" استحواذ الكترولوكس على أوليمبك ..و إنداماج أوراسكوم و فيمبلكوم " إهدارًا لحقوق المساهمين " هل هي عدوى الخصخصة التي عانى منها النظام الحكومي وباع شركات القطاع العام، انتقلت العدوى إلى القطاع الخاص وتحورت هذه العدوى وأصبحت ( بيع واجري) إلى جنسيات أجنبية ؟ " .. هكذا تسائلت الدكتورة جيهان جمال رئيس مجلس إدارة مركز الدراسات الإقتصادية – إيوادا ورئيس مجلس ادارة الجمعية العربية لدعم صغار المستثمريين في تقرير حديث لها – حصلت أموال الغد على نسخه منه – عن الاستحواذات و الاندماجات في السوق المصرية . التقرير طرح العديد من علامات الاستفهام أبرزها هل السبب في هذا فرار الشركات المصرية مثل أوراسكوم و أوليمبك جروب واعلانهم عن استحواذ شركات أجنبية على حصة كبيرة منهم هو القلق من أوضاع سياسية قادمة أو اقتصادية قادمة، بعد أن حدث استنزاف لأموال مساهمين شركاء وأراضي مصرية وعمال ومرافق دولة وخدمات مدعمة ومساندة بنوك وقروض وتمويل .. الخ ، ثم هكذا وببساطة تصفى الأعمال ويخرج الجميع ولا نسمع غير شكوى صغار المستثمرين والعمال الذين يعانوا دائما من هذه النوعية من الإستحواذات الأجنبية... وهل علينا أن نسجل للتاريخ ولذاكرة المستثمرين في البورصة المصرية أن هذا سيكون هو مصير الشركات العائلية ، عندما يتوفى كبيرها أو يزهد، فيغير أبناءه أو عائلته الدفة، وتنتهي تلك الصناعة مهما كانت نوعها بتاريخها الذي تعدى عشرات السنوات، ومن ثم يتعين على المستثمرين الخروج من الاستثمار في شركات عائلية عند وفاة عائلها أو زهده فوراً؟ وهل نطبق ذلك على مستويات أعلى؟ .. و هل هذه الكيانات الجديدة تضمن حقوق العمال في الشركات المصرية ، ولقد عانينا من قبل من تسريح العمال والموظفين عندما تستحوذ شركة أجنبية على شركة مصرية قطاع عام، فما بالك هنا والمستحوذ عليه شركة قطاع خاص وليست قطاع عام ، فعدد العاملين في اوليمبيك 7300 عامل، هل ستضمن الشركة الجديدة أوضاعهم المالية أم أن إداراتها السويدية تتطلب مهارات أخرى ولديها تقنيات أخرى يمكن بها إحلال العمال بالآلات أو ماذا ؟ وأين سيذهب العمال ومن يضمن لهم دخلهم ومعاشهم ، وما مصير حملة أسهم إيديال القدامى التي استحوذت عليها شركة أوليمبيك من هذه الصفقة؟ كما تسائلت جمال هل أسباب هذه القرارات وفرار رجال الأعمال المصريين ( ساويرس – آل سلام ) من الاستثمار المباشر في السوق المصري هو نتيجة لحالة الترقب السياسي وانتظار ما سوف تسفر عنه الانتخابات البرلمانية الوشيكة ؟ فمن الطبيعي أن البورصة في أي بلد تتأثر بالأحداث السياسية التي يمر بها بل أحيانا تكون البورصة أداه لقياس الثقة بالسياسة المطبقة وارتفاع وانخفاض مؤشرات السوق يعد نوعاً من التصويت سلبا وإيجابا على الأداء الحكومي. فإذا تزامنت عوامل سياسية مثل الانتخابات المقبلة مع عوامل اقتصادية مثل اضطراب أسعار الخامات في الأسواق الدولية فان ذلك ينعكس على أداء البورصة. وتحدثت جمال عن حالة بعنيها من الاندماج وهي " اندماج أوراسكوم تليكوم وفيلمبكوم الروسية " ، وحالة واحدة من الاستحواذات هي " استحواذ مجموعة الكترولوكس العالمية على شركة أوليمبيك جروب " . اندماج “أوراسكوم تليكوم” و”فيلمبكوم” الروسية وعن الاندماج الأول ، أشارت جمال أن هذا الاندامج – اندماج أوراسكوم وفيمبلكوم " قد طرح العديد العقبات والتصريحات المتناقضة، ومن أهم العقبات عدم وجود أي مردود خاص بتدفقات نقدية تعود علي الأقلية من حاملي أسهم أوراسكون بعد اندماج الشركة مع "فيمبلكوم", وكذلك اشتمال صفقة الاندماج على بعض الكيانات التابعة لأوراسكوم مثل وحدة “جيزي” في الجزائر خصوصًا وأن الصفقة لم تتضمن الإشارة إلى هذه الوحدة، وهو ما يشير إلى أن وحدة الشركة في الجزائر خارج الصفقة ويفتح الباب أمام عديد من التكهنات. ومن القضايا الشائكة التى تتعلق بالصفقة، موافقات حكومات الدول التي تعمل فيها شركة "أوراسكوم تليكوم" من الموافقة على تنفيذ الصفقة، والتي قد تجد بعض العراقيل فى طريقها, وتتم عملية نقل الملكية مقابل 6 مليارات دولار يحصل عليها المهندس نجيب ساويرس ولكنها لن تعود بعائد نقدي على الأقلية من حاملي شركة أوراسكوم تليكوم وذلك لإتمام الشركة خارج مصر إضافة إلي الاندماج بين كيانين أجنبيين. لكن علي المدى الطويل قد يحصل حاملي الأسهم على تدفقات نقدية أكبر بعد الانتهاء من حل الأزمة الخاصة بوحدة جيزي العاملة في الجزائر، ومن ناحية أخرى فديون أوراسكوم تليكوم ستكون أقل خطرًا على الشركة نظرًا لوجود كيان أكبر- هو فيمبلكوم يتحكم في غالبية الأسهم، وهو الأمر الذي أكده نجيب ساويرس رئيس مجلس إدارة أوراسكوم, عندما أشار أن الكيان الضخم الجديد والعمل المشترك بين أوراسكوم وفيمبل كوم من شأنهم أن يزيدوا من القيمة المضافة لعمليات أوراسكوم. استحواذ مجموعة “الكترولوكس” العالمية على شركة “أوليمبيك جروب” وعن استحواذ الكترولوكس العالمية على أوليبمك جروب تؤكد جمال أن تنفيذ الصفقة سيحقق من ورائه أصحاب الشركة وبعض المستثمرين الجدد الذين دخلوا السهم على أسعاره المتدنية بعد الأزمة، مكاسب رأسمالية عالية ، وتتسائل " ولكن ماذا عن غيرهم؟ من حملة الأسهم أثناء الأزمة، ممن استمع إلى نصائح الوزراء وكبار المحللين بالشركات الكبرى واحتفظ بالسهم ولم يقم ببيعه ؟ " . وتؤكد جمال أن سعر الاستحواذ سعرا جيدا لأصحاب أوليمبيك وليس جيدا لمن كان يملك السهم ومازال يحمله قبل الأزمة وهو في حدود ال85 جنيهن ولكنه مجبر على ذلك... فأولاد الحاج وأحفاده لا يحبون هذا النوع من الأعمال. ويريدون بيع مشروعاتهم.!!
