لو كنت مستوطنا، لصوت للمعسكر الصهيوني. فالمشروع الاستيطاني بحاجة إلى تبادل في السلطة. ففي الايام التي يسيطر فيها اليمين، تتدفق إلى المستوطنات أموال أكثر، وتقام عدة مستوطنات وتصادر عدة تلال. وعندما يسيطر اليسار، تتدفق أموال أقل بقليل، والتوسع يتم فقط لتلبية نتاج رحم الاحم اليهودية والمصادرة هي لاغراض الأمن والتنمية الاقليمية، يعني في صالح عموم السكان. عندما يسيطر اليمين، توجد تصريحات واستفزازات لامم العالم. عندما يحكم اليسار، تكون أناشيد السلام وليس أفعال أقل بكثير، والعالم يحذر من مقاطعة بضائع المستوطنات، واليساريون يصورون أقل بقليل. الضفة صغيرة، الامكانيات محدودة، ولا نهاية للمعنيين بنقل سكنهم إلى أطراف نابلس. تكفي هذه الدورة من تبادل السلطة من أجل السماح بنمو هام ومستقر للسكان اليهود في المناطق. اذا قامت حكومة بقيادة المعسكر الصهيوني، فقد تأكل وزيرة الخارجية الاسرائيلية الحمص في رام الله ووزير الخارجية الفلسطيني قد يزور مؤسسة الكارثة والبطولة ولكن لن يوقع أي اتفاق حقيقي. واذا ما وقع فلن ينفذ. هناك من نواب العمل ممن أعربوا عن عطف صريح على المستوطنات، وآخرون لن يمسوا بوحدة الشعب. الكونغرس سيهتف لهرتسوغ، وخطر عزل اسرائيل سيختفي. هذا هام جدا للمستوطنين. كما أن «ابطال شارة الثمن» يفضلون ثقب اطارات السيارات ورش الشعارات على المساجد حين تكون في الاعالي تحميهم طائرات اف 35 هدية أمريكا. بكلمات اخرى، فان حكومة مع المعسكر الصهيوني هي اكسجين للمشروع الاستيطاني: في نظر المستوطنين أجراس الخلاص، وفي نظري الكارثة الكبرى التي أوقعها الشعب اليهودي على نفسه. لكل الهاذين الذين يعتقدون بان المعسكر الصهيوني سيحدث تغييرا ثوريا: هل تعرفون الكثير من النماذج من التاريخ لثورات دراماتيكية وقعت مثل اخلاء المناطق في اعقاب انتصار طفيف في الانتخابات وليس كنتيجة لحرب، وباء، أزمة اقتصادية حادة أو كلها معا؟ من خلال الالاعيب السياسية والتلويح بقضية رهن القناني قد يكون ممكنا الحصول على وزير آخر في حكومة الوحدة الوطنية، ولكن لا يمكن تغيير قلب الشعب. وفي الوضع الحالي للقلب أين اخلاء المناطق وأين نحن. بالمناسبة، فان لليمين الاقتصادي ليس له ما يقلقه. فمع التطور الاخير تحول حزب العمل من حزب ذي طابع اشتراكي ديمقراطي إلى ائتلاف بين حماة النظام القائم مزودين بحلو اللسان الاجتماعي واقتراحات جريئة لتعديلات طفيفة. ولكني لست مستوطنا. ولهذا فان المعسكر الصهيوني ليس بديلا بالنسبة لي. تبقى لي أن اسأل نفسي ما هو المهم لي حقا. وجوابي هو أنه يهمني هدفان مركزيان: استمرار وجود الشعب اليهودي واقتلاع النزعة القومية المتطرفة من الاسرائيلية. عندي آراء واضحة ايضا في مواضيع اجتماعية، ولكن لا يقترح لي أي حزب أكثر من اصلاحات هامشية تحافظ على الهيمنة الاقتصادية القائمة على أي حال للاقوياء. ولكن ها هي المعضلة: لست شخصا متدينا، ولكن ينبغي لي أن اعترف باستقامة بان بعد التطرف القومي للصهوينية، فان السبيل الوحيد الذي يعطي أملا للشعب اليهودي في الوجود مئة سنة اخرى هو السبيل الاصولي (من النموذج الليتوي، ذاك الذي يمجد التعليم ويحتقر المعتقدات الخرافية)، ومن يمثله في السياسة الاسرائيلية هو ايهدوت هتوراة. عندي عطف عليه ايضا بسبب ان جدي نشر (قبل 80 سنة) مقالات في المجلة الناطقة بلسان أغودات يسرائيل. فالتصويت له بالنسبة لي هو الارتباط بالقبيلة. بالمقابل، فان الحزب اليهودي الوحيد الذي يرفض المستوطنات دون تردد ودون اعتذار هو حزب ميرتس. أولادي ايضا يؤيدونه، والتصويت لميرتس بالنسبة لي هو الارتباط بالجيل الشاب. وعليه، مع أني آسف لاقصاء النساء في ايهدوت هتوراة واختلف مع الليبرالية المبالغ فيها في ميرتس في شؤون الهجرة، فاني أتردد: جدي يقول لي: «اغودات يسرائيل» وابنائي يدعونني إلى «ميرتس». وأنا، فلمن سأصوت؟