بقلم حسام عباس أطلت علينا المذيعة منى الشرقاوي من منبر برنامج مصر النهارده في حوار شيق تحت مسمى "مزايا و عيوب الفيس بوك", بصراحة عندما قرأت عنوان الفيديو, لم أستطع منع نفسي من المشاهدة, و أحسست أنني مقبل على ندوة علمية ستعرض لي ما فاتني في علم التسويق الإلكتروني و ربما الإجتماعي أيضا, فأخذت قرارا بأن أمسح من عقلي كل ما عرفته خلال حياتي عن الإنترنت و الفيس بوك وغيرها, و أن أشاهد الحوار مستخدما عقل عم أحمد حارس عقار منزلي السعيد, فلربما كان لخبرتي دور غير حيادي في تقييم الحوار, و أنا كما قلت لكم سابقا, مواطن تربى على "الديمقراطية" و لا شيء غيرها. بدأت صديقتنا المذيعة باستهلال عن هذا الكائن الخرافي المدعو الفيس بوك, بأنه مكان أو شيء"بصراحة لم تحدد, ولكنه إستنتاجي الشخصي" يتجمع فيه الناس كمجموعات لها أسماء معينة, و يتحاورون و يتناقشون في موضوعات معينة, وهنا قفز في ذهني مشاهد من مسلسل الجماعة, وأفلام الضباط الأحرار و إجتماعاتهم السرية و بعض من لقطات ثلاثية العراب, و ما أن بدأ خيالي في الجموح, عاجلتني المذيعة بتلخيص إستخدام "هذا الشيء" المدعو الفيس بوك قائلة: كل و احد إبتدى يحط إللي في قلبه عليه, و يحط صورته و صور عيلته و قرايبه, و إبتدى الموضوع يبقى بحميمية شديدة جدا بين مستخدم الفيس بوك, و بين إللي قاعد في الجهة المقابلة, من غير ما يعرف ده مين ومن أي دولة. بصراحة الكلام لخبطني حبتين, و مسح المشاهد "إياها" وحط مكانها مشهد الدكتور أحمد حلاوة "في دور الضابط الإسرائيلي" مع الأستاذ محمود عبد العزيز في مسلسل رأفت الهجان, عندما كان الهجان يستقي منه المعلومات و الصور الحربية و كانت لزمة المشهد المشهورة "أجورة" ترن في أذني, في محاولة للربط بينها و بين هذا الفيس بوك. و أسهبت صديقتنا المذيعة قائلة: إللي إتعاملوا مع الفيس بوك هنقول أكيد إنهم إتعاملوا معاه بسلامة نية و ما فيش أي حاجة في ضمائرهم. و هنا إنتابني حالة من الإحساس بالبلاهة, و أنني كنت فاهم الموضوع غلط خالص, و الكلام طلع على نوع من أنواع الحيوانات المفترسة, و غالبا عمل في أصحابه زي ما عمل الأسد "سلطان" مع مدربه محمد الحلو و شكلها كدا قلبت بنكد وهنا قطعت لي المذيعة الشك باليقين قائلة: في الحقيقة إنهم مايعرفوش إن الفيس بوك ده هو طبعا تبع شركة "جوجر" أو جوجل العالمية, و هو حجرة من حجيراتها وجوجل دي تعتبر دولة داخل أمريكا. و أتبعت قائلة: دولة لإنها قوية جدا. فهمت من كدا إنها أجمد من عويس بتاع البطاطس إللي فارش على ناصية الشارع, و غالبا الحجرة دي فيها ناس واصلة, لإنها قالت: لو نزل صورة و حب يشيلها بتختفي قدامه, لكنه مش عارف إنها بتفضل عندهم فوق. بس, أنا كدا رجعت لنقطة البداية بتاعت مسلسلات الجماعة و الهجان و الجو ده, فقررت إن عقل عم أحمد مش هيسعفني أكتر من كدا, و عقلي أنا الشخصي كان قد بدأ في الزمجرة و التكشير عن أنيابه لاستخفافي به وإصراري على مواصلة مشاهدة هذا الحوار الكوميدي المتشح بالجدية الشديدة بعقلية عم أحمد, فاعتذرت له, و أعطيته القيادة بعد تعهد بإكمال الحوار لنهايته, و لما ربنا يكرم و أفهم حاجة من الحوار ده, هروح أشرحة بنفسي لعم أحمد. المهم, هنا قدمت لنا المذيعة, الضيفة دكتورة علم الإجتماع, سائلة إياها: لحد فين هم ممكن يكونوا مأثرين على الموضوعات إللي بيطرحوها؟ إجابة الدكتورة بدأت بإن تسويق الفيس بوك كان كويس جدا, و إن فيه حاجة تانية غير الفيس بوك إسمها "ماي بليس" و هاي فايف بس الفيس بوك بيعرف يسوق نفسه كويس و يعرف يشد "المشاهد". أنا بصراحة ما شوفتش لقاء أو إعلان على التليفزيون للفيس بوك قبل كدا, لكن الواضح إن الدكتورة شافت. ولا كنت أعرف إن الفيس بوك ممكن أتفرج عليه من غير ما أشترك فيه, لكن برده نقول, وفوق كل ذي علم عليم. و أكملت الدكتورة قائلة: أنا في أوائل ما طلع الفيس بوك في مصر إشتركت "من باب العلم بالشيء" و ما كررتهاش تاني, وكل ما أفتح الإيميل بتاعي, ألاقي إنفيتيشن منهم بتقول: خشي على الفيس بوك, فيه ناس عاوزينك. وهنا رجعنا تاني لأدوار نادية الجندي و خالتي بتسلم عليكي و الجو ده, مش عارف ليه الدكتورة كانت فاهمة إن فيه ناس كانوا قاعدين يبعتولها الإيميلات دي, وما أخدتش بالها إنها كانت رسائل مميكنة من الإشتراك الخاص بيها عشان ينبهها إذا حد كتب على الوول بتاعها, أو بعتلها رسالة خاصة و إن الهدف منها التنبيه للرد على أصدقاءها. و بعد أن ذكرت الضيفة أهمية الإعلانات للفيس بوك, أتحفتنا المذيعة قائلة: و أي شخص مننا بيفرح إنو يلاقي حد على الفيس بوك يقولو: تعالى زورني, تعالى شوف فيه إيه, فبيحس بأهميته, فبالتالي بيدخل و بيفشي بأسراره. بصراحة إنتابني إحساس غريب بالإضطهاد, و إن أصحابي طول العمر ده بيبعتوا حجات على الوول بتاعهم و أنا إللي بادخل عندهم أعلق عليها, و هم ما عمرهمش قالولي تعالى عندنا, على العموم هشوف الموضوع ده بعدين و صبرهم, عمري ما هدخل عندهم تاني, و إللي مش عاجبه يخبط دماغه في الحيط. و بعد كلمتين مقتضبتين عن تأثير الفيس بوك الإجتماعي, صرحت الدكتورة قائلة: الحقيقة, الفيس بوك, أنا زعلانة منه جدا, و مش مبسوطة على الإطلاق. إخص عليك يا فيس بوك يا وحش, كدا؟ كد تزعل الدكتورة منك؟ لأ بجد أنا كمان زعلان منك جدا, لكن إنت عملت إيه للأبلة؟ قصدي الدكتورة؟ حاولت تخيل السبب المنطقي وراء هذا الإنزعاج, و لكن لم يمهلني القدر. وهنا كانت القنبلة التي ألقتها مذيعتنا الحسناء: أنا عمري ما دخلت, يعني أنا ما حبيتهوش ومن إللي باسمعه, لكن في الحقيقة إن أنا من الناس إللي أساسا ما فكرتش في يوم من الأيام إني أدخل عليه من إللي باسمعه. لا حول ولا قوة إلا بالله, على الرغم من أني قد إستشففت هذة المعلومة مسبقا من الحوار, و لكن من أين لكي هذة الجرأة أن تقيمي حوارا كاملا من منبر برنامج مصر النهاردة, و الذي يتمتع بشعبية عريضة, و تنبري لتقييم "شيء" لم تريه من قبل؟ هل هذا هو ما وصل له إعلامنا حاليا؟ وهل هكذا جهل يصرح به على الملأ؟ و إذا كنتي قد إستضفتي مغنيا أو راقصة, هل كانت ستتأتى لكي الشجاعة ألا تراجعي تاريخه كاملا قبل اللقاء؟ و إذا لم تفعلي هل كنتي لتصرحي بهذا؟ ولا عشان الفيس بوك غلبان و مالوش ضهر هتعملي فيه كدا؟ وعودة إلى الضيف الثاني, الدكتور خبير الشبكات "على الرغم من أن معلوماتي تؤكد أنه صاحب شركة دعاية" والذي توسمت فيه أن يكون كلامه أكثر منطقية و عقلانية من "الهذي" الذي سبق على يد الأختين, بالذات و قد أستشففت إلتزامه الديني من السبحة المربوطة في يديه, و بدأ الدكتور بكلام "زي الفل" ولا غبار عليه, فما لبث إلا أن إستوقفني قائلا "وطبعا هي كان من أضرارها إن ياللا نعمل إضراب, لإن الناس كلها عاوزة تعمل إضراب, ومش فاهمة عاوزة تعمل إضراب ليه" متحدثا عن المجموعات على الفيس بوك. طبعا مشهد مسرحية المتزوجون "نط" في دماغي: إلا إنت ليك في السياسة يا واد يا مزيكة؟ إلا ليا في السياسة, أنا الشعب بصراحة مش عارف أعلق أقول إيه, في الحتة دي بالذات أنا سايب التعليقات للقراء الأفاضل, عاوز أعرف تحبوا تقولوله إيه. وعودة للمذيعة, و الضيف الدكتور, مؤلف كتاب الفيس بوك عدو و لا صديق, على غرار "مين هناك" و جو شيخ البلد إياه, أضافت المذيعة أنها: إستقبلت شكاوى كثيرة من بنات إبتدوا يبقوا مفتوحين قوي "والله هي قالت كدا نصا" و إبتدوا يبعتوا صورهم و أستغلت صورهم في أشياء كثيرة ضدهم و ضد أخلاقنا طبعا. فعلا, الفيس بوك "غرر" ببنات كتير, و العيال إللي عملوا الفيس بوك دول غلطانين, لازم كانو يقولوا للناس من الأول, إللي هيحط صوره على الفيس بوك, ياخد باله إنه حاططها على الإنترنت, لكن لو حطيتي صورك على منتدى أو مدونة أو خلافة ما فيش مشكلة إن شاء الله, و ما فيش حد هيعرف ينقلها ببساطة زي الفيس بوك. طبعا لم يكتفي الضيف بما قال و أضاف قائلا عن الفيس بوك : هو بقى مليان مساويء, بقى كل و احد من حقه زي ما حضرتك قولتي إللي عاوز يعمل حاجة بيعملها, بلا ضوابط, و أكمل بضرب الأمثلة عن الإستخدامات السيئة للفيس بوك, و إثارة الفتن عن طريقه, و نشر الصور المركبة, و إنتحال الشخصيات وأضاف بنشر الفيروسات و غيرها, بل و حمله أيضا مسؤولية فتنة مباراة مصر و الجزائر قائلا أنه كان أساس الفتنة. طيب سؤال و النبي يا بيه, هو إنت ما شوفتش الإعلاميين "لو صحت هذة الصفة عليهم" عندنا عملوا إيه أيام المباراة, ما شوفتش واحد فيهم بيشير بإصبعه إشارة قمة في البذاءة على الهواء؟ أما بالنسبة لباقي المساويء , هو الكلام ده ظهر بعد الفيس بوك؟ و لا كان من التسعينيات على المنتديات و غيرها؟ طبعا الدكتور حمل كلامه على الفيس بوك, فهو مؤلف كتاب الفيس بوك عدو و لا صديق, فالدنيا عنده بذأت بالفيس بوك, و غالبا ستنتهي عنده. و تبعا كانت إضافة الدكتورة الضيفة لموضوع المتحرشين جنسيا بالأطفال و تواجدهم على الفيس بوك, و كيف أنهم يستقطبون الأطفال الصغار من الفيس بوك, و أضافت المذيعة: و سرقة الأموال, فأضاف الضيف الدكتور: و غسيل الأموال. بصراحة كنت مستني الباقي, أزمة المرور و التعليم و المجاري و العشوائيات و نواب الفضائح و العلاج على نفقة الدولة وغيرها, لكن للأسف أوقفت مذيعتنا الحوار بأننا يجب أن نقف وقفة أمام هذا الفيس بوك, و أضاف ضيفنا الدكتور بوجوب عمل لجان من دكاترة في علم الإجتماع "وعندها نظر للضيفة الدكتورة نظرة معناها ما تخافيش هنجيبك معانا" و من وزارات الداخلية و العدل وتخرج هذة اللجان بالوصايا العشر للأسرة المصرية لاستخدام الفيس بوك. لجان؟ هو الفيس بوك كمان يا دكتور عاوز لجان؟ إنت أكيد بتهزر معانا كمشاهدين مش عارفين عاوزين يعملوا إضراب ليه, فقولت أديلهم سبب يعملوا عشانه إضراب, صح؟ و طيب ليه وصايا عشر يا دكتور؟ ليه مش تسعة, ليه مش إثنى عشر؟ هو إنت عاددهم و لا إيه؟ ولا هم موجودين في كتابك؟ و هنعمل اللجان دي كلها و في النهاية هتطلع كدا كدا الوصايا موجودة مسبقا؟ طيب من سيرأس هذة اللجان؟ أنا رأيي قعدة و احدة مع عم أحمد حارس العقار عندنا, و هيكون مؤهل جدا لهذة المسؤولية الضخمة. و أضافت الدكتورة الضيفة: محتاجين دورة تدريبية للآباء, فعلق الدكتور الضيف: مش عيب. سؤالي للثلاثة بصراحة: مين إللي محتاج دورة تدريبية من وجهة نظركم يا جماعة؟ في إعداد البرامج و في الحوار المحايد و في تقدير ذكاء المشاهد, و في أمانة نقل المعلومة و في "عدم الإفتاء" بما ليس لنا به علم, و في إنتقاء الكلام. هدانا الله و إياكم و للحديث بقية.