بعد مرور عشر سنوات وتبقي خمس سنوات فقط علي حلول الموعد النهائي لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قادة العالم إلي حضور قمة تعقد في نيويورك في الفترة من 20 إلي 22 سبتمبر الماضي للإسراع بإحراز تقدم نحو الأهداف الإنمائية للألفية أكد خلالها لأكثر من 140 رئيس دولة وحكومة مشاركين في الاجتماع انه لا يوجد مشروع عالمي أكثر قيمة من هذا ولنرسل رسالة أمل قوية ولنف بالوعد ونعقد قمة الألفية لمراجعة التقدم المحرز بشأن تحقيق الأهداف الانمائية الرامية إلي القضاء علي الفقر المدقع والأمراض والجوع وحماية البيئة وتعزيز التعليم وتحديد المتطلبات لتحقيق تلك الأهداف في الوقت المحدد لها وهو عام .2015 أكد عدد من الزعماء الأفارقة ان بوسعهم عمل المزيد لتحقيق أهداف الأممالمتحدة لتقليص الفقر ودعوا إلي قيادة أقوي في الدول النامية لمحاربة الفقر والجوع واجتذاب الاستثمارات. أوضحت مايتي نكوانا ماشاباني وزيرة خارجية جنوب أفريقيا أمام القمة التي عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة لمراجعة التقدم الذي تحقق في أهداف التنمية في الألفية الجديدة والتي وضعت عام 2000 اذا فشلت أفريقيا في تحقيق أهداف الألفية للتنمية سيكون العالم قد فشل. وتتفق الأممالمتحدة علي ان العالم علي الأرجح سيخفض الفقر والجوع إلي النصف بحلول عام 2015 كما تنص أهداف الألفية لكنه متأخر عن تحقيق الأهداف الأخري للمبادرة والتي تتعلق بأمور من بينها تحسين التعليم وصحة الأمهات وخفض الوفيات بين الأطفال ومكافحة الأمراض ومنها الإيدز والمساواة بين الجنسين والحفاظ علي البيئة. ودعا بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة وفقا لتقرير شامل نشرته الجمهورية قادة دول العالم إلي عدم تحويل الأموال المخصصة لمساعدة الفقراء إلي دعم اقتصادياتهم خاصة ان الأزمة المالية والاقتصادية العالمية أدت إلي تعقيد الجهود الرامية إلي الحد من الفقر والجوع في أشد دول العالم فقرا في الوقت الذي تعاني فيه الدول المانحة ضغوطا متزايدة في ميزانياتها وتكافح البطالة في الداخل. وحث بول كاجامي رئيس رواندا الدول النامية ان تسأل نفسها لماذا تأخر البعض في تحقيق الأهداف؟ وان تتحمل مسئولية تنفيذ أجندتها الخاصة بدلا من أن تترك الأمر في أيدي المانحين ووكالات الإغاثة بينما أكد رئيس الوزراء الأثيوبي ميليس زيناوي انه حان الوقت لأن تتولي الدول النامية مسئولية تنميتها الذاتية. أشار الدكتور إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة إلي انه في عام 2000 اجتمعت 190 دولة في الأممالمتحدة وأقروا ما يسمي بأهداف الألفية التنموية وهي ثمانية أهداف تضمنت القضاء علي الفقر المدقع والجوع وتعميم التعليم الابتدائي وتعزيز مساواة الجنسين وتمكين النساء وخفض وفيات الأطفال وخفض وفيات الأمهات ومكافحة الأمراض "الإيدز - الملاريا وغيرها والاستدامة البيئية وتطوير شراكة عالمية من أجل التنمية". أضاف: لو نظرنا لهذه الأهداف لوجدناها مترابطة وتحقيق أحدها يؤدي إلي تحقيق الأهداف التي تليه ومن أجل تحقيق هذه الأهداف تم استخدام العديد من الآليات ومن ضمنها عملية التحول الديمقراطي التي شهدتها العديد من الدول الأفريقية والتي أدت في كثير من الدول إلي تحقيق درجة من المساواة بين الجنسين وساعدت في توسيع إطار عملية تمكين المرأة كما أدت المنح الدولية لبعض الدول الأفريقية إلي تخفيض نسبة الفقر فيها مثل موزمبيق وحاليا هناك ما يقارب من 13 دولة أفريقية ساعد تبني حكوماتها لنظام