القوي الكبري لتسوية النزاع النووي ولكنه قال إنه لم يتم تحديد الموعد أو المكان بعد. جاء ذلك في الوقت الذي اعتبر فيه مندوب إيران لدي منظمة الدول المصدرة للبترول أوبك محمد علي خطابي أن حظر الاتحاد الأوروبي لصادرات البترول الإيراني سيكون بمثابة انتحار اقتصادي لأوروبا. ومن المقرر أن يجتمع الاتحاد الأوروبي في23 يناير الجاري لتقرير مسألة فرض حظر علي البترول الإيراني بسبب برنامج طهران النووي. وكانت أسعار البترول قد سجلت ارتفاعا ملحوظا أمس وصل إلي11,112 دولار للبرميل, متأثرة بتحذيرات طهران لدول الخليج أمس الأول من تعويض اي نقص في البترول الإيراني في حالة فرض عقوبات علي صادراتها من البترول, وكررت طهران تهديدها بإغلاق مضيق هرمز وسحب17 مليون برميل من امداداتها اليومية للسوق العالمية. وفي السياق ذاته, حثت إيران أمس السعودية علي مراجعة موقفها بشأن تعويض اي نقص محتمل للبترول الإيراني في الأسواق, معتبرة موقف السعودية بأنه يعطي إشارات غير ودية, وذلك في تصريحات أدلي بها وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي في حوار مع قناة العالم الإيرانية. وفي الإطار ذاته, أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس الأول أن العقوبات الحالية المفروضه علي إيران ليست مؤثره بالشكل الكافي لوقف البرنامج النووي الإيراني, مطالبا بفرض مزيد من العقوبات التي تستهدف البنك المركزي الإيراني و قطاع البترول في إيران. وحذر نتانياهو أيضا خلال جلسة للجنة الدفاع والشئون الخارجية بالكنيست الإسرائيلي من تنامي النفوذ الإيراني في العراق قائلا إنه في ظل حالة عدم الإستقرار فلابد علينا من تقوية قدراتنا الدفاعية ضد اي هجمات جوية أو أرضية محتملة. وفي الوقت نفسه, أبلغت كوريا الجنوبية أمس الولاياتالمتحدة أنه سيكون من الصعب علي سول إيجاد بديل للبترول الإيراني, معربة عن قلقها من أن تؤدي العقوبات الجديده علي طهران إلي رفع أسعار البترول. جاء ذلك في إطار زيارة روبرت أينهورن كبير مستشاري الخارجية الامريكية في مجال حظر الانتشار النووي والحد من التسلح, الحالية إلي سول في محاولة أمريكية للضغط علي حلفائها الدوليين لفرض حظر علي صادرات البترول الإيراني من أجل تشديد العقوبات علي طهران بسبب برنامجها النووي. ومن جانبها, أكدت روسيا أمس مجددا معارضتها لفرض حظر دولي علي صادرات البترول من إيران, وقالت إنها ستستخدم حق النقض( فيتو) ضد صدور قرار من مجلس الأمن بهذا الشأن. المصدر الاهرام