كشفت جماعة الإخوان المسلمين عن أنها علي وشك إصدار بيان مشترك مع قوي وطنية وقعت علي مبادرة طرحتها الجماعة لبحث الاتفاق علي آلية وشكل الاحتفالات بثورة يناير. وقال الدكتور عبدالرحمن البر, عضو مكتب الإرشاد وعميد كلية أصول الدين والدعوة بجامعة الأزهر بالمنصورة, إن الإخوان طرحوا منذ فترة قريبة مبادرة علي كل القوي الوطنية بما فيها الأحزاب والشخصيات العامة والنقابات والمنظمات المدنية للخروج باتفاق موحد حول فعاليات هذا اليوم, حتي لا يكون الاحتفال مصبوغا بفصيل أو طائفة معينة, لأن الإخوان يريدونه يوما مصريا أصيلا يعبر عن فرحة مصر كلها. وفقا لجريدة الاهرام وأضاف البر ل الأهرام, أن عددا كبيرا من الأحزاب وقعت علي المبادرة, أغلبها من التحالف الديمقراطي من أجل مصر, الذي يتزعمه حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للجماعة بالإضافة إلي شخصيات عامة ونشطاء سياسيين وغيرهم, رافضا الإدلاء بأي تفاصيل عن محتويات المبادرة أو ما إذا كانت هناك أطراف رفضت المبادرة. وأشار البر إلي أن المبادرة الإخوانية تتناول شكل يوم الاحتفال وفعالياته, وبحث ما إذا كان يوما واحدا أو أكثر, والمطالب التي سترفع, مؤكدا أن العنوان الرئيسي سيكون مصر, والمكان سيكون التحرير. ولمح البر إلي أن مكتب الإرشاد وحزب الحرية والعدالة, صاحب المبادرة يتمنيان أن يري العالم مشهدا رائعا مشرفا لمصر التي تحوي الجميع. ومن المتوقع أن يصدر البيان خلال الأسبوع الحالي أو بعد غد, حيث اجتماع مكتب الإرشاد. وقال الدكتور محمود حسين, الأمين العام للإخوان, إن أعضاء الجماعة في كل المحافظات سيشاركون في مظاهر الاحتفال وفي ميدان التحرير وميادين القاهرة الكبري, ولكل عضو في أي محافظة الحرية في المجيء للميدان, فهذا اليوم كل مواطن فيه يعبر عن مشاعره تجاه الثورة, مؤكدا أن الجماعة سترفع في الميادين الأناشيد الوطنية والشعارات التي تحمل مطالب الثورة وتطلعات الشعب إلي الاستقرار والبناء, فالإخوان ليس لديهم مطالب خاصة ولا خطط مسبقة للتعبير عن المشاعر في مثل هذا اليوم.من ناحية اخري قرر المكتب التنفيذي لحزب الوفد في اجتماعه برئاسة الدكتور السيد البدوي رئيس الحزب المشاركة في احتفالية25 يناير بشكل يليق بجلال هذا اليوم المجيد في تاريخ مصر. وأكد طارق الزمر, المتحدث الإعلامي باسم الجماعة الإسلامية, أن مشاركة الجماعة في مليونية25 يناير المقبلة جاءت لتؤكد عدة مبادئ, من بينها سلمية الثورة, وحقوق الشهداء, وسرعة محاكمة المتسببين في إفساد الحياة السياسية وعلي رأسهم مبارك وعصابته. وأشار إلي أن الجماعة ستعمل علي أن تمر احتفالية الشعب المصري دون أي اضطرابات, وذلك من خلال التأمين, مثلما كان يحدث في المليونيات السابقة. وأوضح الزمر أنه من خلال هذه المليونية سنؤكد أيضا أن الميدان مكملا وداعما للبرلمان, لأنه إذا فشل البرلمان في تحقيق أهداف الثورة, فإن العودة للميدان ستكون محتومة. ولم يستبعد الزمر أن العصابة الموجودة في سجن طرة مازالت تخطط لإحداث فوضي وتخريب من أجل تشويه الثورة وإسقاط مصر. وعن6 إبريل, أوضح الزمر أنه في حال نزول الشعب المصري كله لن تتمكن هذه القوي الهامشية من أن تفرض رؤيتها الصدامية علي هذه الجماهير الحاشدة. وأقترح أن ندعو جميع القادة السياسيين في هذا اليوم لمصالحة واسعة النطاق تشمل كل الأطراف السياسية وكل الشركاء في الوطن, وأن تكون هذه المصالحة هي القاعدة التي تبني عليها مصر الجديدة. وأضاف أن استمرار النزاع بين بعض التيارات سيكون مدخلا خطيرا لإجهاضالثورة, وتدخل القوي