"أنا ليه اتولدت مصري"، جملة ترددت على ألسنة عدد من الشباب بعد الحكم ببراءة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك ومعاونيه من قتل ثوار 25 يناير وتصدير الغاز لإسرائيل، حيث حيث أكدوا أنهم أصيبوا باليأس وكرههم لوطنهم، ما جعلهم مستعدين للتنازل عن جنسيتهم. كان الشاب أحمد فرج أول من تناول مبادرة عرض التنازل عن جنسيته مقابل جنسية أخرى، الأمر الذي أيده العديد من الشباب، فيما انتقده قليلون. أحمد حماد، 21 عامًا عبر عن غضبه منبراءة مبارك، قائلًا: "أنا مش عارف أنا ليه اتولدت مصري، حتى ما شوفتش منها حاجة كويسة"، مضيفًا: "بعد ما عملنا ثورة وقولنا البلد هتتغير، رجعنا تاني لما قبل 25 يناير وألعن من أيام مبارك". وأضاف أحمد أن الشاب الذي تقدم بالتنازل عن جنسيته محقًا في فعله، معلقًا على ذلك: "مش معقوله بعد 30 عامًا قضاها مبارك في قتل وفساد يخرج براءة، يبقى كلنا نقتل ونخرج براءة"، موجهًا له رسالة: "انت راجل جدع بجد ويا ريت أقدر أعمل زيك". وأعلن محمد محسن، 23 عامًا، أنه على الرغم من اعتراضه على تنازل أي شخص عن جنسيته، إلا أنه لا يستطيع لومه أو معاتبته، مضيفًا: "انت عندك حق، لأنه بعد ما تعبنا 3 سنوات لاقينا كل اللي بنتعب عليه تلاشى، كأن شخصًا حرق ورقة وحرقها وأصبحت رماد، هكذا نحن في فترة الرماد". وأكد أنه تحت أي ضغط لا يمكن أن يتنازل عن جنسيته، ولكنه من الممكن أن يتنازل عنها بسهولة، مختتمًا كلامه بقوله: "أحمد فرج عنده حق لأن البلد لم يحتوه فإزاي هيبقى كويس معاها". كما أوضح علاء حسين، 18 عامًا، أن تنازل الشخص عن جنسيته لا اعتراض عليه، قائلًا: "بعد اللي احنا فيه دا، حقه أكيد إنه يتنازل عن جنسيته"، مضيفًا أنه ليس عليه أي خطأ وأنه قدم الفعل الصائب. ووصف يوسف عبد الرحمن، 26 عامًا، القرار الذي اتخذه أحد فرج بالتنازل عن جنسيته ب"الجريء"، وأن ما تمر به مصر يدفع أي شخص لعمل أكثر من ذلك، موضحًا أن التنازل عن الجنسية لن يفيد في مصر، ولكن التواجد في مصر والاستمرار في النضال للتخلص من الظلم، على حد قوله. وأشار كمال إسماعيل، 27 عامًا، إلى أنه مع أول فرصة تتيح له سيقوم بالتنازل عن جنسيته والسفر إلى خارج مصر، قائلًا: "البلد دي الواحد لازم يحول من جنسيته فيها"، معلنًا أنه عندما يمتلك الأوراق والمستندات التي تؤهله للسفر خارج مصر سيتركها على الفور، قائلًا: "أنا لو معايا أوراق تساعدني للسفر بره أولى إني أسافر وأتعب أحسن من البلد دي". وأعلن أن مصر لا تصلح للعيش والعمل فيها، وأنه من الممكن أن يتنازل عن جنسيته لأنه من المفترض أن يتركها. وقال ممدوح السيد، 25 عامًا، إن ما قام به أحمد فرج، هو أقل واجب للرد على براءة مبارك، مشيرًا إلى أنه لا يمكن أن يتنازل عن جنسيته، لأنها فطرة وليست هبة من مبارك، ولكن الحل المناسب هو الهجرة. ومن جانبه، انتقد علاء عبد الفتاح، 27 عامًا، ما قام به أحمد فرج من التنازل عن جنسيته، قائلًا: "لو كل واحد عمل زيه يبقى نسيب البلد أحسن"، موضحًا أنه لا يمكنه التنازل عن جنسيته مهما تعرض له من مشاكل لأنه يحب مصر وليمكن أن يتنازل عنها.