تخوفات عديدة تنتاب نفوس المتعاملين بمنظومة سوق المال تجاه ما ستسفر عنه جلسة تداول غدًا الأحد تزامنًا مع أحداث 30 يونيو المرتقبة وتظاهر العديد من القوى الثورية للمطالبة بإقامة إنتخابات رئاسية مبكرة . تلك التخوفات أعادت إلي الأذهان أحداث ثورة يناير الماضية وما تعرضت لها البورصة من خسائر فادحة خلال جلستي 26 و27 يناير في ظل عناد المسئولين على عدم إغلاقها . أعتبر خبراء سوق المال قرار ادارة البورصة باستمرار تداولات السوق خلال جلسة غد قرارا صائبا لترسيخ مفهوم سوق المال الحقيقي الذي يسمح بتداول المستثمرين في نطاق جيد من الحرية دون وضع قيود مفاجئة . أضاف الخبراء أن تأجيل عمليات التسوية لما بعد جلسة غدًا لا يمكن تطبيقها لانها لا تناسب طبيعة اي سوق مالي بالاضافة إلي ضرورة إتاحة كافة عناصر التداولات الحرة دون تقليص أيًا منها . في البداية قال محمد اسماعيل، المحلل الفنى بشركة البحر المتوسط أن استمرار عمليات التداول غدًا يعد قرار صائب وصحيح ومهما كانت الظروف ، لترسيخ مفهوم البورصة كسوق حر يتحرك وفقًا لاليات العرض والطلب . أضاف أن تأجيل عملية التسوية لم تنتهجها اي سوق مالي في العالم ، مؤكدًا أن تأجيلها يعد بمثابة خطوات للخلف . واشار إلي أن الأجراءات الفنية التى يجب ان تتبعها البورصة تتمثل في أن تحافظ البورصة على وضعها بصورة طبيعية بالاضافة إلي أهمية إستخدام آلية الشورت سيلينج لجذب شريحة جديدة إلي السوق ومن ثم تنشيط معدلات السيولة مرة أخرى . توقع ان تنتهج مؤشرات السوق إتجاه هابط خلال الأجل القصير والمتوسط ، في ظل كثرة التحديات السياسية الحالية والمتسارعة . وأشارت هدى المنشاوى ، رئيس قسم التحليل الفني بشركة انترناشونال لتداول الأوراق المالية أن الإتجاه إلي خيار تأجيل التسوية غير قابل للتطبيق ، مضيفًا أن الوضع يتطلب الاستمرار دون تقليص أية جوانب او الإتجاه إلي قرار الإيقاف . طالبت بضرورة الإتجاه إلي إيقاف الاسهم المتدنية دون 5% إلي نهاية الجلسة وليس الاقتصار فقط على فترة نصف ساعة . أوضح أحمد رحمي ، مدير إدارة المخاطر بشركة كوركت لاين للسمسرة فى الاوراق المالية ان ادارة البورصة تسير على نفس ركب القيادة السياسية فى العناد في ظل رغبتها بعدم إغلاق البورصة ، متوقعا ان يكون هناك اتجاه بيعى لغالبية المستثمرين بجلسة الغد ، الى جانب سيادة حالة من الترقب والقلق من جانب المستثمرين لترقب مظاهرات الغد . واضاف انه لايمكن ارجاء التسوية بجلسة الغد الى جلسات اخرى ،نظرا لارتباط البورصة بارتباطات عالمية وبقوانين تحكمها لايمكن ان تعدل عنها بسهولة . واشار ان هناك دول مرت بنفس الظروف التى تمر بها مصر الان مثل امريكا عندما حدث تفجيرات عام 2001 ، فإتجهت إلي إيقاف البورصة لفترة اربعة ايام ثم قامت باعادة التداول مرة ثانية . وأكد أحمد مصطفى، خبير مالى بشركة سامبا لتداول الاوراق المالية ، انه يتعين على ادارة البورصة بجلسة الغد ان تقوم بتثبيت الاسعار على الاسهم حتى لا يحدث انهيار للسوق مع الاتجاه البيعى لغالبية المستثمرين . توقع أن تدني معدلات التداولات غدًا بصورة كبيرة لتصل أحجام التداولات الى 75 مليون جنيه . واضاف ان هناك بورصات عالمية تمر بمظاهرات فئوية ومع ذلك لاتوقف عمل البورصة ،فمثلا اليونان مرت بالعديد من المظاهرات ومع ذلك لم توقف البورصة وحققت مكاسب كبيرة ،الى جانب لندن لاتوقف بورصتها بسبب مظاهرات فئوية اوسياسية ومع ذلك لاتتاثر التدوالات وتحقق مكاسب. يشار إلي أن إدارة البورصة قامت بمخاطبة وزير الداخلية بتكثيف التواجد الأمني حول مبني البورصة الرئيسي بشارع الشريفين بوسط البلد.