تونس – وكالات :حسن سلمان : تصاعدت حدة السجال السياسي بين شقي الحزب الحاكم في تونس، رغم محاولات التهدئة من قبل رئيسي الجمهورية والبرلمان، حيث اتهم نائب رئيس الحزب حافظ قائد السبسي أمينه العام محسن مرزوق بتشويه صورة رئيس الجمهورية في الخارج وهو ما فنده مرزوق، في حين رفضت الهيئة التأسيسية طلب رئيس الحزب إلغاء اجتماعها بهدف التهدئة من المكتب التنفيذي. وأكد حافظ قائد السبسي (نجل الرئيس التونسي) أنه لن يترشح لرئاسة الحركة، كما أشار إلى أنه لا يطمح ل«خلافة» والده في رئاسة الجمهورية، متهما خصومه السياسيين بمحاولة تشويهه عبر تهمة «التوريث». وأضاف في أول لقاء تلفزيوني له «من غير المعقول الحديث اليوم عن التوريث في بلد نظامه جمهوري ويتجه نحو تركيز ديمقراطية دائمة تقوم على الانتخاب وعلى صناديق الاقتراع». وكشف عن تهديدات بالقتل تلقاها مؤخرا (لم يحدد مصدرها)، وأكد من جهة أخرى أن خلافه مع الأمين العام للحزب محسن مرزوق ليس شخصيا وإنما يتعلق بتسيير شؤون الحزب، متهما مرزوق باستغلال الحزب لخدمة مصالحه الشخصية، ومحاولة تشويه صورة رئيس الجمهورية في الخارج، إضافة إلى تهديد مصالح البلاد عبر التهجم على المؤسسة الأمنية واتهام الحكومة بالتعاطف مع الإرهاب والفساد. ومن جانب آخر، أكد قائد السبسي أن اجتماع الهيئة التأسيسية للحركة سينعقد مساء، رغم الدعوات المطالبة بتأجيله لنزع فتيل التوتر داخل الحزب، مشيرا إلى أن «نداء تونس» «يحتاج اليوم إلى استعادة الاستقرار من خلال عقد مؤتمر تأسيسي واختيار قيادة تكون لها شرعية للمرور من هذه المرحلة الانتقالية، نحو مؤتمر انتخابي يكون مفتوحا أمام الجميع». الأمين العام للحزب محسن مرزوق فند اتهامات قائد السبسي، مؤكدا أنها «غير مسؤولة ولا أساس لها من الصحة»، فيما اتهم النائب وليد الجلاد حافظ قائد السبسي بمحاولة توتير الأجواء داخل الحزب، مشيرا إلى أنه يملك مشروعا آخر غير المشروع الديمقراطي للحزب. وكان مرزوق أطلق قبل أيام «مبادرة الفرصة الأخيرة» لتجاوز الأزمة العميقة التي تهدد بانقسام «نداء تونس». وتقضي المبادرة باعتبار المكتب التنفيذي الممثل الوحيد للحزب والمكلف بإعداد المؤتمر التأسيسي، إضافة إلى «تفعيل قرار حل الهيئة التأسيسية والتي عوضها المكتب السياسي المنتخب وعدم دعوتها للاجتماع مستقبلا وقد كانت سببا في انقسام الكتلة النيابية». كما تنص المبادرة على تكوين لجنة محايدة من بين أعضاء المكتب التنفيذي يلتزم أعضاؤها بعدم الترشح لآية مسؤولية في الحزب، للإعداد للمؤتمر بجميع مراحله، وتكوين لجنة من المكتب التنفيذي برئاسة رئيس الحزب «لمراجعة وضعيات الهياكل في الجهات وخارج الوطن وفق القرارات التي اتخذتها الهيئة التأسيسية للحزب قبل حلها والمكتب السياسي». فيما توجه رئيس الحزب محمد الناصر (رئيس البرلمان) برسالة إلى أعضاء الهيئة التأسيسية، طالب فيها بإلغاء اجتماعهم يوم الخميس، بهدف فسح الطريق أمام تفاهات بين شقي الحزب. كما اعتبر الناطق باسم النواب المستقيلين مصطفى بن أحمد أن انعقاد الهيئة التأسيسية «خطوة تصعيدية تهدف إلى منع التوصل إلى أي حل لأزمة الحزب»، مشيرا إلى أنه في حال انعقاد الاجتماع «ستدرس المجموعة انعكاساته على حزب نداء تونس». غير أن أعضاء الهيئة التأسيسية أكدوا عزمهم على عقد الاجتماع المقرر يوم الخميس، وأكد النائب حسان العماري أن الدعوة وُجهت لكافة أعضاء الهيئة وسيتم اتخاذ بعض القرارات على خلفية التطورات التي عاشها الحزب، ويفترض أن يناقش الاجتماع موضوع تشكيل لجنة لإعداد المؤتمر التأسيسي والإشراف عليه، إضافة إلى الانتخابات البلدية المقبلة. ونقل موقع «الجريدة التونسية» المحسوب على «نداء تونس» عن مصادر وصفها ب«المطلعة» تأكيدها اعتزام الهيئة تعيين الحقوقي المعروف عياض بن عاشور (رئيس الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة) رئيسا للجنة إعداد المؤتمر التأسيسي للحزب.