عواصم – وكالات: قال مصدر قريب من التحقيقات ومصدران في الشرطة، أمس الأربعاء، إن أشخاصا يشتبه في كونهم متشددين إسلاميين كشفت عنهم الشرطة النقاب في ضاحية في باريس كانوا يخططون لمهاجمة حي المال والأعمال (لا ديفونس) في العاصمة الفرنسية. وفجرت مهاجمة انتحارية نفسها وقتل متشدد آخر عندما داهمت الشرطة الشقة في سان دوني في إطار التحقيق في الهجمات التي شملت تفجيرات منسقة وإطلاق الرصاص الأسبوع الماضي. وقال المصدر القريب من التحقيق «كانت قوات الشرطة تبحث عن إرهابيين كانوا يجهزون لشنّ هجوم آخر استنادا إلى معلومات أجهزة مكافحة الإرهاب (في الداخل) وفي الخارج». وأضاف المصدر «المجموعة الجديدة كانت تخطط لمهاجمة حي لا ديفونس». وقال مسؤولون إن الشرطة كانت تطارد الاسلامي المتشدد عبد الحميد أباعود، وهو بلجيكي متهم بإصدار الأمر بشن هجوم 13 تشرين الثاني/ نوفمبر، لكن بعد أكثر من ثماني ساعات من بدء المداهمة قبل الفجر لم يتضح ما إذا كانت قد عثرت عليه. وقال المسؤولون إنه تم اعتقال سبعة أشخاص في العملية بينهم ثلاثة أشخاص كانوا في الشقة. وقال مدعي باريس فرانسوا مولان بعد انتهاء العملية «من المستحيل أن أبلغكم من اعتقل. نحن نتحقق من هذا». وقال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف إن شخصين قتلا «وربما أكثر» في موقع مداهمة نفذتها الشرطة في ضاحية سان دوني في باريس أمس الأربعاء. وقال كازنوف للمشرعين «يوجد قتيلان على الأقل... وربما أكثر». وضمن القتيلين امرأة فجرت نفسها كانت ضمن «الإرهابيين» صباح الأربعاء في سان دوني شمال باريس نفسها، حتى لا تقع في قبضة عناصر شرطة النخبة الفرنسية في الشقة التي كانت فيها مع أربعة رجال، في سابقة في فرنسا، بينما قتل أحد الانتحاريين على يد رجال الشرطة. وبلغ عدد الموقوفين في العمليات الأمنية للقوات الفرنسية بعموم البلاد 60 شخصاً، عقب الهجمات الدامية التي شهدتها العاصمة باريس، ليلة الجمعة الماضية. وأعلن بيان صادر عن وزارة الداخلية الفرنسية، أمس الأربعاء، أن قوات الأمن داهمت 118 موقعاً ليلة أمس في عموم البلاد، أوقفت خلالها 25 شخصاً، وضبطت 34 سلاحاً. وأضاف البيان أن القوات الأمنية داهمت منذ إعلان حالة الطوارئ ليلة 13 من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، 414 موقعاً، أوقفت خلالها 60 شخصاً، كما ضبطت 75 سلاحاً. وأشارت مصادر في الشرطة، أن العملية الأمنية جاءت عقب ورود معلومات حول «استعداد الإرهابيين لتنفيذ هجوم على أحد المراكز التجارية في منطقة «لا ديفانس» في باريس. تجدر الإشارة إلى أن 129 شخصا لقوا مصرعهم، وأصيب 352 آخرون، جراء هجمات دامية متزامنة، شهدتها العاصمة الفرنسية باريس الجمعة الماضية، فضلا عن مقتل 7 من منفذي الهجمات التي تبناها تنظيم «داعش». من جانبه، دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند، أمس الأربعاء، الفرنسيين إلى «عدم الاستسلام للخوف» او ردود الفعل المفرطة بعد الاعتداءات التي نفذها تنظيم الدولة الإسلامية في باريس الجمعة الماضي. وقال أولاند في خطاب أمام رؤساء بلديات مدن فرنسية إن عملية مكافحة الإرهاب التي تمت الأربعاء في سان دوني في شمال باريس «تؤكد لنا مرة أخرى أننا في حرب، حرب ضد الإرهاب»، مضيفا «لا يمكن التسامح مع عمل معاد للسامية او مناهض للمسلمين».