سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأستاذة الدكتورة نجاة السيد داوود رئيس قسم الفقه بكلية الدراسات الإسلامية بالمنصورة فى حوارها مع "الزمان المصرى":من حق الزوج الزواج بثانية بشرط "العدل" فإن خاف من عدم العدل لأى سبب فالأولى له الانتصار لواحدة
**شرط أساسى أن تعلم "الزوجة الأولى "بتلك الزيجة ؛لعل يكون منها تقصير ؛فتبادر بإصلاح ذلك من نفسها ،وتهتم بالزوج ومصالحه وأبنائه **الحالة الاقتصادية والخوف من عدم "العدل" جعلت كل الرجال يعزفون عن الزواج بثانية حاورتها : مها المصرى كثرة فى الآونة الأخيرة الأحاديث عن الزوجة الثانية ،ورصدنا حالات عديدة للزواج ؛فرجل يتزوج ويدارى على زوجته طوال 6 سنوات ،وتكتشف الزوجة الأولى زواجه بالصدفة ؛والمدهش أنها تفاجىء بأنه أنجب منها ،وبالتالى تقع بين خيارين أحلاهما "مر" ،وهناك من يصارح زوجته الأولى ؛ وتوجد من بنى حواء من تتقبل الأمر ،وهناك من تقيم الدنيا ولا تقعدها ..وغيرها كثير من تلك الحالات ..أمام هذه النماذج آثرنا حوار الأستاذة الدكتورة نجاة السيد داوود رئيس قسم الفقه بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر فرع المنصورة . هل من حق الزوج أن يتزوج "الزوجة الثانية" وهل ذلك بشروط معينة؟ هناك أسباب لزواج الرجل من "الزوجة الثانية " منها : إذا كانت الزوجة الأولى مريضة ولا تستطيع أن تقوم بواجبات الزوج أو إذا كانت "الزوجة الأولى "عقيمة" ويريد الزوج الإنجاب أو إذا كانت سيئة العشرة أو طعنت فى السن أو إذا كان الزوج له رغبة جنسية عالية ولا تكفيه زوجة واحدة ولا تستطيع إشباع رغبته الجنسية ؛إذا وجدت أحد هذه العوامل جاز للزوج أن يتزوج ليحقق حقوقه وواجباته سواء اثنين أو ثلاث أو أربع ،وليس له زيادة عن الأربع زوجات . فرضنا ان هذه العوامل والشروط موجودة فى الزوجة الأولى ..هل يحق له الزواج بثانية ؟ إن كانت هذه الشروط متوفرة فى الزوجة الأولى ،يجوز له الزواج من الثانية ؛بشرط "العدل" ؛فإن خاف من عدم العدل لأى سبب فالأولى له الانتصار لواحدة لقوله تعالى " فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم"..وهذا شرط لتعدد الزوجات. المجتمع الذى نعيش فيه يرى الزوجة الثانية "خيانة"؟ بالفعل المجتمع يراها "خيانة" لأن من يتزوجوا بالزوجة الثانية أو الثالثة أو الرابعة لا يحققون " العدل" بل الزوج الذى يتزوج بالثانية يلقى بالأولى وأبنائها إلى المجهول ،ويحتضن "الزوجة الثانية" وأبنائها ،بل يصل الأمر إلى منع النفقة عن أبنائه ،ويتركهم للأم ،وكأنهم "ملك خاص" لها ..بل إذا كان له مال يقولون العبارة المشهورة (الكبار تم تربيتهم أما المال كله فمن حق الصغار)،وهنا ينشأ فى الأسرة الواحدة وأبناء الرجل الواحد من هو "غنى" والآخر "فقير" يصارع الحياة ؛فيحدث تفكك فى الأسرة الواحدة ؛مما يؤثر على المجتمع ككل . هل من حق "الزوجة الأولى " أن تعلم بزواج زوجها من "الزوجة الثانية "؟ شرط أساسى أن تعلم "الزوجة الأولى "بتلك الزيجة ؛لعل يكون منها تقصير ؛فتبادر بإصلاح ذلك من نفسها ،وتهتم بالزوج ومصالحه وأبنائه . فرضنا ان الزوج أحب امرأة ونشأ بينهما قصة حب ..ماذا يفعلان؟ قال ابن عباس "لم ير للمحبين غير الزواج" خوفا من الوقوع فى الزنا ؛حتى إذا أصلحت الزوجة من نفسها وعدلت من شأنها ؛بحيث أصبحت تحقق واجبات الزوج كزوجة وأم ؛فى هذه الحالة له ألا يتزوج حتى لا يقع فى عدم العدل بين الزوجات ؛والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:"من تزوج من امرأتين فمال لإحداهن دون الأخرى ،جاء يوم القيامة وأحد شقيه مائل "فإذا أحب الزوج أخرى ؛فلا يمكن تجاهل ذلك ويجوز له الزواج منها..فسيدنا سليمان أحب بلقيس ملكة سبأ ،وسيدنا موسى أحبته زوجته قبل أن يتزوجها ،والسيدة خديجة رضى الله عنها أحبت النبى صلى الله عليه وسلم ،والرسول أحب السيدة عائشة ،وكان رسولنا الكريم يحب السيدة خديجة وكان حبها بعد موتها يغنيه عن الزواج بأخرى ،وكان حبه لعائشة يغنيه عن الزواج بغيرها ومع ذلك تزوج بعدها أكثر من مرة وأحب أيضا "مارية القبطية" وكل هذه القصص انتهت بالزواج ..