تحقيق : منار عبد الفتاح : أثار قرار وقف بث جلسات مجلس النواب، جدلا واسعا بين النشطاء والمحللين في مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، «تويتر»، واعتبرت الأغلبية أنه من حق الشعب الذي اختار نوابه أن يتابع أداءهم تحت قبة البرلمان وأن وقف البث سوف يثير شكوكا كثيرة حول أداء النواب, فيما رأى أخرون أن حب بعض النواب للشو الإعلامي وفقدانهم للحس الوطني سيصدر صورة سيئة للعالم عن المجلس وسوف يفقده هيبته. وصرح الدكتور يسري العزباوي، رئيس برنامج النظام السياسي المصري في مركز الأهرام للبحوث والدراسات، في تصريحات له، بأنه ليس من حق رئيس مجلس النواب عدم إذاعة الجلسات البرلمانية وفقًا لمواد الدستور؛ لأن مبدأ العلنية والشفافية ينص على ذلك. وقال «إن الدستور المصري ينص على إذاعة كل الجلسات البرلمانية أو جزء منها، وعدم الإذاعة نهائيًا يخالف الدستور المصري؛ لأن مبدأ العلنية والشفافية ينص على ذلك، موضحا أن 70٪ من مجلس الإخوان السابق كان يريد عدم إذاعة الجلسات البرلمانية». وقال النائب البرلماني مصطفي بكري، إنهم قرروا وقف بث جلسات مجلس الشعب منعا للاستعراض والشوشرة والشد والجذب الذي يحدث بين النواب، مؤكدا أنه سيتم إذاعتها بشكل مسجل مساء كل يوم بعيدا عن أي شيء قد يسيء للبرلمان بشكل أو بآخر خاصة مع حديثي العهد في مجلس النواب. وأضاف أن الشعب محتاج أن يشاهد ويسمع ممارسة جادة ومواقف محترمة، موضحا أن فلسفة هذا الأمر مرتبطة بالتحديات التي تواجه مصر. وقال الإعلامي عماد أديب، إن قرار مجلس النواب بعدم بث جلساته على الهواء، خطأ تاريخي في الحياة السياسية المصرية، ومن أكبر الأخطاء منذ 30 يونيو/حزيران حتى الآن، لأنه من حق المواطن الذي نزل لاستكمال خريطة الطريق أن يرى النائب الذي اختاره، متسائلاً «كيف يمكن أن تحرم المصريين من رؤية ثمرة 30 يونيو/حزيران وإنجازهم في الاستحقاق الثالث؟». ووجه رسالة لمجلس النواب قائلاً «إذا كنت مش قادر تواجه شعبك، ومش عاوز تقول للناس أنت بتعمل إيه، فأنت بتديلي إنذار خطر بأنك مش عاوز تخلي الناس تشوف أنت بتعمل إيه»، وأضاف أن وقف البث المباشر لمجلس النواب، وإذاعة ما يريده البرلمان حسب رغبته، يعد عملاً غير ديمقراطي، مشيرا إلى أن المجلس يرسل رسائل سلبية تجعلنا نتساءل «هل كان انتخاب المجلس ضروريا؟ أم بدونه أفضل؟». وأشار إلى أن هذا القرار يمنع حقوق المواطن في مراقبة مجلس النواب، لأنه إذا كان المجلس يراقب الحكومة فإن الشعب من حقه أن يراقب هذا المجلس. وانتقد هاني رياض القللي المتحدث الرسمي لحركة وعي للتثقيف السياسي، قطع البث المباشر عن جلسات مجلس النواب، قائلا: إن الشعب كان من المفترض أن يراقب نوابه الذين انتخبهم ليقوموا بالدور الإيجابي المطلوب منهم. وأضاف أن جلسة الأجراءات الأولى كشفت 90٪ من النواب الذين ليست لديهم القدرة على الأداء البرلماني السليم، وفضحتهم بأفعالهم غير المسؤولة وغير المتوقعة من نواب يمثلون الشعب المصري، ومن المفترض أنهم صفوة وخيرة الناس، ألا أنهم لم يكونوا على قدر المسؤولية التي أعطاها لهم