مع بدء المحكمة الإسرائيلية العليا اليوم جلسات استماع بشأن القيود المستمرة المفروضة على كاشف أسرار النووي الإسرائيلي موردخاي فعنونو منذ الإفراج عنه من السجن قبل أكثر من ست سنوات ، أكدت منظمة العفو الدولية مجددا على موقفها بأن هذه القيود تعسفية ويتعين إلغاؤها ومن المقرر أن تستعرض المحكمة العليا، التي تنعقد بصفتها أعلى محكمة قضائية، التماسا تقدم به محامون بالنيابة عن موردخاي فعنونو يطالبون فيه السلطات الإسرائيلية بإلغاء القيود المفروضة عليه ، والتي تتضمن حظرا على مغادرة إسرائيل وعلى الاتصال بالأجانب، وهذه هي المرة الخامسة التي يتقدم بها بطلب من هذا القبيل إلى المحكمة العليا ، حيث لم يحقق أي من الالتماسات السابقة غرضه وكان موردخاي فعنونو، وهو فني سابق كان يعمل في المفاعل النووي الإسرائيلي القريب من بلدة ديمونا جنوبي إسرائيل ، قد كشف في عام 1986 تفاصيل تتعلق بالترسانة النووية الإسرائيلية لصحيفة تصدر في المملكة المتحدة، واختطفه عملاء الموساد في إيطاليا في 30 سبتمبر 1986 ونقلوه إلى إسرائيل سراً ، حيث حوكم وصدر بحقه حكم بالسجن لمدة 18 عاما بتهم الخيانة والتجسس ، وقضى السنوات الإحدى عشر الأولى منها في الحبس الانفرادي ومنذ الإفراج عنه من السجن في أبريل 2004 ، خضع موردخاي فعنونو لمراقبة الشرطة بموجب شروط أمر عسكري شديد الفظاظة ظل يجدّد كل ستة أشهر، وبحسب هذا الأمر يحُظر عليه مغادرة البلد أو زيارة سفارات أجنبية ، وعلى نحو أكثر شمول الاتصال بأي أجانب ، بما في ذلك الصحفيون ، ويتعين عليه إبلاغ السلطات إذا ما رغب في تغيير عنوانه وتعتبر منظمة العفو الدولية القيود المفروضة عليه تعسفية ومخالفة للقانون الدولي ، ولاسيما العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والإسرائيلية ، الذي صادقت إسرائيل عليه ، كما دعت السلطات الإسرائيلية على نحو متكرر إلى السماح له بمغادرة البلد إذا ما كان راغباً في ذلك ، وبممارسة حقوقه في حرية التنقل والاجتماع بالآخرين وفي حرية التعبير أثناء وجوده في إسرائيل ، وتعني القيود المفروضة على موردخاي فعنونو عدم قدرته على الانتقال إلى الوليات المتحدةالأمريكية ليعيش مع الأسرة التي تبنته ، ما يسلط ضغوطا شديدة على صحته العقلية والنفسية وهي ليست قيودا مفروضة بناء على عفو مشروط نظرا لأنه قد قضى كامل مدة حكمه البالغة 18 عام ، ويدعي المسئولون الإسرائيليون أن القيود المفروضة على حرية موردخاي فعنونو ضرورية لمنعه من إفشاء المزيد من الأسرار المتعلقة ببرنامج إسرائيل النووي ، وقد أعلن على نحو متكرر أنه قد كشف عن كل ما يعرفه عن ترسانة إسرائيل النووية منذ عام 1986 وأنه ليست لديه أية معلومات جديدة ، كما أشار، ومعه محاموه ، إلى أن المعلومات التي كانت لديه عندما سُحن قبل 20 عاما قد أصبحت متداولة في العلن منذ زمن طويل وغدت عتيقة ، وفي وقت سابق من الشهر الحالي ، أعلنت الرابطة الدولية لحقوق الإنسان ، التي تتخذ من برلين مقرا لها ، أنها سوف تمنح جائزتها المتمثلة في ميدالية كارل فون أوسييتزكي لسنة 2010 إلى موردخاي فعنونو، وإذا ما بقيت القيود المفروضة عليه على حالها ، فلن يتمكن من السفر لحضور حفل تسليمه الجائزة المقرر تنظيمه في برلين في 12 ديسمبر 2010 وقد أدين موردخاي فعنونو في 30 أبريل 2007 بخرق القيود المفروضة عليه بذريعة التحدث إلى أجانب وحكم عليه بالسجن ستة أشهر خفّضت بعد استئناف الحكم إلى ثلاثة أشهر وقبض عليه وأعيد إلى السجن في 23 مايو 2010 ، وظل محتجزا في الحبس الانفرادي في وحدة خاصة بالسجناء الخطيرين في سجن أيالون ، رغم أنه لم يكن يشكل أي تهديد حقيقي ، واعتبرت منظمة العفو الدولية موردخاي فعنونو أثناء فترة حبسه هذه سجين رأي ودعت بالتالي إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عنه ، وأفرج عنه من السجن في 8 أغسطس 2010 ، بعد 11 أسبوعا من الحبس الانفرادي ، ولكن القيود ما برحت مفروضة عليه.