الصراع على المال فى وكالة البلح والسبتية فى بولاق أبوالعلا، وما بين تجار الخردة وقطع الغيار والأقمشة، تطور إلى صراع على النفوذ، وجعل العديد من كبار التجار يتقدمون لانتخابات مجلس الشعب طمعا فى أن يكونوا نوابا، لتبدأ معارك أخرى، ميدانها الشارع، وسلاحها المال والشائعات والتربيطات. دائرة بولاق أبوالعلا تضم 17 شياخة و90 ألف صوت، تتركز فى شياخات العدوية والرملة والجلادين والسبتية وسوق العصر والشيخ على والأحمدين، ونسبة من الأصوات تتوزع على صحيفتى الأهرام والأخبار والهيئة العامة للكتاب وإدارة الكهرباء. تلك الدائرة شهدت طوال الأيام الماضية بداية مبكرة لمعارك المرشحين لانتخابات مجلس الشعب، تبدو حتى الآن هادئة، ما بين عمليات جس النبض وإطلاق بالونات الاختبار وغيرها من غارات الاستطلاع المدعومة بسلاح المال، لدرجة لا يتوقع معها أن تتطور لمعارك مسلحة كما حدث فى انتخابات 2005. يأتى فى مقدمة المرشحين البارزين فى الدائرة اللواء بدر القاضى، نائب الدائرة الحالى والمرشح على مقعد الفئات، مقابل غريمه التقليدى محمد المسعود، رجل الأعمال وصاحب معارض بيع السيارات الذى خسر الانتخابات الماضية فى معركة الإعادة بفارق 179 صوتا فقط، وأعلن حينها أنه صرف 28 مليون جنيه فى الانتخابات. المتنافسان بدآ حرب توزيع المنشورات، فوزع المسعود بيانا يقول فيه عن القاضى إنه «لا يعلم شيئا عن الدائرة ولا يظهر فيها إلا قبل الانتخابات بفترة وجيزة، وأنه كثيرا ما يعتمد على بث الشائعات فى الدائرة لإرهاب المواطنين»، وهو ما وصفه بدر القاضى، بأنه «محض افتراء»، مؤكدا أنه قدم العديد من الخدمات لأهالى الدائرة خلال ال20 عاما الماضية. وقال القاضى: «أنا نظمت بعض المؤتمرات الجماهيرية خلال الأيام الماضية فى الشياخة، وأهالى بولاق أبوالعلا بيعشقونى بسبب ما قدمته لهم من خدمات، أما عن سحبى كارنيهات أعضاء الحزب الوطنى الذين سيدلون بأصواتهم فهذا غير صحيح، ولو صح هذا الكلام فيمكن للعضو التصويت من خلال بطاقة الرقم القومى بعد التأكد من أن اسمه موجود بكشوف الأمانة العامة». من ناحية أخرى تبذل زوجة المسعود مجهودات كبيرة لمساندة زوجها ودعمه فى معركته من خلال توزيع شنط بها أرز وزيت وسكر وبعض السلع الأساسية على بيوت اهالى الدائرة من خلال الجمعية الخيرية التى أنشأها زوجها لهذا الهدف، كما أقام المسعود حفل زفاف جماعيا ضم العديد من العرائس من أبناء الدائرة فى محاولة منه لكسب تعاطف المواطنين ولحشد المزيد من الأصوات. أما مقعد العمال الذى يشهد الصراع الأكثر سخونة فالمعركة على أشدها بين النائب الحالى إيران النيفاوى ورجل الأعمال أيمن طه ملك النحاس الذى يصرف على الانتخابات ببذخ شديد غير أن نقطة ضعف أيمن طه كما يردد الشارع البولاقى هى عداوته مع جميع المرشحين، فهو على خلاف مع إيران النيفاوى والقاضى والبرداويلى وحسين مصطفى وهو ما يدفع المرشحين للتحالف لإسقاطه. وهناك حسين مصطفى رجل الأعمال وصاحب مصانع النسيج فى شارع الحلبى وهو يعتمد على أصوات أبناء منطقة ورشة القطن وقد كسب أرضية جيدة من خلال وجوده بقوة فى الفترة الأخيرة خاصة بين الشباب. ثم خالد البرداويلى رجل الأعمال فى منطقة السبتية وهو أمين المهنيين فى الحزب الوطنى يخوض الانتخابات على مقعد العمال وهو يعتمد على أصوات تجار وأبناء منطقة السبتية والشارع الجديد وسوق العصر خاصة أبناء مهنته وهم تجار الحديد فى السبتية وهو يقدم الخدمات لأبناء بولاق من خلال جمعية برداويلى الأمل ومقرها شارع السبتية وفتح مؤخرا مقرا جديدا لها فى شارع 26 يوليو، وهناك أيضا سيد عبدالله السلال، والذى يتمتع بعلاقات جيدة على مستوى الحزب الوطنى. يذكر أن حسم الانتخابات فى بولاق يعتمد على أصوات أبناء منطقة مدينة السلام ومدينة النهضة وهم الذين تركوا بولاق بعد زلزال عام 92 ومازالوا مقيدين انتخابيا فى بولاق، ويعمل المرشحون لكسب ود هؤلاء، حتى إن المرشحين يهتمون بأصواتهم أكثر من الموجودين فى بولاق لكثرة عددهم وارتباطهم أسريا ببولاق. لذلك ليس غريبا ان ترى لافتات دعاية تحمل أسماء المرشحين عن دائرة بولاق أو منشورات بالبرامج الانتخابية توزع فى مدينة السلام او النهضة. وليس غريبا ايضا ان تشاهد اتوبيسات او ميكروباصات يوم الانتخابات تنقل ناخبين من هناك الى اللجان الانتخابية فى بولاق.