اثبتت التنقيبات الاثرية بأن السومريون هم أول من اكتشفوا الكتابة الحروفية ( بالحرف المسماري ) ، في بواكير الألف الثالث ق.م. وبأن حكام مدينة اوما في الالف الثالث ق.م.، في عصر فجر السلالات السومرية ، وقبل ان يتسلموا مناصبهم الجديدة يعملون بصفة كتبة ، وهو تقليد فريد من نوعه يعكس علو منزلة الكاتب عند ابناء بلاد الرافدين. كما لُقب بعض الحكام بألقاب الكاتب ، مثلا حاكم مدينة أشنونا اشو-ايليا من سلالة اور الثالثة بحدود (2028-2004) عام قبل الميلاد لقب ب (توب سار) اي الكاتب. وكان من بين التماثيل الاولى التي اكتشفت للكاتب السومري هو تمثال ( دودو ) الذي يعود إلى عام 2400 ق.م. وفي العصر الآشوري الحديث ، كان الكاتب هو الشخص الثالث في اي تنظيم اداري للدولة او القصر او المعبد وفي ضوء ذلك نترك للمتلقي المقارنة في المنزلة بين الكاتب الرافدي والفرعوني. كان المصريون القدماء يحتاجون للكتبة لإدارة الاقتصاد وفرض الثقافة الرسمية، وكانت مهنة الكتابة تتصف بالمشقة الشديدة، لكن المكانة الاجتماعية الكبيرة التي يحظى بها الكاتب المصرى القديم كانت تستحق بذل الجهد من أجل اكتساب المهنة، إلى درجة دخول بعض الكتاب، مثل إيموحتب في مصاف الآلهة. وهناك حقائق تاريخية ثابتة تؤكد أصالة مهنة الكاتب المصرى، فهو من أوائل من أمسك بالقلم الذي صنعه من غاب النيل، واستخدم ورق البردى الذي ينمو على شواطئ نهر نيل وصنع حبره من نبات «النيلة» ليخط به روائعه وإبداعاته وإنجازات حضارته الشامخة التي قدمت نموذجًا رائعا من العلم والثقافة والفن والإبداع الراقى للبشرية كلها. ووثق الفنان المصري القديم أهمية هذه المهنة في تمثال يمثل الكاتب المصري أو الكاتب الجالس، الذى تم العثور عليه فى منطقة آثار سقارة، يعود لعصر الدولة القديمة، الأسرة الفرعونية الخامسة ، ومصنوع من الحجر الجيرى الملون، والعين من حجر (الكالسيت) البلوري، والنحاس، ويبلغ ارتفاع التمثال 51 سم، ويوجد فى المتحف المصرى الاثاري حاليا.
