الرياض «القدس العربي»: في لهجة شديدة توعد العميد أحمد عسيري الناطق باسم قوات «التحالف العربي»، الذي ينفذ طلعات جوية ضد قوات الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح في اليمن، بتصعيد العمليات العسكرية ضد الانقلابيين. وقال عسيري إنه «اعتباراً من هذه اللحظة يجب أن يدفعوا (الحوثيون) الثمين والغالي رداً على استهدافهم للأراضي السعودية، لأن الأراضي السعودية خط أحمر»، مؤكداً أنه «لم يعد هناك خط أحمر، وسنستهدف جميع قادة تنظيم الحوثي، ومواقع وجودهم، ومقار قياداتهم»، مهدداً باستهداف مناطق صعدة ومران، وعدم انتهاء العمليات إلا بعد انتهاء الأهداف. جاء ذلك، بعد موافقة السعودية على مقترح لهدنة إنسانية لمدة 5 أيام لتقديم الدعم الإغاثي للمدنيين، وسط توقعات بفشل الهدنة. ويعتقد مراقبون عسكريون في الرياض أن إبراز الإعلام السعودي لطلب الرئيس اليمني عبدربه هادي للمجتع الدولي بالتدخل «بريا « في العمليات العسكرية في عدن وتعز هو مقدمة لبدء العمليات البرية لقوات التحالف في اليمن لاسيما في عدن، لطرد قوات الحوثيين وعلي عبد الله صالح التي ما زالت قادرة على القتال ومواجهة قوات المقاومة الشعبية، وأثبت سير المعارك أنها عاجزة عن مواجهة قوات الانقلابيين . ولم يستبعد العميد عسيري في تصريحه أمس التدخل البري لوقف جرائم الميليشيات في عدن، وقال «إن كل الخيارات مطروحة». ولكن المصادر السياسية تعتقد أن مرحلة العمليات البرية لن تبدأ قبل معرفة سير الهدنة الإنسانية التي وافقت عليها السعودية. وكانت القيادة السعودية عقدت سلسلة محادثات مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في الرياض، ليل أول أمس ونهار أمس، ركزت على بحث تطورات الأوضاع في اليمن على ضوء الحرب الدائرة هناك ، وآخر التحضيرات بشأن القمة الخليجية الأمريكية التي سيستضيفها الرئيس باراك أوباما يومي 13و14 الشهر الجاري في واشنطن وكامب ديفيد . ولوحظ حضور رئيس هيئة الأركان العامة الأمريكية الفريق بحري كيرت تيد ضمن الوفد المرافق لكيري خلال اجتماع الأخير مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مما يشير إلى أن المحادثات تناولت مواضيع عسكرية علما أنها تتعلق بسبل مشاركة أكثر فعالية للسفن والطائرات الأمريكية للأجواء والمياه الإقليمية اليمنية، لمنع أي محاولات لتهريب مساعدات وإمدادات عسكرية للحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، خلال فترة الهدنة، وهذا ما تم عليه الاتفاق فعلا ، كما ستشارك فرنسا في هذه الرقابة بحرا وجوا . واستقبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ظهر امس وزير الخارجية الأمريكي الذي عقد بعده محادثات مع نظيره السعودي عادل الجبير ركزت على بحث الملفات السياسية للقمة الأمريكية الخليجية. وعقد الوزيران السعودي والأمريكي مؤتمرا صحافيا مشتركا قبيل مغادرة الأخير للسعودية. وأعلن الجبير أنه تم مع كيري بحث هدنة من 5 أيام للسماح بالإغاثة في اليمن، وأيضاً التدخلات السلبية الإيرانية في المنطقة. بينما أعلن كيري تأييد بلاده للمؤتمر السياسي اليمني في الرياض، ومبادرة السعودية بالإعلان عن هدنة إنسانية لمدة 5 أيام. واضاف «وقف إطلاق النار هو الهدف الكبير للمجتمع الدولي ،»مشيراً إلى أنه «إذا وافق الحوثيون على وقف النار فإن الهدنة ستكون قابلة للتمديد». كما التقى الوزير كيري بالرئيس اليمني عبدربه هادي بحضور نائبه خالد بحاح في مقر إقامته في الرياض، وذلك في تأكيد على رغبة واشنطن بالاستماع الى وجهة نظر السلطة الشرعية في اليمن تجاه الأحداث . إلى ذلك وصل مبعوث الأممالمتحدة الجديد لليمن اسماعيل ولد السيخ احمد للرياض أمس وبدأ سلسلة اجتماعات مع مسؤولين يمنيين وسعوديين لبحث سبل الخروج بحلول للأوضاع الحالية في اليمن.