أظهرت المعالجة الباهتة من جانب الإعلام الرسمى لأحداث 25 يناير - التى اندلعت اليوم بعدد من المدن المصرية - قصورها على مشاركة شباب ونشاط سياسيون في مسيرات للمطالبة بمزيد من الاصلاحات الاقتصادية. فيما عملت قوات الشرطة على تأمين التظاهرات للحيلولة دون الخروج عن النظام، وضبط حركة السير. ونقلت القناة الأولى بالتليفزيون المصري عن مصدر أمني قوله إن المسيرات لم تشهد أي احتكاكات بين الشرطة والمتظاهرين، نافيا بشدة ما رددته بعض المواقع على شبكة الانترنت باعتقال بعض الفتيات المشاركات في المسيرات. وذكرت الوكالات ومواقع الصحف الرسمية أن بعض الأحزاب والقوى السياسية قد دعت إلى وقفة إحتجاجية الثلاثاء للمطالبة بمزيد من الإصلاحات السياسية والإقتصادية. وأشارت إلى تجمع عدد من أنصار هذه القوى فى وسط القاهرة، وبعض المناطق فيما قامت قوات الأمن بتأمين هذه التجمعات منعا لإستغلال بعض العناصر لهذه التجمعات للقيام بأعمال تخريبية، مؤكدة تواصل قوات الأمن جهودها لتأمين هذه التجمعات وإتاحة الفرصة أمامها للتعبير عن رأيها بحرية. وفى سياق متصل .. صرح مصدر أمنى بأنه "لا صحة لما تناولته بعض المواقع على شبكة المعلومات الدولية -الإنترنت- بالقبض على مجموعة من الفتيات المشاركات فى الوقفات الإحتجاجية. وكان وزير الداخلية اللواء حبيب العادلى قد أكد فى تصريحات للتليفزيون المصرى أن الشرطة ستحمى أية تجمعات تلتزم بالتعبير عن الرأى فقط.. مشددا فى الوقت نفسه على أن الأمن قادر على ردع أى خروج أو مساس بأمن الوطن. ومن جانبها ناشدت وزارة الداخلية المتجمعين في مسيرات بعدم الانسياق وراء شعارات زائفة يتبناها متزعمى هذا التحرك والذين يسعون لاستثمار الموقف في تحد سافر للشرعية، مشددة على ضرورة إنهاء تلك التجمعات تفاديا لما قد يخل بالأمن العام. وصرح مصدر أمني أنه في اطار إتاحة الفرصة لوقفات احتجاجية للتعبير عن مطالب سياسية أو فئوية طوال الفترات السابقة توافقا مع المسار الديمقراطي وإتاحة الفرصة للتعبير عن الراي. وقال المصدر - فى بيان اليوم - إنه على الرغم من النهج الاثارى الذي تبناه المحرضون على التجمع يوم 25 الجاري بدعوة تصعيد مطالبهم، وفي مقدمتهم جماعة الاخوان المحظور نشاطها ومايسمى بحركتي 6 ابريل وكفاية وكذا الجمعية الوطنية للتغيير، فقد تم السماح لهم بتنظيم الوقفات الاحتجاجية والتى تركزت بمدن القاهرة والجيزة والاسكندرية والغربية، بينما شهدت بعض المحافظات الاخرى تجمعات محدودة تراوحت بين 100 إلى 1000 شخص. وأكد المصدر الامنى أن قوات الشرطة قد التزمت منذ بداية هذا التحرك فى حوالى الساعة 11 صباحا بتأمين تلك الوقفات وعدم التعرض لها، رغم جنوح مجموعة من تلك التجمعات بوسط مدينة القاهرة لتنظيم مسيرات، مما أعاق حركة المرور بالكامل وتحويله إلى محاور بديلة. وتابع المصدر أن متزعمى تلك التجمعات أصروا على أسلوب التحريض وعدم الاستجابة لما تم إعلانهم به من ضرورة الانصراف بعد أن تم التعبير عن رأيهم، إلا أنه فى حوالى الساعة الثالثة عصرا دفعت جماعة الأخوان المحظورة بأعداد كبيرة من عناصرها خاصة بميدان التحرير بالقاهرة، حيث تجاوز عدد المتجمهرين إلى 10 آلاف شخص. كما قام بعض المتجمهرين بإلقاء الحجارة على القوات بشارع قصر العيني المتفرع من ميدان التحرير واندفع عدد منهم إلى أعمال شغب وإحداث تلفيات بمنشآت عامة فضلا عن إصابة عدد من أفراد الشرطة نتيجة استمرار قصف الحجارة. وقال المصدر الامنى إن قوات الشرطة تمكنت من السيطرة على ما كان متوقعا من اتساع أعمال التجمهر والشغب وتطويق المتظاهرين بميدان التحرير مع تكرار إعلانهم بضرورة الالتزام بالضوابط الشرعية والسبل القانونية للتعبير عن الراي وعدم تهديد سلامة المنشأت العامة والخاصة وأمن وسلامة المواطنين. وأشارالمصدر إلى أنه فى الوقت الذى تناشد فيه وزارة الداخلية المتجمعين عدم الانسياق وراء شعارات زائفة يتبناها متزعمى هذا التحرك والذين يسعون لاستثمار الموقف في تحد سافر للشرعية، فان الوزارة تؤكد على ضرورة إنهاء تلك التجمعات تفاديا لما قد يخل بالامن العام.