برلين: رغم الأزمات المالية التي تعرضت بعض الدول الأوروبية خاصة اليونان وأيرلندا والتي باتت تشكل تهديدا للمستقبل الاقتصادي لمنطقة اليورو، أعرب رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين عن ثقته بالعملة الموحدة "اليورو" قائلا أن روسيا وأوروبا قد تشتركان في عملة موحدة يوما ما في المستقبل. وقال بوتين خلال زيارة له لألمانيا مخاطبا منتدى لرجال الإعمال في برلين إن اليورو أظهر جدارته كعملة عالمية مستقرة حتى بالرغم من إن بعض دول منطقة اليورو تعاني من أزمة ديون. وأشاد في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء السعودية "واس" بالإجراءات التي اتخذها البنك المركزي الأوروبي للحفاظ على استقرار العملة معربا عن ثقته بأنه سيتم التغلب على أزمة الديون السيادية في النهاية. وأكد بوتين على أهمية تعزيز التعاون بين روسيا والاتحاد الأوروبي قائلا إن التقارب بين روسيا وأوروبا أمر حتمي مشيرا إلي انه يفترض جدلا أن الجانبين سيكونان معا يوما ما منطقة عملة موحدة ، وانتقد هيمنة الدولار الأمريكي على الاقتصاد العالمي مما يجعله عرضة للمخاطر. وفي مؤتمر صحفي مشترك عقد في وقت لاحق مع المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل ، أكد بوتين مجددا رغبته في تعزيز التعاون مع الاتحاد الأوروبي قائلا إن التعاون الاقتصادي الوثيق هو الخطوة الأولى تجاه اتحاد نقدي. ومن جانبها قالت ميركل إن الروابط الاقتصادية الوثيقة هي الخطوات الأولى وإنها ستساعد في التعديلات اللاحقة لسياسات العملة في المستقبل. وقد ذكرت صحيفة "سويدويتش تسايتونج" الألمانية أن بوتين دعا إلى إقامة منطقة تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي. من جانب أخر نفى خوسيه لويس رودريجو ثاباتيرو رئيس وزراء أسبانيا حاجة بلاده إلى مساعدات إنقاذ من الاتحاد الأوروبي لمساعدتها في مواجهة أزمتها الاقتصادية على غرار ما حدث مع اليونان وما هو متوقع حدوثه مع ايرلندا قريبا . وقال رئيس الوزراء الاسباني في تصريحات صحفية أوردتها وكالة الأنباء القطرية " قنا " انه من المستبعد تماما أن تلجأ أسبانيا إلى صندوق إنقاذ اليورو كما فعلت ايرلندا ، مؤكدا ثقته في إمكانيات بلاده .وأوضح ثاباتيرو إن إجمالي الدين العام الأسباني يقل عن المتوسط الأوروبي بنحو /20/ نقطة مئوية ، واصفا النظام المالي في بلاده بأنه واحد من أقوى النظم الاقتصادية في الاتحاد الأوروبي . وأشار إلى أن البنوك الادخارية مثل "شباركاسه " التي واجهت أزمة في الفترة الماضية أجرى إصلاحها في الوقت الراهن ، وقال إن حزمة الإجراءات التقشفية التي طبقتها اسبانيا كانت ناجحة . يشار إلي إن الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي كانا قد استجابا لطلب الدعم المالي المقدم من ايرلندا من اجل إنقاذ قطاعها المصرفي والذي تصل قيمته إلى تسعين مليار يورو ليصبح بذلك ثاني بلد في منطقة اليورو الذي يستفيد من دعم مالي بعد اليونان ، في حين أعربت كل من بريطانيا والسويد من جانبهما عن استعدادهما للنظر في تقديم قروض ثنائية لايرلندا. وكانت اليونان أول الدول الأوروبية التي تعرضت لأزمة اقتصادية أثرت على العملة الأوروبية الموحدة مما جعلها تلجأ لطلب مساعدات اتبعها خطة تقشفية تسببت في مظاهرات عامة في أنحاء اليونان وقد طالب صندوق النقد الدولي اليونان باتخاذ إجراءات إضافية لمواجهة العجز في ميزانيتها وذلك فيما وافقت مجموعة المانحين الدوليين على منحها دفعة جديدة من القروض.