دائماً ما تكون القطاعات الاقتصادية المختلفة ضحية الأزمات السياسية والأمنية التى تعيشها البلاد المختلف، وفي الحالة المصرية دائما ما كان القطاع المصرفى الداعم للدولة فى وقت الأزمات. ومن خلال إدارة البنك المركزى للقطاع المصرفي استطاعت البنوك عبور العديد من الازمات بدءًا بازمات التعثر في التسعينات مروراً بالازمة المالية العالمية 2008 فضلا عن مساندة الدولة خلال الثلاث سنوات الماضية عن طريق تمويل أدوات الدين الحكومية لسد عجز الموازنة، بالإضافة إلى المبادرات التي دعمت القطاعات المتأثرة بالاحداث. ورغم أن الأزمات السياسية التى أعقبت ثورة يناير ساهمت فى خروج العديد من الاستثمارات الأجنبية حتى انخفضت بنسبة 51% خلال الثلاث سنوات الماضية حسب الهيئة العامة للاستعلامات إلا أن القطاع المصرفى لازال جاذباً لأنظار رأس المال الأجنبى على اعتبار النظرة المستقبلية الإيجابية للدولة والقطاع، ويشهد بذلك صفقتى الأهلى سوستيه جنرال وبى إن بى باريبا. وتم خلال الشهور الماضية توقيع الصفقتين لاستحواذ بنك قطر الوطنى علي البنك الاهلي سوستيه جنرال NSGB واستحواذ دبى الإمارات الوطنى علي بنك بي ان بي باريبا- مصر فى صفقتين بلغت قيمتهما الاجمالية 3 مليارات دولار. ولكن خلال الأزمة الحالية وصعوبة التوقع بالمستقبل فى ظل استمرار التوتر الأمنى والسياسى يثار تساؤل حول قدرة القطاع المصرفى على الصمود أمام تلك الأزمات، واستمرار جاذبيته للعالم الخارجى فضلاً عن احتمالية تخارج بعض البنوك الأجنبية من السوق المصرية بسبب تصاعد العنف واستمرار الأزمة وهو ما يجعل السوق المصرية غير جاذب لرأس المال. فى هذا السياق أكد إسماعيل حسن، رئيس بنك مصر إيران ومحافظ البنك المركزى الأسبق، أن الأزمة الحالية لم تصل إلى درجة السوء التى تدفع البنوك الأجنبية للتخارج من السوق المصرية، لافتاً إلى أن هذا الطرح غير وارد خلال الفترة المقبلة. وأضاف أن السوق المصرية ماتزال جاذبة لرأس المال بدليل استمرار اقتراض الشركات والمصانع من البنوك المختلفة، وارتفاع حجم الودائع لدى البنك المركزى وقوة الملاءة المالية للبنوك المختلفة سواء المصرية أو الأجنبية وبالتالى فلا يوجد ما يستدعى التخارج من السوق المصرية. وأكد أنه رغم الأزمة الأمنية والسياسية إلا أن الدولة لازالت تعمل ولم تتوقف عن الانتاج، مشيراً إلى أن الأوضاع الحالية مؤقتة وستنتهى خلال الفترة المقبلة. وذكر أنه حتى في حالة تفاقم الأزمة واضطرار بعض البنوك للتخارج سيكون هناك مستثمر آخر يشترى حصته وبالتالى يظل السوق جاذباً لرأس المال، أما تصفية الوحدات التابعة غير واردة بالمرة. وقال أحمد سليم، مدير عام البنك العربى الأفريقى، أن غموض الوضع الحالى يجعل من الصعب التوقع بمستقبل القطاع المصرفى، لافتاً إلى أن استمرار الأزمة وعدم وجود خطة واضحة لانهائها قد يؤدى إلى إعادة نظر بعض البنوك الأجنبية فى الاستمرار فى السوق المصرية. أضاف سليم أن المراقب للوضع الحالى يصعب عليه التوقع بما سيحدث فى المستقبل بسبب عدم وجود مؤشرات واضحة سواء على المستوى السياسى أو الأمنى توحى بانتهاء الأزمة قريباً. ولفت إلى أنه رغم قدرة القطاع المصرفى خلال الثلاث سنوات الماضية على تحمل الأزمات المتتالية وقيامه بدور الداعم الأساسى للاقتصاد المصرى من خلال تمويل المشروعات وأدوات الدين الحكومية، إلا أن الأزمة الحالية تختلف تماماً عن الأزمات التى مرت سابقاً وبالتالى حال استمرارها من الممكن أن تنعكس بالسلب على القطاع المصرفى. أبرز البنوك الأجنبية العاملة بالقطاع المصرفى المصرى البنك جنسيته HSBC انجليزى باركليز انجليزى سيتى بنك إنجليزى بيريوس يونانى الأهلى اليونانى يونانى بنك الإسكندرية- سان باولو إيطالى الأهلى سوستيه جنرال قطرى فيصل سعودى بى إن بى باريبا إماراتى الاتحاد الوطنى إماراتى أبو ظبى الوطنى إماراتى كريدى أجريكول فرنسى بلوم لبنانى عودة لبنانى المشرق لبنانى الاهلي المتحد البحرين المؤسسة المصرفية البحرين البركة البحرين