فرحة عارمة في شرم الشيخ بعد قرار النائب العام بنقل مبارك إلى مستشفى طره أشياء من رحيق الأمس تبدلت .. تغييرت تماما ، تغييرًا ألغى معالمها.. و كأن ثورة 25 يناير إذ جاءت كي تسقط نظام قمعي ديكتاتوري، جاءت أيضًا كي تسقط صورا ترسخت في أذهان البعض عن أشياء حولنا، أو أناس بيننا، تعمد النظام تهميشهم، أو إظهارهم على غير حقيقتهم.. هكذا هم أهالي "شرم الشيخ" ، الذين تخيل العامة دومًا أنهم من تلك الطبقة الارستقراطية، موالون للحكم الذين ينعمون بالعيش في رحابه .. أو أنهم أناس بعيدون عن آهات الوطن، حيث كل معالم الحياة هناك، يعيشون في رغد يفصلهم عن القاهرة و باقي محافظات مصر . أهالي شرم الشيخ عقب ثورة 25 يناير أظهروا وجههم الحقيقي، وطينتهم المصرية الأصيلة، إذ قالوا جميعًا مع باقي ثوار مصر "لا للفساد" ، ووقفوا بعدها أمام مستشفي شرم الشيخ التي يعالج فيها الرئيس السابق، حسني مبارك، يطالبون برحيله من محافظتهم على الفور، وكأنها المدينة التي صبرت عقودًا طويلة على فساد الحكم ورجالة، وشهدت أراضيها عمليات سرقة ونهب موسعة ، لم تستطع أن تصبر أيام قلائل هي التي تفصل مبارك عن مصيره الحتمي، إما السجن حيث "بورتو طره" أو أن تسبق كلمة الله كلمة القاضي فيغيب للأبد. حالة من الفرحة كللت بالزغاريد وأعلام مصر ، انتابت أهالي "شرم" الكرام، فور اتخاذ المستشار عبد المجيدمحمود، النائب العام المصري قرارا بنقل مبارك إلى مستشفى سجن طرة بعد تجهيزه. إذ اعتبروا الخبر الذي تداولته وسائل الاعلام المختلفة انتصارا لثورة المصريين جميعًا . شرم الشيخ شهدت اليوم كرنفالا احتفالا بقرار النائب العام، حيث تزاوجت الفرحة ومراسم الاحتفال بأعياد الربيع وعيد القيامة المجيد بعيد خروج مبارك سجينًا من أراضيهم حيث طره. شرم الشيخ تعرضت تعد من أكثر المدن في مصر التي تعرضت لعمليات نهب أراضب مفعمة برائحة الفساد في ظل نظام قمعي ديكتاتوري تبنى رجال الأعمال فدللهم وخصص لهم الأراضي بالأمر المباشر بثمن بخث. خلال عام 2000 قام المسولون بتخصيص مساحة ارض شاسعة لحسن سالم "الولد المدلل لمبارك"، تقدر مساحتها بنحو مليوني متر مربع، وتم تخصيصها له بالامر المباشر، وبالمخالفة للإجراءات القانونية المتبعة، وبسعر لايتجاوز 20 جنيها للمتر الواحد، حيث قام بإنشاء 250 فيللا علي تلك الأرض دون مراعاة لحرمة مياه خليج السويس ! . وباع سالم 4 فيلات لنجلى الرئيس السابق "جمال وعلاء مبارك" بأسعار زهيد لا يتناسب مع ثمنها الحقيقى حيث تراوحت ما بين 300 ألف و500 الف جنيه للوحدة رغم بيعه باقي الفيللات بسعر يصل الي 11 مليون جنيه للفيللا الواحدة، وذلك بقصد استغلال علاقته بمبارك و كونه صديقا له وعلاقته بنجليه فى منع تنفيذ قرارت الازالة التى صدرت لهذه المبانى حيث تم بناءها بالمخالفة للقانون حيث أن الأرض تم تخصيصها لاقامة مشروعات استثمارية فى الأصل وخالف رجل الاعمال ما تنص عليه العقود وبنى عليها مشروعات سكنية . ويمتلك سالم غالبية القرى السياحية في شرم الشيخ خاصة منطقة خليج نعمة ويمتلك أراضي شاسعة في مدينة شرم الشيخ فضلا عن فنادق وكافيتريات وبازارات ومنتجع "موڤنبيك جولي ڤيل" وقصر المنتزه الذي كان يقيم به الرئيس السابق "مبارك" عندما يزور شرم الشيخ . واشترك وزير الاسكان الأسبق "محمدإبراهيم سليمان"، ورئيس ديوان رئيس الجمهورية (المحبوس حاليًا) زكريا عزمي، في تسهيل مأمورية حسين سالم في الاستيلاء على تلك الأراضي . وكأن شرم الشيخ كانت المدينة التي استحل النظام البائد واتباعه أراضيها فأخذ يوزعها على أتباعه وأٌقرانه، فباتت مجالا خصبًا للانتهاكات والتعديات على أرضي الدولة. وهناك أنباء تناقلتها العديد من الصحف المصرية و الأجنبية أيضًا بشأن امتلاك آل مبارك للعديد من المشروعات السياحية في مدينة شرم الشيخ، وأن مبارك وعائلته يحصلون على "نسبة" من المشروعات التي يقيمها رجال الأعمال هناك . أهالي شرم الشيخ ، تلك المدينة التي يعدها البعض مركز الثورة المضادة، قاموا بنفي تلك التهمة عن كاهلهم، مؤكدين في احتفالات اليوم على كونهم من دعائم الثورة الحقيقية ومؤيديها، ويعتبرون خروج مبارك إلى مستشفي طره المنتظر خلال أيام انتصارا للمصريين بشكل عام ولأهالي شرم بشكل خاص.