تصدر خطاب الرئيس الفلسطينى محمود عباس أمام الجمعية العامة للامم المتحدة امس الجمعة ومايعكسه من دلالات صفحات كبريات الصحف البريطانية. فقد اعتبرت صحيفة "الجارديان" البريطانية اليوم السبت إن اقدام الرئيس الفلسطينى محمود عباس "أبو مازن" على تقديم طلب رسمى لنيل اعتراف أممى بدولة فلسطينية، يعد تحديا للولايات المتحدة. وأوضحت الصحيفة، فى سياق تعليق بثته على موقعها على شبكة الانترنت، أن الاصرار الذى أبداه الرئيس الفلسطينى فى مضيه قدما فى مساعيه لنيل اعتراف أممى بدولته فى وجه معارضة أمريكية شرسة قد أيقظ أكثر المحاولات جدية لإعادة إحياء عملية المفاوضات منذ أعوام إذ تسعى كل من واشنطن ولندن و باريس إلى تجنب "كشفا للاوراق" فى مجلس الأمن الدولى من شأنه أن يطغى على مجهوداتها لإقامة علاقات مع الحكومات الجديدة التى اتت بها ثورات الربيع العربى. واضافت الصحيفة أن أياما من"المشاحنة الدبلوماسية" تمخض عنها تسوية تسمح ببصيص من الإمل مع مساعى لتعطيل عملية تصويت مجلس الامن لبعض الوقت لاتاحة الفرصة امام الجهود الرامية إلى عقد جولات جديدة من محادثات السلام فقد تقدمت كل من اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط والاتحاد الاوروبى و الولاياتالمتحدة وروسيا بمقترح بشأن إجراء محادثات تهدف إلى التوصل إلى أطر توافقية يتم التفاوض على أساسها بحلول نهاية العام المقبل. ونقلت الصحيفة عن تونى بلير مبعوث اللجنة الرباعية قوله "إن المقترح هو تغيير جذرى عن سائر الخطط السابقة وذلك لمطالبته بسرعة معالجة اثنين من اهم القضايا العالقة بين الجانبين وهما :الحدود والامن مع تقديم كلا من طرفى النزاع مقترحه فى هذا الشان فى غضون ثلاثة أشهر". ورأت الصحيفة أن ذلك الأمر يتوافق يقدر كبير مع ما تضمنه خطاب الرئيس عباس حول ضرورة أن تحظى المفاوضات المستقبلية "بمعايير واضحة" وإدراج جدول زمنى محدد لا تقدر إسرائيل على انتهاكه. وأضافت أن مقترح اللجنة الرباعية لم يتعرض مع ذلك إلى دعوة الرئيس الفلسطينى بوقف فورى لبناء المستوطنات وطلب اسرائيل الاعتراف بها كدولة يهودية، مشيرة إلى أنه يظل من غير الواضح إذا ما كان المقترح سيحقق دعوة عباس إلى التخلص من أطر بالية وفاشلة للتفاوض على أساسها، فى ظل هيمنة أمريكية على دور الوسيط فى تلك المحادثات، لاسيما فى ضوء الخطاب الذى ألقاه الرئيس الامريكى باراك اوباما امام الجمعية العامة للامم المتحدة الأربعاء الماضى والذى اعتبر خطابا متحيزا لاسرائيل .