الحكم الرشيد علي تقديم مساعدات لها المؤهلات أما في مجال تقليل وفيات الأمهات والأطفال فقد قامت بعض الدول مثل بوركينافاسو بإلزام نفسها بضمان الرعاية الصحية المجانية للأمهات والأطفال كما قامت دول أخري مثل تنزانيا بزيادة عدد القابلات ووضع برامج التثقيف الصحي. هنا يوضح الدكتور محمود أبوالعينين أستاذ العلوم السياسية وعميد معهد البحوث والدراسات الأفريقية انه مع بداية الألفية الثالثة أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا بموافقة جميع الدول ينص علي أن تبذل الدول كل الجهود لتحقيق عدة أهداف تنموية وأطلقت عليها الأهداف الانمائية للألفية الثالثة وتحقيق هذه الأهداف بحلول عام 2015 وخلال الجلسة التي عقدت مؤخرا للجمعية العامة للأمم المتحدة تم استعراض ما تحقق من هذه الأهداف وتقييم الموقف حتي يقروا هل سيتم تحقيق ما ينبغي بحلول 2015 أم لا وما المطلوب لإنجاز هذه الأهداف حيث أكد الأمين العام للأمم المتحدة في تقرير خاص ان تحقيق هذه الأهداف كان بطيئا علي مستوي العالم كله وان المكاسب تتآكل ولم يحدث أي تحسينات في حياة الفقراء وعلي مستوي أفريقيا فقد تحققت بعض المكاسب لبعض الدول الأفريقية ولكن الأغلبية لم تتحقق وهذا ما يثير علامات تساؤل حول مصداقية الأممالمتحدة والمؤسسات الدولية والمؤسسات المانحة في إنقاذ الموقف. أضاف إذا نظرنا علي كل هدف من الأهداف الانمائية في أفريقيا فنجد انه علي مستوي القضاء علي الفقر انه حدث تقدم في خفض نسبة السكان الذين يعانون من الفقر وخاصة في أفريقيا جنوب الصحراء حيث وصلت إلي 1.41% خلال عام 2005 مقارنة 9.45% خلال عام 1999 كما حدث انخفاض بنسبة 10% لخفض وفيات الأطفال تحت سن الخامسة وبالنسبة لتعميم التعليم الابتدائي في 2005 بنسبة 13% وفي هدف المساواة بين الجنسين فحدث تحسن في التمثيل البرلماني للمرأة ففي عام 2007 وصل تمثيل المرأة في البرلمان الأفريقي إلي 17% مقارنة 7% عام 1990 ولكن مع هذه الزيادة فهي لا تحقق الهدف المطلوب وبالنسبة لخفض معدل وفيات الأطفال حدث تناقص ولكن بمقدار أقل من تحقيق الهدف حيث حققت بعض الدول تطوراً ايجابياً نتيجة لنسبة الأطفال الذين يتم تطعيمهم وتحصينهم ضد بعض الأمراض وعن تحقيق هدف تقليل نسبة وفيات الأمهات ففي خلال التسعينيات حققت الدول معدل 250 ألف حالة سنويا أي بمعدل وفاة كل دقيقتين ورغم حدوث بعض التحسن النسبي في بعض الدول إلا ان نسبة الوفيات مازالت مرتفعة وفي مكافحة الايدز والملاريا وجد ان 75% من الوفيات العالمية تحدث في أفريقيا وخلال عام 2005-2006 تراجعت معدلات الوباء والإصابات الجديدة خاصة بين النساء وفي الهدف الخاص بالبيئة والذي يهدف إلي خفض نسبة السكان الريفيين الحاصلين علي المياه النظيفة إلي النصف حيث يعاني حوالي 100 مليون من سكان أفريقيا من عدم الحصول علي المياه النظيفة إلي انه حدث بعض التحسن في بعض الدول حيث تم خفض نسبة السكان إلي 12% في كوت ديفوار و10% في مالي وفي إطار تحقيق الهدف الانمائي الثامن الذي يهدف إلي تحقيق الشراكة من خلال زيادة حجم المساهمة الأفريقية في الاقتصاد العالمي وزيادة مستخدمي الإنترنت في أفريقيا وربط أفريقيا بالعالم نجد انه خلال التسعينيات تراجعت مساهمة معظم الدول الأفريقية وتناقص نصيب أفريقيا في التجارة العالمية وشهدت معونات التنمية الرسمية انخفاضا حادا حيث انخفضت المعونات المقدمة للدول بحوالي 3 مليارات دولار إلا ان نسبة مستخدمي الإنترنت زادت إلي 3 أضعاف الا انه يظل هناك فجوة بينهم وبين الدول المتقدمة.