كانت الساعة قد اقتربت من العاشرة والنصف مساءا، دقت أجراس الكاتدرائية المرقسية إيذانا بدخول البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريارك الكرازة المرقسية، الى قاعة الاحتفالات الكبرى بالكاتدرائية، ليترأس قداسته احتفال الأقباط وقداس عيد الميلاد المجيد، والذى جاء هذا العام وسط حزن خيم على جموع المصريين بوجه عام والأقباط بوجه خاص بسبب الاعتداء الآثم على كنيسة القديسين بالاسكندرية ليلة الاحتفال برأس السنة والتى راضح ضحيتها 23 مواطنا مصريا. ووجه البابا شنودة الشكر الى الرئيس مبارك فى كلمته ثلاث مرات الأولى لتأكيده على ان دم الشهداء الأقباط الذين راحوا ضحية احداث الاسكندرية، والثانية بسبب اتصال الرئيس بالبابا صباح اليوم لتهنئته بالعيد، بالاضافة الى قرار الرئيس اليوم الخاص بالافراج عن المسيحيين الذى كانت تجرى معهم النيابة العامة تحقيقات بعد أحداث العنف التى قاموا بها خلال تظاهرهم ضد أحداث الاسكندرية. وخيم الحزن على الأقباط المشاركين فى قداس الميلاد، وهو ما اتضح من خلال حرص السيدات على ارتداء الملابس السوداء حدادا منهم على ضحايا القديسين، حيث أكد العديد منهن عدم احتفالهم بأى من طقوس العي حزنا على ما ألم بأبناء الشعب المصرى سواء مسلمين ومسيحين. وحرص فضيلة الامام الأكبر الدكتور أحمد الطيب على تهنئة البابا شنودة بالعيد، حيث كان فضيلته أول من أتى الى الكنيسة لتقديم التهنئة والتأكيد على وحدة وأواصر الوطن، بعد ذلك استقبل البابا بالمقر البابوى كل من الدكتور احمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب وصفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطنى ورئيس مجلس الشورى، لتهنئته بعيد الميلاد المجيد. وكان الاحتفال بعيد الميلاد المجيد رسالة واضحة الى العالم أجمع من وحدة وترابط الشعب المصرى بنسيجه المختلف، حيث شهدت قاعة الاحتفالات وجود تمثيل لجميع فئات المصريين المختلفة شعبا وحكومة وأحزاب ورجال المعارضة، فضلا عن مشاركة جمال مبارك أمين سياسات الحزب الوطنى وعلاء مبارك وزوجته هايدى راسخ التى حرصت على ارتداء الملابس السوداء لمشاركة الاقاط أحزانهم ، بالاضافة الى حضور الدكتور يوسف بطرس غالى وزير المالية الى المقر البابوى لتهنة "سيدنا"- حسب وصفه، بالاضفة الى عائشة عبدالهادى وزيرة القوى العاملة والهجرة والتى جلست ما يقرب من ساعتين بقاعة الاستقبال الرسمية فى مقر اقامة البابا. وفرضت أجهزة الأمن طوقا أمنيا مشددا على المنطقة المحيطة بالكاتدرائية من الصباح حيث استعانت بأكثر من 15 ألف فرد من قوات الشرطة قيادات وعساكر، وحرص العديد من رؤساء تحرير الصحف ورجال الاعلام على التواجد ومالمشاركة فى الاحتفالات وتقديم واجب العواء فى ضحايا ليلة رأس السنة، وحرص كل من الاعلامى عماد الدين أديب ومجدى الجلاد وعمرو الليثى وعادل حمودة واحمد المسلمانى وطارق حسن وخالد صلاح على التواجد بقاعة الاحتفالات وذلك كمشاركة منهم نيابة عن صحفيوا واعلاميو مصر. ومن جهته أعلن عمرو خالد الذى حرص على مشاركة الكنيسة فى احتفالها بعيد المييلاد المجيد، عن تدشينه لحملة على موقعه الالكترونى الخاص بعنوان " انترنت بلا فتنة" خلال الساعات القادمة، نمستنكرا ماحدث لكنيسة القديسين بالاسكندرية الاسبوع الماضى، مشيرا الى ان الاسلام برئ من مثل تلك الأعمال التى وصفها بالارهابية. وشاركه الرأى الفنان عادل امام الذى أكد حرصه على مشاركة الاقباط فى