الشعب. وتساءل: «كيف يقيم الشعب أداء نوابه، وهم أنفسهم من وافقوا على حجب المعلومة والرؤية التي تتيح التقييم، وذلك بعد قطع البث المباشر عن جلسات المجلس»، مؤكدا أن هذا الأمر يعد بمثابة خيبة أمل وأنتكاسة بكل ما تحمله الكلمة من معنى وصدمة في من أنتخبهم الشعب ليمثلوه. ورد نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي تويتر بتدشين هاشتاغ: رجعوا_بث_البرلمان. ورفض المحامي خالد أبوبكر القرار، وقال عبر «تويتر»، وقف بث جلسات البرلمان رجوع للماضي، وهناك يد عليا تهيمن على الأمور ولا يجوز التصويت بالموافقه بناء على قوة التصفيق. وأعلن النائب هيثم الحريري، رفضه القرار وإيقاف البث، وكتب في حسابه على «فيسبوك»: «أرفض هذا القرار.. للشعب حق متابعة أداء نوابه وأداء رئيس مجلس النواب». كما سخرت الناشطة والكاتبة إسراء عبدالفتاح، من القرار ووجدت أن «التسريبات هي الحل»، فكتبت على «تويتر»: «علي العموم أنا مش قلقانة من وقف البث في العصر الذهبي للتسريبات»، بينما أعلن مجاد البرعي، المحامي عن تأييده قرار وقف بث جلسات المجلس، وقال: «أنا من انصار عدم إذاعة جلسات البرلمان في التلفزيون..ربنا أمر بالستر». على جانب آخر، انطلقت موجة من التعليقات الساخرة على موقعي ال«فيسبوك» و«تويتر»، بين المستخدمين ودشنوا هاشتاغا «ذيعوا جلسات مجلس النواب»، ملحق بجملة «مطلب جماهيري لعودة إذاعة البث المباشر لمجلس الشعب خلونا نفرح»، و«انشروا الهاشتاغ عشان يعرفوا إن ده مجلسنا مش مجلسهم». ويقول أحد رواد ال«فيسبوك»: «ليه كل حاجة حلوة عمرها قصير.. أومال هنضحك على مين»، وبادر آخر: «إيقاف البث مخطط من قنوات الكوميديا، منها موجة كوميدي، لأنه هيتسبب في نسف نسبة المشاهدة»، وعلق ثالث: «ليه كده يا أخي حرام عليك تقتل فرحة الشعب المصري.. ما يصحش كده»، وأخرى تتساءل: «يعني كده هنرجع نتفرج على مسرح مصر تاني؟». وعلقت إحدى رواد «تويتر» بتغريدة، مفادها «ده حقنا إحنا انتخبناكوا علشان نشوف هتعملوا لنا ايه.. خايفين من ايه وليه.. اغلطوا اتعلموا واجهوا لكن متهربوش»، وآخر غرد: «فين الشفافية اللي هي أساس الديمقراطية؟». وسخر نشطاء من القرار قائلين: مع أن الليل ستار رجعوا_بث_البرلمان. وأضاف آخر: إلى النايب عبد الرحيم على ننتظرك بتسريباتك من داخل البرلمان. وتابع ثالث: هيوقفوا بث البرلمان. ليه كل حاجة حلوة عمرها قصير. وقال رابع متهكما من المشادات البرلمانية: ليه تقتلوا الفرحة. وكان الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، قد أعلن وقف البث المباشر لجلسات المجلس وذلك بموافقة أغلبية النواب. وكانت الجلسة الإجرائية، قد شهدت حالة من الهرج والمرج والمناوشات بين النواب، الأمر الذي دفع أعضاء مجلس النواب للتصويت على القرار حفاظا على هيبة البرلمان. وقال الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب إن «هناك اقتراحا من 40 عضوا بوقف البث المباشر لجلسات المجلس»، مضيفا «هذا البث أعطى أريحية لاستعراض بعض المواقف الأريحية الخاطئة اعتقادا منهم أن تفسير اللائحة أصبح حكرا عليهم».