أعلنت جلف بريدج إنترناشونال، "جي بي أي"، شركة تشغيل الكابلات البحرية الخاصة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، عن استكمالها لعملية إنزال أول كابل اتصالات بحري بالعراق في مدينة الفاو الواقعة جنوب البلاد، بالتعاون مع الشركة العامة للاتصالات والبريد في العراق. وتأتي هذه الخطوة المهمة في الوقت الذي تبلغ فيه معدلات النفاذ لخدمات النطاق العريض والانترنت في العراق أقل من 3 بالمائة، الأمر الذي يتيح للعراق عبر اتصاله بمنظومة كابلات "جي بي أي"، سعات نقل بيانات أعلى ويرتقي بخدمات الاتصالات والإنترنت المحلية، ويتيح للمستخدمين التمتع بخدمات اتصالات ذات كفاءة وجودة غير مسبوقة وبأسعار تنافسية. وصرح راشد النعيمي، رئيس مجلس إدارة شركة جلف بريدج إنترناشونال "جي بي أي": "تعد عملية إنزال كابل جي بي أي في السواحل العراقية إنجاز في غاية الأهمية للشركة وللشعب العراقي. ويأتي هذا الإنجاز ليؤكد رؤيتنا للعمل المستمر على دعم مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة". وأضاف النعيمي: " نحن فخورون بطاقم العمل المميّز الذي وقف خلف تحقيق هذا المشروع الأول من نوعه للعراق رغم مختلف الصعوبات والتحديات التي واجهتهم، والتي أسهمت خلال السنوات الماضية في تأجيل عدة مبادرات مماثلة. وبلا شك فإن تمتع العراق ببنية تحتية متطورة للاتصالات سيمنح المستخدمين فرصة التمتع بأحدث تقنيات الاتصالات المتاحة". من جانبه قال أمير البياتي، وكيل وزارة الاتصالات الفني الأقدم في العراق، أن مشروع "جي بي أي" يعتبر من المشاريع الإستراتيجية المهمة للكيبل البحري باعتباره بنية تحتية اتصالاتية مهمة يدخل بشكل مباشر في تطوير البلدان التي تشترك في هذا المشروع العملاق، سيكون بالنسبة للعراق شرياناً بموازاة المشاريع الأخرى لربط العراق عبر بوابة الخليج بالعالم ليغذي حاجة العراق من السعات المطلوبة والتي تتزايد بشكل مطّرد والعراق من الأسواق الواعدة جداً، مقارنة مع الأسواق الأخرى لما له من حاجة وإمكانيات ذاتية ومكامن قوة ومقومات تطوير هائلة نتيجة للموقع الاستراتيجي الحيوي للعراق والذي يمكن أن يساهم في تطوير قطاع الاتصالات ليس في العراق فحسب بل حتى في عموم المنطقة. وأضاف البياتي: " أن دخول مشروع كيبل "جي بي أي" للخدمة سيدخل المنطقة بمرحلة جديدة وطفرة اتصالاتية، لما لهذا المشروع من دور مباشر لإحياء كثير من المشاريع الأخرى والتي تساهم بشكل وآخر في رفع مستوى القطاعات الأخرى في البلدان المشاركة. ونبارك لشعوب المنطقة وللقائمين لهذا المشروع هذا الانجاز المميز ونتمنى لهم دوام الموقفية والسداد". وقال أحمد مكّي، عضو مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة جلف بريدج إنترناشونال "جي بي أي": " بصفتنا أول شركة تشغيل كابلات بحرية خاصة في المنطقة، فنحن نهتم باحتياجات المنطقة ونعمل على تلبيتها بشكل كبير، مدعومين بمجموعة صناديق استثمار سيادية خليجية رائدة تسعى لتطوير قطاع الاتصالات في المنطقة ليكون ضمن الأفضل عالمياً". وأوضح مكي: " يسهم ربط العراق بمنظومة كابلاتنا المنتشرة في المنطقة، في دعم البنية التحتية للاتصالات العراقية والارتقاء بمختلف خدمات الاتصالات المتقدمة. ونحن سعداء بتحقيق هذا الانجاز في بلد يحظى بفرص نمو واعدة في جميع المجالات، حيث أصبح التمتع بوسائل اتصال حديثة اليوم، أحد أهم مقومات تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مما سيمكن الشعب العراقي من تبادل المعرفة وتعزيز العملية التعليمية ودعم قطاع الأعمال". وتقوم "جي بي أي" بالاستثمار في تطوير ونشر منظومة كابلات "جي بي أي" المتطوّرة، عبر توظّف أحدث تقنيات الألياف الضوئية لتقديم سعات نقل بيانات عالية، مستفيدةً من إدراكها لطبيعة المنطقة ومعدلات الطلب المتنامية للحصول على خدمات اتصالات أفضل وسعات نقل بيانات أعلى، ما يجعلها توفّر تغطية جغرافية أشمل وأوسع من أي منظومة كابلات بحرية أخرى في المنطقة. وقامت "جي بي أي" منذ تأسيسها في أواخر عام 2008 باستثمار حوالي 445 مليون دولار أمريكي للمرحلة الأولى من المشروع الذي استكمل بنجاح في نهاية عام 2011، وهي تعد الشركة الأولى في المنطقة التي توفر سعات نقل بيانات تصل إلى 100 جيجابيات في بعض الأجزاء من شبكتها البحرية، و40 جيجابيات في الشبكة لتتفوق بمعدل أربعة أضعاف تقريباً على معظم سعات نقل البيانات المتوفرة حالياً والتي لا تتجاوز 10 جيجابيات. وتمتد منظومة كابلات "جي بي أي" بطول 13 ألف كيلومتر تقريباً، لتوفر ربطاً مباشراً بين الدول المطلة على الخليج العربي التي تضم قطر، ودولة الإمارات، والسعودية، والكويت، والبحرين، والعراق، وسلطنة عمان إضافةً إلى إيران. وتربط المنظومة منطقة الخليج بالقارة الآسيوية عبر مدينة بومباي الهندية، وبالقارة الأوربية عبر جزيرة صقلية الإيطالية، ومنها إلى أوروبا عبر مدن تضم لندن، فرانكفورت، أمستردام، باريس، مرسيليا واسطنبول. يذكر أن منظومة كابلات "جي بي أي" مصممة لتكون قادرة على العمل لفترات تصل إلى 25 عاماً بكفاءة عالية، ما يؤهّل الشركة لتكون رائدة في تلبية الاحتياجات المستقبلية المتزايدة للمنطقة في مجال الاتصالات، ويعزز الدور والخدمات التي تقدمها شركات تشغيل الاتصالات والإنترنت في المنطقة، ويرتقي بقطاع الاتصالات عموماً في منطقة الشرق الأوسط.