طابا 'القدس العربي' الزمان المصرى من حسام عبد البصير: خيمت الصدمة أمس على الشارع المصري إثر إتمام صفقة بين مصر وإسرائيل بشأن الإفراج عن الجاسوس الاسرائيلي الأمريكي إيلان تشايم غرابيل مقابل 25 سجينا مصرياً في السجون الأسرائيلية، وندد العديد من المراقبين وقيادات في القوى الوطنية والأحزاب ببنود الصفقة، وكشف المفرج عنهم عقب وصولهم لطابا ل'القدس العربي' بأن إسرائيل رفضت الأفراج عن المساجين المصريين المحكوم عليهم بعقوبات طويلة تتجاوز الخمسة عشر عاما واكتفت بالافراج عن مساجين محكوم عليهم بعقوبات لا تتجاوز اربعة أعوام. وكشف هؤلاء عن مفاجأة مفادها أن بعضهم كان من المقرر ان ينهوا الأحكام القضائية خلال شهور.. وهاجم مراقبون الصفقة معتبرين ان الفائز فيها هما الولاياتالمتحدة واسرائيل، فيما خسرت مصر بسبب قلة عدد المفرج عنهم. وهاجم رموز في جماعة الاخوان المسلمين وأحزاب الكرامة والغد والناصري المجلس العسكري الذي أشرف على الصفقة لأنه لم يشترط الافراج عن مئات الفلسطينيين ومن بينهم رموز مثل أحمد سعدات قائد الجبهة الشعبية ومروان البرغوثي، مشددين على أن حزب الله اللبناني كان أكثر نجاحا حينما نجح في الافراج عن مئات الفلسطينيين بالاضافة لبعض اللبنانيين مقابل إعادة جثامين ثلاثة إسرائيليين، وكذلك حققت حركة حماس نجاحاً يفوق بكثير ما توصل إليه المفاوض المصري، فيما نددت الجماعة الاسلامية بعدم استجابة المجلس العسكري لمطلب ضم اسم عمر عبد الرحمن المعتقل في امريكا منذ اكثر من عقدين ضمن قائمة المفرج عنهم. وفي تصريحات خاصة كشف اللواء نبيل صادق عن اعتقاده بوجود بنود سرية في الصفقة تتضمن حصول مصر على شحنات أسلحة كانت تعترض عليها واشنطن وتل أبيب وقد يكون بينها طائرات أمريكية اعترضت تل أبيب على أن تحصل مصر عليها. واعتبر صادق الصفقة معقولة إلى حد كبير. وكانت معلومات قد افادت إن مصر وافقت على إطلاق سراح الجاسوس الإسرائيلي الأمريكي 'إيلان تشايم غرابيل' بعد أن وافقت واشنطن على تزويد القاهرة بطائرات F16 المتطورة، بعد أن كانت ترفض الولاياتالمتحدة بيع طرازات منها لمصر بناء على ضغوط إسرائيلية. غير ان واشنطن عدلت عن رأيها خلال المحادثات بين مسؤولين مصريين وأمريكيين بشأن إطلاق سراح غرابيل من السجون المصرية، واتفق الطرفان على أن تبيع واشنطن مقاتلات F16 المتطورة للغاية، التي كانت تعارض إسرائيل بيعها في الماضي لمصر. في سياق متصل ندد الاعلاميون الموجودون في طابا أمس بالتضليل الذي تعرضوا له من قبل المسؤولين المصريين بعد اكتشافهم بأن الجاسوس الأمريكي تم تسليمه عبر طائرة مباشرة ولم يصل لمعبر طابا كما كان متوقعاً، وهاجم الصحافيون محافظي جنوب وشمال سيناء بسبب تقديمهما معلومات غير صحيحة ورفضهما الكشف عن المكان الذي غادر منه الجاسوس الاسرائيلي. وكان التلفزيون المصري قال أمس ان الإسرائيلي الأمريكي ايلان غرابيل المتهم بالتجسس وصل الى الحدود الإسرائيلية المصرية لتتم مبادلته ب25 مصريا معتقلين لدى الدولة العبرية، فيما أفادت وسائل اعلام اسرائيلية انه سيصل عصرا إلى تل ابيب. وذكر التلفزيون المصري على غير الحقيقة بأن الجاسوس الإسرائيلي الأمريكي ايلان غرابيل وصل الى داخل معبر طابا الحدودي بين مصر واسرائيل بجنوبسيناء ظهر امس الخميس تمهيدا لتسليمه للسلطات الاسرائيلية. ووصل غرابيل الى المعبر قادما من القاهرة وسط إجراءات أمن مشددة في شبه جزيرة سيناء وخاصة مدينة طابا حيث رافقته قافلة من المصفحات والمدرعات التابعة للشرطة المصرية والجيش. وأدخل الجاسوس معبر طابا حيث تلقاه مندوبون ومسؤولون كبار من اسرائيل، وتردد انه خضع لفحوصات طبية قبل انتقاله للجانب الآخر من الحدود. وقال المتحدث باسم الشرطة الاسرائيلية ميكي روزينفلد ان السجناء المصريين ال25 الذين افرجت عنهم اسرائيل مقابل المواطن الاسرائيلي الامريكي ايلان غرابيل بدأوا في عبور الحدود إلى مصر عند معبر طابا الحدودي الخميس، فيما قال الناشط خالد عرفات رئيس حزب الكرامة في شمالي سيناء إن 'هذه الصفقة فاشلة بامتياز وظالمة جدا للجانب العربي والمصري وكان من المفترض أن يتم الإفراج عن جميع الأسرى والسجناء المصريين فى سجون اسرائيل وعددهم حوالى 81 سجينا'. وأضاف عرفات ' كما كان من الممكن الافراج عن معتقلين فلسطينيين كما سبق وفعل حزب الله، وطالب الخارجية المصرية بالاعلان الفوري عن عدد السجناء المصريين لدى اسرائيل'.وتابع 'هناك سجناء لدى اسرائيل مضى على سجنهم أكثر من 30 عاما ومنهم ما بين العشرين والثلاثين عاما وغالبيتهم من الفدائيين حيث أفرجت اسرائيل عن متهمين بتهم تسلل وجنائيين ولم تفرج عن سياسيين او فدائيين'.. ولم تتضح حتى الآن أي معلومات عن هوية السجناء المصريين ال 25 المفرج عنهم. وكانت قوى سياسية في شبه جزيرة سيناء انتقدت عملية تبادل الجاسوس بخمسة وعشرين سجينا مصريا.. وندد الناشط السيناوي مسعد ابو فجر بالصفقة مشدداً على أنها لا تلبي مطالب المصريين والفلسطينيين وكان من الممكن الافراج عن أعداد كبيرة. ودعا لتسليم المفرج عنهم لذويهم مباشرة، متوقعاً اعتقالهم من قبل الأمن المصري والتحقيق معهم.