متابعات : تناولت صحف عربية اليوم التطورات المحتملة في الأزمة السورية قبيل زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لطهران اليوم. وتباينت تحليلات بعض المعلقين حول إن كان هناك خلاف بين طهران وموسكو بشأن الخطوة القادمة تجاه الصراع في سوريا، بينما ناقش كُتّاب آخرون احتمال تدخل الغرب عسكريا في سوريا بشكل موسع عقب هجمات باريس. "الحسابات تغيّرت" ويكتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لصحيفة الوفاق قبيل زيارة بوتين لطهران، قائلا: "دخلت الأزمة السورية مساراً جديداً إثر التطورات الأخيرة وبعد اجتماعي فيينا (1 و2)، ولاحت لأول مرة في الأفق بوادر أمل، ولو ضعيفة، لوضع نهاية لواحدة من أكبر الكوارث البشرية في الحقبة المعاصرة." ويتوقع أحمد الجميعة في صحيفة الرياض السعودية أن تشهد الفترة القادمة "تحرك إيران نحو المعسكر الغربي في أعقاب اتفاق البرنامج النووي". ويتابع الجميعة: "ما هو كائن على الأرض من وجهة نظر الروس يختلف عما يفترض أن يكون من وجهة نظر الإيرانيين لأن الحسابات تغيّرت والمصالح تبعاً لها تغيّرت أيضاً، خاصة بعد تفجيرات باريس وشراكة الحرب على داعش، فلم يعد هناك وقت أو فائدة من الإبقاء على بشار الأسد الذي يربط بينهما بعلاقة ودّ وثقة، وسوف تظهر الأيام المقبلة حراكاً روسياً أكثر جدية للعمل في سوريا من دون إيران ومن دون الأسد أيضاً". ويستبعد محمد خروب في صحيفة الرأي الأردنية، على النقيض من ذلك، وجود خلافات بين طهران وموسكو حول سوريا، معتبرا أن الطرفين "في حاجة مُتبادلة إلى بعضهما البعض أقل في المعركة الحاسمة الدائرة الآن وبعنف على الأراضي السورية". ويقول الكاتب: "أن يهبط بوتين في طهران لحضور منتدى الدول المُصدِّرة للغاز ثم ليلتقي المرشد الأعلى علي خامنئي، يعني أن الحليفين الأبرز لنظام الرئيس بشار الأسد يحرصان على تنسيق خطواتهما والتوافق – في حال تعذر الاتفاق او التطابق في وجهات النظر – على ما يريدانه في المرحلة الراهنة، وخصوصاً في المدى القريب". "حرب بريّة" ويتوقع خالد حسين في الخليج الإماراتية أن يتدخل حلف شمال الأطلسي عسكريا بشكل مباشر في سوريا عقب هجمات باريس. ويقول الكاتب: "الضربات الجوية التي زاد عمرها على السنة أطلسياً، والشهرين روسياً، لم تبدّل كثيراً في واقع الأزمة، الأمر الذي يعزّز فرضية التدخّل الميداني، وهو أمر بالطبع ليس مرغوباً فيه، لا روسياً ولا أطلسياً من حيث المبدأ". ويرى خالد عمر في الأهرام المصرية أن "الحسم في سوريا لن يكون إلا بحرب بريّة واسعة النطاق". ويقول الكاتب: "المرحلة الراهنة تكشف كل يوم أن الحل السلمى للأزمة السورية يمرُّ عبر العمل العسكري، البرّى تحديدا. وقد تهرّب العرب من ذلك لسنوات بطرق مختلفة وظنوا أنهم سيأوون إلى الأممالمتحدة أو الدول الكبرى لتعصمهم من بقاء بشار الأسد في الحكم، وهاهم اليوم بتراكم الأخطاء يجدون أنفسهم تحت حماية دولية تحارب الجماعات الإرهابية على أرضهم بعد أن صدّرتها لهم منذ ثمانينيات القرن الماضي". وفي الدستور الأردنية، يرجح ياسر الزعاترة أن تتراجع إيران عن دعمها العسكري لحكومة الأسد. ويقول: "ما يمكن أن تحصل عليه إيران في سوريا في تسوية تعقد الآن هو أفضل بكثير مما يمكن أن تحصل عليه لاحقا بعد تأكد فشلها حتى لو كان بوسعها أن تواصل الحرب لسنوات أخرى، لكن الشارع الذي عوّل على عوائد النووي من أجل تحسين معيشته، لن يرضى بتبديدها في مغامرات رعناء في سوريا واليمن". وفي الوطن السورية، يشن عبد السلام حجاب هجوما على موقف واشنطن تجاه التطورات في سوريا. ويقول حجاب: "استعادة أمريكا لسياسة القيادة من الخلف ليست رهاناً للخروج بأقل الخسائر بل أيضاً تعكس في تفاصيلها محاولة فرض مقايضات ميدانية لتأمين مصالح مثلث الدول الداعمة للإرهاب في الإقليم والمنطقة وفق منظور التقسيم والتفتيت للأرض وللشعب لمصلحة الكيان الإسرائيلي".