قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو يوم الأحد إن جثة الطيار الروسي الذي لقي حتفه بعد أن أسقطت تركيا طائرة روسية يوم الثلاثاء نقلت إلى تركيا في وقت متأخر من مساء السبت وسيجري تسليمها إلى موسكو. وأدلى داود أوغلو بالتصريحات في مؤتمر صحفي بأنقرة يوم الأحد قبل أن يتوجه إلى بروكسل لحضور اجتماع بشأن الهجرة مع زعماء الاتحاد الأوروبي. وأفادت رويترز أنه شٌوهد كفنا يحمل جثمان الطيار أوليج بيشكوف وهو يصل بسيارة إسعاف إلى مطار خطاي في جنوبتركيا قرب الحدود مع سوريا. وتسببت واقعة إسقاط تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي للطائرة الروسية المقاتلة وهي أول حادثة معروفة من نوعها منذ الحرب الباردة في الإضرار بالمساعي لتشكيل جبهة موحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في الأسابيع التي أعقبت إعلان التنظيم مسؤوليته عن هجمات باريس وإسقاط طائرة ركاب روسية فوق شبه جزيرة سيناء المصرية. وردت موسكو بغضب على أنقرة واصفة الواقعة بأنها استفزاز متعمد. ووقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم السبت قرارا يفرض عقوبات اقتصادية ضد تركيا. وستُعلن تفاصيل بشأن البضائع التركية التي ستحظر وإجراءات أخرى بموجب القرار خلال الأيام المقبلة. وتقول تركيا إن طائرة بيشكوف كانت في مجالها الجوي وتجاهلت التحذيرات المكررة لها عندما أسقطت. وتقول روسيا إن الطائرة كانت تحلق فوق سوريا وضربت بدون مبرر. ونجا ملاح الطائرة لكن جنديا روسيا آخر قتل وهو يحاول إنقاذه في شمال سوريا. وتركيا جزء من تحالف تقوده الولاياتالمتحدة يقصف مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق كما تدعو أيضا لرحيل الرئيس بشار الأسد. ودشنت روسيا التي تدعم الأسد حملة ضربات جوية خاصة بها ضد معارضي الأسد قبل قرابة شهرين. وبينما تقول إنها تستهدف الدولة الإسلامية فإن معظم ضرباتها تستهدف جماعات أخرى معارضة للأسد بما في ذلك مجموعات تدعمها تركيا. ودعا داود أوغلو لمزيد من التعاون العسكري لمنع حوادث في المستقبل. وقال قبل سفره لبروكسل حيث سيجتمع مع قادة الاتحاد الأوروبي بشأن أزمة المهاجرين "الاتصالات والتنسيق في عمليات سوريا ضروري لمنع حوادث أخرى لأن وجود تحالفين مختلفين ينفذان عمليات في المجال الجوي السوري يخاطر دوما بوقوع حوادث مماثلة." وتركيا من أهم المشترين لصادرات روسيا من الغاز الطبيعي كما أنها مقصد مهم للسياح الروس. وتستورد روسيا منتجات تركية مثل المزروعات بعد أن حظرت بالفعل استيراد المواد الغذائية من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي ردا على العقوبات الاقتصادية التي فرضت عليها بسبب تدخلها في أوكرانيا. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الرياضة الروسي فيتالي موتكو قوله يوم الأحد إن موسكو لن تقاطع الأحداث الرياضية الدولية التي تقام في تركيا لكنها ستطلب تطبيق أقصى الإجراءات الأمنية كما ستقلص رحلات الرياضيين الروس للتدرب هناك. وتركيا هي إحدى الدول المجاورة التي تضررت بشكل كبير من الحرب الأهلية السورية التي دخلت عامها الخامس بعد أن استضافت مليوني لاجئ ودعت بشكل علني لرحيل الأسد. وثار غضب أنقرة بسبب التدخل العسكري الروسي في سوريا وشكت تحديدا في الأسابيع الأخيرة من استهداف موسكو للتركمان العرقيين في المنطقة الحدودية الذين تربطهم علاقات وثيقة بتركيا. وأفادت صحيفة صباح التركية المؤيدة للحكومة أن تركيا عززت الإجراءات الأمنية على طول حدودها مع سوريا يوم السبت فنشرت دبابات إضافية ومركبات جند مدرعة وغيرها من الأسلحة على الحدود مع سوريا. وقال مسؤول تركي إنه ليس بإمكانه تأكيد تلك المعلومات.