كشف تقرير صندوق الأممالمتحدة للسكان عن عام 2011 أن تعداد سكان مصر بلغ 83 مليون نسمة ، يمثلون 23% من اجمالي سكان الدول العربية . وأشار التقرير الذي جاء بعنوان "شعوب وامكانيات في عام 7 مليارات نسمة أن عدد الشباب في مصر الذين تترواح أعمارهم بين 15 و24 عاما بلغ 16 مليون نسمة ، بنسبة تصل إلى 19.6 % من إجمالي سكان مصر، سيضاف اليهم 900 ألف شاب بحلول عام 2015. ولفت التقرير الذي جرى الاحتفال بإطلاقه اليوم بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، إلى أن مصر شهدت انخفاض ملحوظ في معدل الخصوبة الذى تراجع من 6.4 مولود فى الخمسينات إلى 3 مواليد فى الفترة من عام 2005 إلى عام 2010. وأوضح التقرير أن هناك 214 مليون شخص في العالم يعيشون فى دول غير تلك التي ولدوا فيها، مما يعكس الاثار الكبيرة للهجرة سواء اقتصاديا أو اجتماعيا. وأضاف التقرير أن هناك حاليا فرد من كل اثنين في العالم يعيش في المدن، ومن المتوقع ان تصل هذه النسبة مستقبلا إلى فردين من كل ثلاثة .. كما ان نسبة ضئيلة من سكان العالم تستأثر باغلبية الموارد ، وتنتج أكبر نسبة من التلوث ، حيث أن النصف مليار شخصا الاكثر ثراء مسئولون عن 50% من الانبعاثات الحرارية. من جهته ، أكد الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي أهمية هذاالتقرير بالنسبة للمنطقة العربية بصورة خاصة ، نظرا لانه يعالج قضايا تمثل تحديات هامة متعلقة بالشباب والمرأة والعدالة الاجتماعية والهجرة والبيئة والتنمية وتحقيق اهداف الالفية بحلول عام 2015. وأشار العربي في كلمته التي -ألقتها نيابة عنه الدكتورة سيما بحوث الامين العام المساعد لقطاع الشئون الاجتماعية - إلى أن سكان الوطن العربي بلغ عددهم 367.4 مليون نسمة بما يمثل 5.2% من اجمالي تعداد سكان العالم، ومن بينهم 70.7مليون من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما، ويمثل الشباب بذلك 19.7 % من اجمالى سكان الوطن العربي. ونبه الدكتور العربي إلى التناقض الصارخ بين كون الشباب يمثلون قوة مجتمعية هائلة وبين ما يواجهه هؤلاء الشباب من تحديات ومشاكل تتعلق في الأساس بعدم توافر فرص العمل وضعف المشاركة في الحياة السياسية والعامة ، مشيرا إلى أن المنطقة العربية معنية أكثر من غيرها بقضية البطالة التي تصل بين الشباب العربي إلى نسبة 26% في المتوسط ، فضلا عن تردي جودة التعليم والخدمات الصحية وانتشار الفقر . وشدد على ضرورة العمل على تمكين المرأة والفتاة العربية وتعزيز مشاركتها فى الحياة السياسية والاجتماعية. وقال إنه ، رغم التحديات فقد حققت الدول العربية انجازات تتمثل في تحسين مستوى التعليم والصحة وتراجع الامية وارتفاع نسبة التعليم وتراجع معدلات الخصوبة وتراجع نسبة الوفيات بين الامهات والاطفال، غير أن هذه المعدلات تعد أقل من مثيلاتها في باقي مناطق العالم . وأضاف أن المرحلة الراهنة تتطلب العمل على حماية العملية الديمقراطية وتكريس ثقافة المواطنة والحوار وقبول الاخر، لضمان تحقيق التنمية المستدامة بمفهومها الشامل فى الوطن العربي . بدوره، أشار وزير الصحة الدكتور عمرو حلمي إلى أن الوضع السكاني في مصر يحتاج إلى وقفة، ولاسيما أن مبادئ ثورة 25 يناير تتركز على تحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية، مما يتطلب أن تكون الاسرة المصرية قادرة على تحقيق مستوى معيشي أفضل لافرادها وألا تكون اسرة كبيرة العدد. ودعا وزير الصحة في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه الدكتور عبدالحميد أباظة مساعده لشئون الاسرة والسكان ، إلى العمل على خفض معدل النمو السكاني في مصر لتحسين الخصائص السكانية ، وذلك من خلال برنامج تنظيم الصحة والسكان وبمشاركة من مختلف القوى الوطنية بالمجتمع وباستخدام منهج علمي لتطوير أداء وجودة خدمات تنظيم الاسرة والسكان ودعم جهود القضاء على الامية والفقر والبطالة ومحاربة العادات البالية مثل العزوة وتفضيل الولد على البنت. من جانبه، أشار حافظ شقير مدير المكتب الاقليمي لصندوق الاممالمتحدة للسكان، أن صدور تقرير "حالة سكان العالم 2011 : البشر والامكانات فى عالم تعداده 7 مليارات نسمة"، يتزامن مع تحولات عميقة تشهدها المنطقة العربية منذ بداية العام ، وتنعكس في سلسة من التغيرات السياسية والثقافية والاجتماعية ، وتحمل آمالا عريضة لدى المواطن العربي ، وتحمل ايضا بعدا بشريا ذي ارتباط بديناميكية سكانية وعوامل اقتصادية وتثقافية لا يمكن فصلها عما يدور فى العالم. يذكر أنه جرى الاحتفال باطلاق تقرير صندوق الاممالمتحدة للسكان في أكثر من 100 مدينة في مختلف انحاء العالم ، والتقرير مستمد من عمل خبراء ديمغرافيون ومقرري سياسات وحكومات وهئيات المجتمع المدني ، وقد شمل التقرير توجهات عامة وركز على تجارب 9 دول تمثل مناطق العالم المختلفة وهى مصر وإثيوبيا ومقدونيا والصين وفنلندا والمكسيك وموزامبيق ونيجيريا والهند.