كشفت أحدث دراسات مؤسسة "جارتنر" المختصة بالدراسات والأبحاث ، أن التقنيات القديمة المنتشرة بشكل كبير في معظم القطاعات الحكومية تعيق جهود مدراء تقنية المعلومات التى تهدف لتحويل مؤسساتهم لمؤسسات رقمية. وتدور الدراسة حول جدول أعمال مدراء تقنية المعلومات للعام الجارى، وتوضح أهم فرص الأعمال الرقمية المتاحة واستراتيجياتها، والتهديدات التى تواجهها كما تضمنت آراء 343 مدير لتقنية المعلومات بالقطاع الحكومي. و قال ريك هاوارد مدير الأبحاث بجارتنر إن أعباء التقنيات القديمة بالقطاع الحكومي تساهم فى الحد من مفاهيم الإبداع والابتكار التي تتطلب وجود حلول انسيابية وسريعة. وشدد على ضرورة الارتقاء بنماذج أعمال مدراء تقنية المعلومات ، لتطوير إدارتها من منظور العمل التقليدي فضلا عن إثبات القدرات الإدارية الرقمية ضمن القطاع الحكومي وفقا متطلبات تجربة المواطن. وأضاف أنه يجب وضع السحابة والحلول المتنقلة والتوظيف البديهي فى الإعتبار ، خاصة اذا كان الأمر يرتبط بالانطلاق إلى العالم الرقمي استناداً إلى ما هو متاح وما هو ممكن من خلال إمكانية الوصول لتلك النقطة بدءً من موقعنا الحالي باستخدام المعلومات والتقنيات. وتابع هاوارد أن بإمكان مدراء تقنية المعلومات بالقطاع الحكومى ضرب مثالٍ يحتذى به وتحديث أساليب إدارة تقنية المعلومات، من خلال تحويل عمليات الإدارة والتخزين المتعلقة بالبنى التحتية إلى الهيئات الحكومية المشتركة لتشكيل منهجية تفكير تركز على مفهوم التصميم بهدف التغيير. وأوضح يتوجب على المدراء طرح إشكالية نشر السحابة العامة مع إمكانية الاستعانة بخيار السحابة ضمن المؤسسة أو ضمن موقع مشترك، ما يوفر المناخ المثالي لبيئة أعمالهم. وأكد عندما يتم التنسيق ما بين العمليات والخدمات المترابطة من قبل المؤسسات الحكومية وغير الحكومية،, التي بإمكانها تبادل البيانات الهامة، سيتطور أداء الحكومة والنتائج الاجتماعية فعليا. وتسعى شركات تقنية المعلومات لتبني نماذج الخدمات القائمة على السحابة، بالتزامن مع تعامل الهيئات الحكومية مع حلول السحابة المتاحة ضمن الحدود الإقليمية أو الوطنية بأسلوب يسر نتيجة لتسعير الاشتراكات، وزيادة مرونة الأعمال. ويستغرق تأمين التمويل اللازم للاستثمار الخاص بتحديث التقنيات القديمة وقتاً وجهداً كبيراً ، خاصة لمن يعمل على المستوى الاتحادي أو الوطني. فهناك نحو 30 % من مدراء تقنية المعلومات العاملين ضمن الهيئات الاتحادية والوطنية يعملون تحت ضغط تراجع الميزانية المخصصة لتقنية المعلومات. وتعكس أرقام الميزانيات المخصصة لتقنية المعلومات تبايناً إقليمياً كبيراً، فعلى سبيل المثال أشار 27 % من مدراء تقنية المعلومات العاملين في الحكومة بأوروبا, إلى تراجع ميزانيات تقنية المعلومات في مؤسساتهم، واتفق معهم 9 % من نظرائهم في أمريكا الشمالية وبالمثل، يبدو أن مسألة تراجع الميزانيات واضحة وبشدة على كافة المستويات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. و ستقوم تلك المؤسسات بدور الوسيط بين الخدمات التأسيسية وقدرات تقنية المعلومات القديمة والرقمية، وذلك بإدراج مقترح الاستعانة بالخدمات السحابية خلال عمليات التخطيط. وينعكس هذا التوجه في الولاياتالمتحدة على مدراء تقنية المعلومات في الهيئات الحكومية الدولية، فهم يأخذون بعين الاعتبار المصادر الإستراتيجية التي توفرها السحابة الخاصة والعامة والاجتماعية والهجينة. وتكشف نتائج الدراسة عن تواصل عمليات تحسين قدرات استقصاء البيانات والتحليلات المرتبطة بالأعمال استقطاب اهتمام مدراء تقنية المعلومات بكافة المجالات,بجانب زيادة فرص تعزيز الخدمات الحكومية من مشاركة المعلومات غير المهيكلة و صعبة المعالجة، مثل الوسائط المتعددة والمعلومات .