خاص – أموال الغد : قدر خبراء في مجال القرصنة البحرية، وتحديداً تلك التي تجري في خليج عدن، أن تكلفة الهجمات التي تستهدف السفن التجارية التي تشكل الوسيلة الأساسية لتبادل البضائع في العالم تتجاوز 16 مليار دولار سنوياً، مشيرين إلى أن قراصنة الصومال تمكنوا خلال 2009 من جمع 100 مليون دولار على شكل فدى. وقال عدد من قادة القوات الدولية العاملة في تلك المنطقة لحماية خط النقل البحري، في لقاءات حصرية مع برنامج "أسواق الشرق الأوسط CNN" أن الهجمات مرشحة للتصاعد في الفترة المقبلة، رغم تزايد صعوبة تنفيذها، محذرين من تأثير ذلك على التجارة الدولية. وهناك 25 سفينة حربية تعمل لمكافحة القرصنة قبالة الصومال، وبسبب اعتماد التجارة الدولية على البحار فإن مياه خليج عدن تعتبر ممراً دولياً حيوياً، وأدى ذلك إلى تزايد نشاطات القرصنة التي شهدت عام 2009 قفزات بمعدل 70 % طمعاً بالعائدات الضخمة التي تدفع كفدى للإفراج عن المخطوفين وحمولة سفنهم. وقد ارتفعت القيمة المتوسطة للفدية إلى ما بين 3.5 وأربعة ملايين دولار. وتمكنت كاميرا أسواق الشرق الأوسط CNN من القيام برحلة نادرة على القوات العسكرية الدولية التي تقوم بحماية تلك المياه، حيث استمعت إلى روايات عناصر تلك القوات عن كيفية اعتقال عدد من القراصنة في تلك المنطقة البحرية التي تعتبر الأخطر بالعالم، والعوائق القانونية التي تحول دون توقيفهم. وخلال المطاردة المصورة، قام القراصنة برمي أسلحتهم في البحر، ونظراً لعدم وجود أدلة حاسمة على نواياهم العدوانية، اضطرت القوات الدولية لإخلاء سبيلهم. وقالت ترايسي رينولدز، وهي مستشارة قانونية لدى قوات مكافحة القرصنة: "للأسف ليس لدى الكثير من الدول قوانين خاصة بمحاكمة القراصنة وهذا ما يصعّب مهمتنا لأننا أمام خيارين، إما أن نحاكم القراصنة أو نعود ونطلق سراحهم بعد القبض عليهم، وهذا ما يحصل في معظم الحالات حيث نضطر للاكتفاء بمجرد تعطيل القوارب السريعة للقراصنة وتركهم مع ما يكفي من الطعام والوقود للعودة إلى بلادهم."