الأجنبية. وأكد د. ممدوح حمزة دعوته للجميع للنزول إلي الميدان, ليعلم العالم كله أن الثورة مستمرة, مؤكدا تأمين المليونيات والميدان بفرق الكشافة المصرية, واللجان الشعبية التي ستتولي تأمين المنشآت بخطة ومبادرة دعا إليها, وطالب وزارة الثقافة بإعداد(5) منصات للفلاحين والعمال والطلبة والموظفين, مؤكدا أنه لا توجد أي احتمالية للعنف نهائيا من جانب الثوار. ودعا الدكتور شادي الغزالي حرب, نائب رئيس حزب الوعي جميع الكيانات السياسية للمبادرة المتكاملة التي طرحت طرحا سياسيا من أجل تأكيد الثورة واستمراريتها وسلميتها, والتي تضم أحزابا مثل: الوعي والعدل والمصريين الأحرار والمصري الديمقراطي وحركات ثورية مثل المصري الحر, وكن إيجابيا وبعض منظمات المجتمع المدني, وأكد أن الطرح السياسي الذي تبنته تلك المبادرة يدعو لتسليم السلطة لمجلس الشعب يوم25 يناير, وأن ذلك سيتم في كيان تنظيمي وتنسيقي بين مختلف القوي السياسية. من جانبه, أكد الناشط السياسي جورج اسحاق, رفضه لفكرة سيطرة الإخوان المسلمين علي ميدان التحرير يوم25 يناير المقبل, وقال علي حد قوله: إذا لم يأتوا الميدان كشركاء لنا في الاحتفالية, وأن يكون لهم الحقوق نفسها مثلنا, فلا داعي لوجودهم. وأضاف اسحاق أنه الآن يجري الإعداد لهذه المناسبة الكبيرة ونقوم بحضور عدة لقاءات تحضيرية مع جميع القوي السياسية, مشيرا إلي أنه لابد للإخوان المسلمين أن يشاركوا في هذه الاحتجاجات, مؤكدا أن ميدان التحرير ليس ملكا لأحد أو فصيل, فكلنا شركاء. ومن ناحية أخري اجتمع عدد كبير من رموز القوي السياسية والثورية امس بأحد فنادق القاهرة لبحث التحضيرات النهائية للاحتفال بذكري الثورة. وقال جورج اسحاق انه تم دعوة جميع رؤساء الدول الإفريقية لحضور الاحتفالية. حضر الاجتماع حمدي قنديل ومصطفي الجندي والدكتور محمد السعيد ادريس والكاتب الصحفي جمال فهمي من ناحية أخري, أكد عبدالغفار شكر وكيل مؤسسي حزب التحالف الشعبي الاشتراكي أن الثورة وقواها أوسع بكثير من الإخوان المسلمين, مشيرا إلي أن العديد عن ائتلافات شباب الثورة تعد لهذا اليوم الجليل وستشارك بقوة في ذكري الثورة. وأوضح شكر أن الإخوان إحدي قوي الثورة وليس لهم الوجود الأكبر, موضحا أن الدليل علي ذلك في المليونيات العديدة التي قاطعها الإخوان ولم يشاركوا فيها, وعلي الرغم من ذلك نجحت وآخرها مليونية حرائر مصر. وفيما يتعلق بسيطرة الإخوان المسلمين علي الميدان في هذا اليوم, أكد شكر أن ميدان التحرير لكل القوي السياسية, وبالتالي لا يستطيع أحد أن يحتكر الميدان لنفسه, لافتا إلي أنه إذا كان وجود الإخوان في الميدان يوم52 يناير المقبل للتأمين, فلا بأس. من جانبه, يؤكد الدكتور عمرو حمزاوي, نائب البرلمان, أن الميدان مفتوح للجميع, وسيبقي مفتوحا لمشاركة جميع المواطنين. وقال حمزاوي إنه يعتقد أن هذا اليوم سيمر بصورة سلمية بمشاركة العديد من قوي الثورة. ويري عامر الوكيل, المنسق العام لتحالف ثوار مصر, أن السيطرة علي الميدان ليس لفصيل واحد, وأنه في النهاية الكلمة للميدان. ويتوقع الوكيل أنه من الوارد حدوث انقسامات ومشاجرات بين الإخوان والسلفيين من جهة, وشباب الثورة وأهالي الشهداء من جهة أخري, في حالة المجيء إلي الميدان بعقيدة الاحتفال فقط وإحياء ثورة25 يناير دون النظر إلي حق الشهداء ورحيل الحكم العسكري عن السلطة. ويحذر الوكيل شباب الإخوان من الانسياق خلف قيادتهم التي تسعي فقط خلف السلطة ويجب نزولهم إلي هذا اليوم بعقيدة الثورة وتحقيق أهدافها, التي لم يتحقق أي شيء منها حتي الآن.