الخبراء : تحويل قطارات البلد إلي هيكل إعلاني يفسد الذوق العام تحول مترو الانفاق مؤخراً إلي كرنفال إعلانات.. عصائر.. صابون .. تليفونات محمول وغيرها من المنتجات التي اتخذت من قطارات المترو محطات لترويجها ولم تكتف حمي الإعلانات بالإعلان داخل المركبات بل كست عربات المترو من الخارج وغطت قطارات بأكملها لتتحول إلي نادرة يتندر بها الركاب.. هذا استقل مترو الصابون والآخر استقل مترو المحمول إلخ... ورغم أن الظاهرة بدأت بقطارات محدودة إلا أنها اتسعت وزادت عدد القطارات لينسي الناس تقريبا ألوان المترو الأصلية في مقابل المترو الكرنفالي.. واستمر غزو الاعلانات لجهاز المترو حتي أحاط شباك التذاكر وحوائط المحطات.. وتحول المترو من شكل حضاري اجتهدوا في البداية لتحمل كل محطة طابعاً خاصاً بشكل فني جذاب إلي كوكتيل من الألوان الصارخة والإعلانات العشوائية التي تؤذي البصر وتحول المترو إلي قناة إعلانات متحركة.. الظاهرة رصدتها الجمهورية ويرفضها الخبراء ولم يلمس المواطنون انعكاس ايراداتها في تحسين الخدمة.. بعض المواطنين أبدوا امتعاضهم من الافراط في الإعلانات في حين بدأ البعض محايداً باعتبارها من إيرادات المترو أملا ألا تؤدي إلي زيادة الاشتراكات أو قيمة التذاكر والقليل جذبه الشكل الملون لأن لون المترو الأصلي كئيب علي حد قولهم. يقول أشرف محمود "محاسب" إن تخصيص قطارات بكاملها تحمل صور المنتجات حول مترو الانفاق إلي "مسخ" وزاد علي ذلك سوء الخدمة داخل هذه القطارات المفترض أنها الأعلي إيراداًً حيث تكون المراوح والمكيفات معطلة.. مما يتناقض مع الصورة الملونة من الخارج. ويضيف شريف فهمي "مهندس" : للأسف الإعلانات المفرطة تعكس قصور الرقابة والانضباط الذي ميز المترو في بدايته. يتفق معه كريم السيد "مندوب إعلانات" قائلاً : إذا كان البعض يقول إنها ظاهرة عالمية فلماذا نأخذ من مترو الخارج القشور الخارجية ونهمل المضمون من خدمة مميزة يستحقها المواطن ولا يجدها في ظل باعة متجولين ومتسولين حتي أصبح المترو "سويقة" من الداخل والخارج. تؤيده إيمان عبدالعزيز "موظفة" واصفة شكل المترو الكرنفالي ب "القبيح" مضيفة أن هجوم الإعلانات صاحبه ازدحام شديد وتأخر في أوقات التقاطر ومن المواطنين إلي الخبراء تؤكد د. سهير زكي حواس استاذ العمارة والتصميم العمراني بكلية الهندسة جامعة القاهرة ورئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث والسياسات بالجهاز القومي للتنسيق الحضاري إن هناك ضوابط للإعلانات علي وسائل النقل المتحركة حددها الدليل الارشادي للإعلانات واللافتات مشيرة إلي أن جهاز التنسيق الحضاري منوط بوضع أسس ومعايير الإعلانات واللافتات وأماكنها وأنواعها وأحجامها ومساحتها. ولكن الجهاز لا علم له بكرنفالات المترو.. رافضة التذرع بأن مرور المترو تحت الأرض لا يؤثر علي الوجه الحضاري للمدينة مصححة أنه جزء من المشهد البصري للمدينة المصرية ولابد أن يلتزم بالمعايير الموضوعة مستدركة أن تحقيق الإعلان الهدف المرجو منه لابد ألا يتعارض مع الذوق العام حتي لا يتحول المترو إلي سوبر ماركت ويصبح الاسثناء قاعدة. وبحكم خبرته يقول د. صفوت العالم استاذ الإعلان بكلية الإعلام انه ضد استخدام الإعلان علي كل وحدات المترو كاملة فمن جهة هذا يؤثر علي شخصية شركة مترو الانفاق من خلال نسب القطار للشركة المعلنة أو السلعة مما يؤثر علي صورة المترو ولدي مستخدميه كما أن الإعلان الصارخ لا يعطي شكلاً جمالياً ويطغي علي الوسيلة ويخلق بيئة مصاحبة للإعلان مشوهة تعظم السلع علي حساب الخدمة.