في أول انتخابات برلمانية, بعد ثورة يناير المجيدة, ووسط أجواء من الأمن والشفافية والتنظيم, تنهي عقودا من التزوير والسطو علي إرادة الأمة, وتفتح أبواب الأمل في فجر جديد من الحرية والديمقراطية والتمثيل الحقيقي للشعب. تدفق ملايين المصريين في9 محافظات إلي صناديق الاقتراع, وشكلوا سلاسل بشرية طويلة, امتدت لعدة كيلومترات أمام اللجان الانتخابية للإدلاء بأصواتهم, واختيار نوابهم لمقاعد البرلمان الجديد, وذلك في اليوم الأول من المرحلة الانتخابية الأولي التي تجري علي يومين. يتنافس في هذه الجولة1452 مرشحا علي112 مقعدا مخصصة للقوائم الحزبية و2357 مرشحا علي56 مقعدا علي مقاعد الفردي في تلك المحافظات, والتي تمثل محافظات المرحلة الأولي من مراحل الانتخابات الثلاث, وهي محافظات: القاهرةوالإسكندرية والفيوم وكفر الشيخ وبورسعيد ودمياط وأسيوط والبحر الأحمر والأقصر. ومن المنتظر أن تعلن غدا النتائج الأولية لمقاعد الفردي في محافظات المرحلة الأولي فيما تقرر استمرار التصويت في جميع اللجان حتي التاسعة من مساء أمس وذلك بسبب الاقبال الشديد الذي شهدته لجان الاقتراع. وفقا لجريدة الاهرام وأوضح المستشار عبدالمعز إبراهيم رئيس اللجنة العليا للانتخابات, أن نسبة95% من اللجان الفرعية بدأت عملها في الموعد المحدد لها, وأن5% فقط هي التي حدث بها التأخير نتيجة تأخر وزارة الداخلية في توصيل أوراق التصويت إلي اللجان الفرعية, وهو التأخير الذي بررته الوزارة بسوء الأحوال الجوية وعدم معرفة السائقين لأماكن اللجان. وإلي جانب الإقبال غير المسبوق, الذي شهدته معظم اللجان, والذي يتوقع أن يصل إلي70% من الناخبين المسجلين في الكشوف الانتخابية, فقد شهدت العملية الانتخابية ظواهر إيجابية جديدة, وفق ما رصدته تقارير مراسلي الأهرام في القاهرة والمحافظات, من أهمها اختفاء ظاهرة البلطجة, وشراء الأصوات التي كانت تحدث عادة أمام اللجان, وأقتصر الأمر علي بعض الحوادث والمشاجرات والمخالفات المحدودة التي لم تخل بسير وانتظام العملية الانتخابية في مجملها. وتركزت أبرز ملاحظات ممثلي المرشحين والمجتمع المدني, علي تأخر فتح بعض اللجان لتأخر وصول القضاة, وعدم ختم بعض بطاقات التصويت وعدم السماح لبعض وسائل الإعلام بالدخول إلي داخل مقار اللجان. وفي ترجمة عملية للتعهدات الحاسمة, التي أطلقها المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام, رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة, بتأمين الانتخابات تفقد المشير طنطاوي عددا من اللجان الانتخابية في مدينة نصر, ومصر الجديدة, والوايلي, وتابع سير إجراءات العملية من داخل وخارج اللجان. وناقش المشير خلال الجولة المستشار هشام المهدي رئيس اللجنة الأولي بمدرسة القبة الفداوية في بعض النواحي التنظيمية. وأوضح اللواء إسماعيل عتمان مدير إدارة الشئون المعنوية, عضو المجلس الأعلي, أن المشير تابع طوال يوم أمس الانتخابات من غرفة عمليات القوات المسلحة, وصدق علي تخصيص طائرات عسكرية لنقل الصناديق والقضاة إلي الأماكن النائية والبعيدة في جميع المحافظات. وقال عتمان وإن تأمين الجيش للانتخابات شجع المواطنين علي النزول للاقتراع, وقال اللواء حمدي بدين مدير الشرطة العسكرية, إن جميع التقارير تؤكد استقرار الحالة الأمنية في المحافظات التسع جميعها. بينما أكد اللواء مختار الملا عضو المجلس الأعلي للقوات المسلحة, أن المجلس العسكري بتصميمه علي إجراء هذه الانتخابات في موعدها وعدم الالتفات إلي بعض الأصوات المطالبة بتأجيلها يؤكد تنفيذ تعهده بنقل السلطة لإدارة مدنية, ومن خلال انتخابات حرة, وطبقا للخطوات المعلنة والمحددة. وقد تداركت اللجنة العليا الموقف بإصدار توجيهاتها لرؤساء اللجان الفرعية بتمديد فترة التصويت إلي ما بعد السابعة مساء, وحتي ظهر أمس تلقت اللجنة ما يقرب من70 شكوي تركزت حول تأخر فتح اللجان لتأخر وصول القضاة وعدم وصول أو ختم أوراق التصويت, وهو الأمر الذي أثار غضب بعض الناخبين, خاصة في دوائر القاهرة. وأكد المستشار محمد كامل أنه تم إيقاف مأمور قسم شرطة عين شمس لعدم قيامه بواجبه في توصيل أوراق التصويت. وفي القاهرة, كشف المشهد الانتخابي عن مشاركة جماهيرية غير مسبوقة, حيث امتدت الطوابير أمام اللجان لعدة كيلومترات, واستأجر المرشحون سيارات الميكروباص والسرفيس لنقل ناخبيهم إلي اللجان, كما قامت بعض اللجان الشعبية, بمشاركة الجيش والشرطة في تأمين اللجان, خاصة في المناطق الشعبية كالبساتين ودار السلام ومصر القديمة والسيدة زينب والمناطق النائية نوعا في طرة وحلوان و15 مايو والتبين. وفي الإسكندرية, شهدت مختلف اللجان إقبالا كثيفا خاصة في دوائر مينا البصل والعامرية وبرج العرب والدخيلة والعجمي برغم هطول الأمطار وانتشار برك المياه أمام بعض اللجان. وفي أسيوط والأقصر, شهدت العملية الانتخابية مشاركة كثيفة من المرأة والتي حرصت علي الإدلاء بصوتها منذ ساعات الصباح الأولي. وفي كفر الشيخ شهدت جميع مراكز المحافظة إقبالا لافتا طغي عليه حضور كبار السن.
