أشارت صحيفة واشنطن بوست عبر موقعها الإلكتروني نقلا عن وكالة "أسوشيتيد برس" الى ان الأطراف المتنازعة في مصر سواء الليبراليين أو مؤيدي جماعة الإخوان الحاكمة، أتفقت على ان الاحتجاجات التي اندلعت في تركيا، أعطت الشعب المصري الذي يعاني من مستويات متدنية في الناحية الاقتصادية وصلت بأغلبيتهم الى مستوى خط الفقر نموذجا محيرا لتزاوج الحكومة الاسلامية بالمبادئ العلمانية لتحقيق الرخاء على المدى الطويل. وأشارت الصحيفة الى أن تركيا، وهي عضو "ناتو" وغالبية سكانها من المسلمين، بمثابة نموذج ديمقراطي بالنسبة لمصر وباقي الدول العربية التي شهدت مظاهرات شعبية على مدار العامين الماضيين، إلا أن مشاهد عشرات الآلاف من الأتراك يملأون ميدان "تقسيم" بأسطنبول منذ الأسبوع الماضي في تظاهرات ضد الحكومة، يعيد للأذهان التظاهرات الهائلة في ميدان "التحرير" بالقاهرة والتي أطاحت بنظام مبارك في 2011 . وهذه التظاهرات في تركيا بمثابة إنذار للإسلاميين في كلا الدولتين. حيث امتدت الصورة المتفككة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الى المصريين فيما وصفه الخبراء بتحذير للرئيس المصري محمد مرسي وجماعة الإخوان، للعمل على تحقيق التوازن في تلبية مطالب كل من الجماعات المتشددة، والمجتمعات العلمانية، في أكثر الدول العربية إزدحاما. وأكد محمد عبد القادر خليل، الباحث في مركز الشرق للدراسات الإقليمية والإستراتيجية، أن هذه الأحداث بمثابة نذير شؤم للإسلاميين خاصة مع اهتزاز نموذجهم بشكل عنيف وتلقي الرجل الذي أعلنوا محاكاته ضربة قوية. إلا أن الخبراء الأكثر تفاؤلا يرون أن الاختلافات التاريخية والثقافية تشير الى أن ميدان" تقسيم" ليس التحرير. ويشير عمرو إسماعيل عدلي، وهو باحث في الشئون التركية بالقاهرة، الى ان محاولة عدد من الأحزاب ربط النموذج التركي بالمصري، محاولة خاطئة، لافتا الى ان ابراز ذلك كصراع بين العلمانية والاسلام يعمل على تبسيط مشكلة أكثر تعقيدا خاصة لتنوع فئات المعارضة واختلاف الدوافع. وكانت المظاهرات قد بدأت في 31 مايو بحملة حنيفة شنتها قوات الشرطة ضد مجموعة صغيرة محتجة على خطة لتطوير ميدان "تقسيم"، وامتدت هذه الاحتجاجات الى عشرات المدن التي رأت أن ما يحدث بمثابة تزايد سلطة رئيس الوزراء وجهود مبذولة ضد الحياة العلمانية، خاصة مع محاولاته الحد من بيع وترويج الكحوليات، وتعليقاته حول رداء المرأة فضلا عن تصريحاته التي تشير الى أن كل امرأة يجب أن تنجب ما لايقل عن 3 أطفال.