فإذا كانت الزوجة الأولى مقصرة وأحب الزوج امرأة أخرى ،يجوز له الزواج بشرط "العدل" حتى وإن كانت زوجته الأولى أصلحت من نفسها ..خشية أن يقعان فى المحظور . هل من حق الزوجة الأولى طلب الطلاق بمجرد علمها بزواج زوجها من امرأة ثانية؟ "الطلاق" مكروه ولا يحق لها طلب الطلاق ؛ما لم يقع عليها ضرر من الزواج بثانية ،فمن الممكن أن يكتفي بالإثنين ولا يحتاج إلى الثالثة والرابعة . الشرع حلل للزوج الزواج بأربع ..ولكننا نرى تردد الأزواج من الزواج بثانية؟ الحالة الاقتصادية والخوف من عدم "العدل" جعلت كل الرجال يعزفون عن ذلك ؛فالرجل الآن لا يستطيع كفاية البيت الواحد ولا يستطيع اقامة بيتين أو أكثر لكليهما ؛فكل زوجة تحتاج منزلا مستقلا بذاتها..ناهيك عن متطلبات الحياة وزيادة النفقات على الرجل ،فلم يعد بإمكانه الزواج من الثانية أو الثالثة ، ليس خوفا من الزوجة الأولى كما يقول البعض . هناك البعض يتزوج من أجل المال والسلطان والجاه..فما رأيكم؟ الزواج بامرأة من أجل منصبها أو مالها أو حسبها أو الحصول على وظيفة أو ترقية كما يسعى كثير من الرجال لذلك فهذا أمر مكروه . هل من حق الزوجة الأولى أن تأمر زوجها بطلاق الثانية ؟ لا يحق للزوجة الأولى أن تفرض على زوجها طلاق الثانية ،وإذا أصابها ضرر فعليها طلب العدل من الزوج والسعى وراء ذلك ،وإلا طلبت الطلاق إأو تصبر لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ،وعلى الزوج أن يعدل بينهما ،فإذا صبرت احداهن فلها أجرها عند الله ،والواجب والأصل هما "العدل". ماذا تفعل الزوجة الأولى لو أحست بأن زوجها سيتزوج عليها ؟ الزوجة الأولى لو اختلفت مع الزوج وأحست أنه من الممكن أن يطلقها أو يتزوج عليها ،عليها المحافظة على هذا الزواج والتنازل عن بعض الأمور ..فالسيدة "سودة بنت زومعة "حينما أحب الرسول ان يطلقها قالت :"والله ما بى على الأزواج من حرص ،ولكن أحب أن يبعثنى الله يوم القيامة زوجا لرسول الله "وتنازلت السيدة "سودة" عن يومها ووهبته للسيدة " عائشة" رضى الله عنها ..فمن الممكن للزوجة الأولى أن تتنازل ،ويجوز أيضا للثانية أن تتنازل ؛فعلى كليهما التنازل عن بعض حقوقهم من أجل بقاء العصمة والنفقة من الزوج لأبنائه ورعايته للأسرتين. هل تعدد الأزواج مجد للزوجة الأولى؟ قد يكون مجد للزوجة الأولى ؛فيما إذا كان الزوج سىء العشرة غاضبا..نكديا..شكاكا؛فبقاؤه بالمنزل فيه غلظة وشدة على الزوجة والأبناء ،وخروجه للبيت الثانى أو الثالث فيه رحمة لكل زوجة وأبنائها على حدة ،ولو كان الزوج حسن العشرة ؛فالأفضل لكل زوجة التنازل عن بعض حقوقها حفاظا على الزوج مع الكل. كيف نقضى على الغيرة بينهما؟ للقضاء على الغيرة ؛أن تؤمن كل واحدة بأن للرجل الحق فى الزواج وأن للأخرى حق عنده كما هى ..وأنهم جميعا أسرة واحدة ،ومن الممكن أن يكون الأبناء أخوة سند وعضد أمام المجتمع بعضهم مع بعض. هل الزوجة الثانية تعتبر خرابا؟ لا تعتبر الزوجة الثانية خرابا ؛وإنما سيأتى زمان على الناس تكثر "العنوسة" فيه ويكون الحل فى تعدد الزوجات ،ولا تعتبر "خيانة" فالرسول "ص" تزوج بثلاثة عشر زوجة ،ومات منهن تسعة،ولم يتأثر حبه للسيدة خديجة وهى لم تكن بينهن ،ولم يتأثر حبه بالسيدة عائشة ،وحينما سأل عن ذلك أفصح صراحة ..قالوا من أحب نسائك إليك ؟قال : عائشة ومن الرجال قال: أباها. هل الزوجة الثانية قد تؤثر على الحب للزوجة الأولى؟ لا يؤثر ذلك على حبه للزوجة الأولى فقد قال النبى "ص" بعد وفاة السيدة خديجة وعنده العدد من النساء ،وقال يوم الفتح حينما قالت له السيدة عائشة من هذه المرأة التى جلست إليها فقال: إنها فلانة من صاحبات السيدة خديجة فقالت : أما زلت تتذكر هذه العجوز التى أتى عليها الدهر وقد أبدلك الله ما هو خير منها فقال : لا والله ما أبدلنى الله خير منها آمنت بى إذ كفر الناس وصدقتنى إذ كذبنى الناس وأغدقت على بمالها إذ حرمنى الناس ورزقنى الله منها الولد دون غيرها من النساء ،وهذا الحديث يدل على الحب والوفاء ،وأخذاً من سيرة النبى "ص" هذه فلاا يجوز شرعاً على من تزوج بثانية أن ينسى الأولى ،وعليه الترحم عليها لو ماتت وأن يذكر صفاتها الحسنة ارضاءاً لأبنائها ،وعليه الاهتمام بالأبناء فى حياة الأم وبعد وفاتها أو طلاقها.