هو الملاذ والملجأ .هو في عقيدتي أكبر من الأشخاص والأفراد والهيئات والمؤسسات بل هو أكبر من كل الكراسي والمناصب .هو من ولدت علي أرضه وارتويت من نيله وتنسمت هواءه. هو أمسى ويومي ومستقبلي .هو من مرضت من أجل كبواته وازدادت سعادتي عندما كان يتصدر مواقع الريادة والقيادة هو من تمنيت العودة إليه حبوا وأنا في غربتي . وطني هو أرض الآباء والاجداد التي توارثناها عندما تعطينا قليلا نشكر وعندما تدر عائدا أكثر أكون من الحامدين الشاكرين . وطني هو التاج الذي اتقلدة عندما أكون مغتربا ..عندما يمدح اقدر مادحه واحترمه وعندما يساء إليه أغضب ويشتد غضبي . وطني هو الآلام التي عشتها والكبوات التي تعثرت فيها هو عندي أكبر من كل الأموال ومايتمني الإنسان امتلاكة هو حبي الأول والأخير وان نالني منة الويل والثبور وهو الآمال التي أسعى لتحقيقها وان كانت بعيدة المنال . هو حصني من الضياع وهو السماء التي تظلني والأرض التي تأويني ..شمس وطني هي الأكثر دفئا بل هي الاغلي والانقي عن كل الشموس ..قد يزداد لهيبها إلا أنني دوما في اشتياق اليها حرارتها بلسم يعيد لي حيويتي وبردها وصقيعها من مقومات وجودي واستمراري حيا ..وطني هو من أجوع وعندما أتذكرة أشعر بالشبع وأعطش وعندما استعيد ذكريات الطفولة والصبا والشباب يذهب الظمأ ..هو المكان والمكانة وهو المرسوم في خيالي منذ الصغر وهو الأشجار متنوعة الأشكال والألوان المتناثرة علي شواطئ الترع والمصارف والبحار وعلي جانبي الطرق . وهو من يحتفظ بعبق التاريخ وجغرافية المكان والزمان وهو المهبط لمن أراد الزاد .. علي ارضة كانت رحلات الأنبياء والرسل وعليها أمر نبي اللة موسي أن أخلع نعليك انك بالواد المقدس طوي وفي وطني تجلي ربنا تبارك وتعالى .وطني هو من احتفظ بآثار الآباء والاجداد وماتركوة وراءهم من ميراث لايمكن أغفاله أو تناسية ..وطني هو العلاقات الحميمة التي ربطت بيننا في القري والكفور والنجوع صحيح انها اندثرت إلا أنها حتما ستعود الي سيرتها الأولى أن لم يكن اليوم فالغد أفضل وانقي . وطني هو من إصابتة الكبوات والأمراض إلا انة ابدا لم يمت .. وقد علمنا أن لكل جواد كبوة هو العامل البسيط الذي يعمل من طلوع الفجر الي غروب الشمس هو الفلاح الذي يرتل المواويل ويتذكر الأيام الخوالي وهو يقوم بأعمال الحصاد والحرث . وطني هو من تحمل ويلات الوسايا والإقطاعيات وسخرة الباشاوات والبكوات والأفنديه . وطني هو الشهيد الذي قدم وضحي بأغلي مايملك من اجلي واجلك ولم ينتظر .والأسير الذي رفض أن يبوح بأسرار بلدة وان داسوة بالدبابات وتعرض لابشع ألوان القهر. هو من شق قناة السويس الأولي والثانية وهو من خرج من رحمة الأفذاذ في شتي فروع المعرفة وهو من علم الدنيا نظريات الحياة التي لاتعرف اليأس أو القنوط أو الخذلان..وهو الولاد للعباقرة امثال جمال عبدالناصر وعبد الفتاح السيسي و مجدي يعقوب وفاروق الباز وام كلثوم وعبد الحليم محمود وجاد الحق وعبد المنعم رياض ومحمد عبد الحليم أبو غزالة وإبراهيم شكري وضياء الدين داود وغيرهم كثير. وطني هو الثابت والراسخ في الوقت الذي تهاوت فيه دول وتلاشت ممالك . وربما كان السر أن فينا ومنا من يركع ويسجد ويدعو لنا بظهر الغيب وان تجرع الحرمان وعاش علي الكفاف ..وطني هو الانكسارات التي تجرعنا مرارتها والانتصارات التي جنينا ثمارها .هو من فتح ذراعية للمظلومين والمكلومين علي مر الزمان والمكان ومازال حاضنا لكل الحياري من كل البلاد لم يفرق بين مسلم أو مسيحي ولا بين أبيض وأسود فكلهم في وطني سواء لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات .هو من يلفظ الخونة والعملاء وحاملي الاجندات .وهو المغيث لمن استجار به واحتمي وان ناصبه العداء من قبل . هو من علمني ان القوي هو الذي يعفو ويصفح وأن الصغائر لايعرفها إلا الاندال والصغار ومن تربوا علي موائد اللئام .وهو من سقطت علي أعتابه المؤامرات التي حيكت سرا وعلانية . وطني هو من تعرض ومايزال لكل المخاطر والمؤامرات إلا أنه ظل عصيا علي الانزواء . هو الذي علمنا الا نقول آه عند النوائب والمصائب . وطني هو من جمعته همزة وصل واحدة وهي الرضا بما قسم الله وأن الغد حتما هو الأفضل .وطني لايعرف قيمته إلا من فقد وطنة ؟؟ **كاتب المقال كاتب صحفى وباحث مصرى