عيدهم، لافتا الى ان الترتيبات الأمنية المفروضة على الكنيسة تسببت فى جلوسة بسيارته لأكثر من أربع ساعات بسبب الطرق الى أغلقتها الشرطة، مطالبا بتشكيل مجلس أعلى للوحدة الوطنية على ان يتبع رئيس الجمهورية حفاظا على نسيج ووحدة أبناء الوطن الواحد. ومن جهته قال الأنبا أرميا سكرتير البابا شنودة، ان ماحدث من اعتداء على المصريين فى الاسكندرية أظهر معدن الشعب المصرى الأصيل باختلاف ديانته سواء مسلمين ومسيحيين، مؤكدا على ان وحدة الشعب المصرى وتضامنه للتصدى لتلك الأزمة يشبه وحدة المصريين أثناء حرب اكتوبر 73، ولفت الأنبا أرميا الى أنه لاينبغى نسب هذه الاحداث الاجرامية الى الدين الاسلامى، وذلك للتصدى لأى مخطط خارجى يسعى الى احداث بلبلة بين المصريين. واللافت للنظر هو عدم مشاركة أى من جماعة الاخوان المسلمين فى احتفالات عيد الميلاد المجيد، الذى حرصت جميع الاحزاب والقوى السياسية المختلفة على المشاركة به للتأكيد على أن وحدة الصف وذلك ما اتضح جليا من خلال الأعلام التى حملها الكثير للتأكيد على ان "شعب واحد ومصير واحد" لأى من ابناء الوطن. وكان الحزب الوطنى وأحزاب المعارضة قد أعلنوا عن مشاركتهم بوفود رسمية فى هذا الاحتفال الذى جمع كافة عناصر الامة المصرية بجميع توجهاتها المختلفة، إلا ان الترتيبات الأمنية المشددة حالت دون ذلك. وبعد انتهاء البابا من كلمته التى أكد خلالها ان رسالة المسيح هى المحبة لكل أبناء آدم ونشر السلام فى جميع أرجاء المعمورة، حرص علاء مبارك وزوجته هايدى راسخ على مصافحة البابا ، حيث قبله علاء وهو الأمر غير المعتاد فعله مع قداسة البابا. وجلس فى مقدمة الصفوف كل من جمال مبارك وعلاء مبارك نجلا السيد الرئيس، والدكتور زكريا عزمى رئيس ديوان رئيس الجمهورية كمندوبين عن الحزب الوطنى،والدكتور يوسف بطرس غالى وزير المالية والدكتور مصطفى الفقى رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشورى، والدكتور عبد العظيم وزير محافظ القاهرة، وعبد اللطيف المناوى رئيس قطاع الأخبار، والإعلامى معتز الدمرداش والكاتبة الصحفية سكينة فواد وهانى عزيز مستشار البابا، والفنان عادل إمام، والفنانة يسرا، والدكتورة منى مكرم عبيد أستاذ العلوم السياسية، والكاتب الصحفى أسامة سرايا رئيس تحرير الأهرام، والمهندس أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون، والكاتب الصحفى مجدى الجلاد، والكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين، والإعلامى والكاتب الصحفى عمرو الليثى، والدكتور على مصيلحى وزير التضامن الاجتماعى ورجب هلال حميدة عضو مجلس الشعب، و محمد سلماوى رئيس اتحاد الكتاب العرب، والإعلامى خيرى رمضان، وعائشة عبد الهادى وزيرة القوى العاملة والهجرة، والدكتور عمرو خالد الداعية الإسلامى، والإعلامى والكاتب الصحفى عماد أديب، والمهندس ماجد جورج وزير البيئة، وأنس الفقى وزير الإعلام، والإعلامى أحمد المسلمانى والدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد، ومحمود أباظة رئيس حزب الوفد السابق، ومارجريت سكوبى السفيرة الأمريكيةبالقاهرة، والدكتور ثروت باسيلى وكيل المجلس الملى، والإعلامى عمرو أديب،ولميس الحديدى، ومنير فخرى عبد النور عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، وعدد من أساقفة الكنائس بالمهجر والدكتور جرجس صالح رئيس مجلس كنائس الشرق الأوسط، وسفير الفاتيكان فى القاهرة ومندوب عن بابا الفاتيكان.