وصفت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية تقديم الرئيس السابق حسني مبارك للمحاكمة وبثها على الهواء مباشرة على التليفزيون المصري بأنها محاولة من جانب المجلس الأعلي للقوات المسلحة لإرسال رسالة طمأنة للشعب المصري تفيد بأنهم لا يحاولون تحصين الرئيس السابق. وأشارت الصحيفة في تقرير لها اليوم على موقعها الإلكتروني إلى أنه فى منطقة يظل حكامها في السلطة مدى الحياة في العادة ولا يتعرضون للمساءلة أبدا من قبل شعوبهم، وجد قادة الجيش المصري أنفسهم محاصرين بين طلبات عموم الشعب الغاضب وبين عدم الموافقة من جانب دول الخليج العربي الغنية بالنفط التي تعد دولا حليفة لمصر.ونقلت الصحيفة عن وزير المالية السابق سمير رضوان قوله :"إنه خلال جولات المسئولين المصريين إلى دول الخليج استمعوا إلى رسائل تفيد بأنه من غير الملائم محاكمة مبارك. وأضاف رضوان "أن النقطة التى يتكلمون على أساسها هي أنه كان مثل أب للعائلة المصرية"، مشيرا إلى أنه بالتحديد في الكويت يقولون بأنهم لا يستطيعون نسيان وقوف مبارك معهم حتى تحريرهم من الغزو العراقي. وتابع وزير المالية السابق قوله :"هم يشعرون بأنهم مدينون لمبارك إلا أنهم أيضا يرون بأن المحاكمة لن تؤثر على العلاقات مع مصر". وقالت الصحيفة :"إنه في جهد لإعادة طمأنة عامة الشعب المتشككة والتي تخشى من أن الجيش ربما يريد أن يمدد فترة العملية القضائية حتى يتوفى الرئيس السابق المدعى عليه والمتقدم في السن، أعلن القاضي الذي ينظر في هذه القضية هذا الأسبوع أن المحاكمة ستجري في إطار جلسات متتالية حتى انتهائها