الزمان المصرى:دنا حمدى: انحاز عدد من ممثلى شباب الثورة إلى وضع الدستور أولا قبل إجراء الانتخابات البرلمانية، بخلاف ما أسفرت عنه نتائج الإستفتاء الأخير والذي خرج يؤكد أن 77% راضون بتعديلات الدستور الحالية، على أن يتم تغيير الدستور برمته في ظل البرلمان المصري الجديد . جاء ذلك في ندوة "التواصل الاجتماعي والتغيير" التى أدارها د.جورج اسحق - أحد مؤسسي حركة كفاية - مساء أمس وشارك فيها طارق الخولى المتحدث الإعلامي بحركة 6 إبريل، خالد تليمة عضو مكتب ائتلاف الثورة، المخرجة هالة جلال، والمخرجة شيرين طلعت . اجمع المشاركون على أن الإنترنت لعب دور الإعلام البديل فى الثورة وسيظل كذلك حتى يحرر الإعلام المصرى، كما اتفق المشاركون على وجود احتقان طائفى فى مصر، لا يجب إغفاله وأن التعامل معه لن يكون مجديا إلا بالتعامل القانونى وبإطلاق حزمة القوانين التى تساوى بين المصريين ولا تفرق بينهم بسبب الدين، منها قانون موحد للعبادات. وكشف المشاركون في الندوة على أن غباء النظام السابق ساهم في إنجاح الثورة عندما حذر المواطنين من النزول للشارع أو الاستجابة لدعاة التظاهر. وقال الناشط السياسى وأحد مؤسسى حركة كفاية د. جورج اسحق أن نظام مبارك سقط ولكن الدولة قائمة، مؤكدا أن جميع مظاهرات حركة كفاية لم تكن تحصل على إذن أمني مسبق منذ انطلعت في 2004، وكانت تعتمد على حق التظاهر الدستوري. وأشار إسحق لبعض أسباب الغضب الشعبي منها نماذج كحوادث غرق العبارة، ثم حوادث القطارات، ثم حريق مسرح بنى سويف، وتزوير انتخابات المحليات، ومجلس الشورى، ومجلس الشعب، وتم هذا التزوير بشكل فج ومستفز وأخيرا جاءت أحداث كنيسة القديسين. وعن الفتنة الطائفية أشار إلى انه غير راض عن تعبيرات عنصرى الأمة أو قطبى الأمة وقال أن هذه التعبيرات يجب أن تذهب إلى مزبلة التاريخ فأنا لا اعلم غير كلمة المواطن والمواطنة، وأكد على ضرورة وجود قانون موحد للعبادات. وقالت هالة جلال مخرجة الأفلام التسجيلية والناشطة السياسية أن موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أوجد منتدى للحوار وفرصة للتخاطب وتبادل الآراء فى ظل قمع السلطة ومنعها لأي حوار ضدها واعتبار الرئيس السابق مقدس ولا يجوز الاقتراب منه، أما التليفزيون المصرى فكان يستخف بعقول المشاهدين. وقال طارق الخولى المتحدث الإعلامي بحركة 6 إبريل أن اخطر مراحل الثورة كانت الخطاب الثانى لحسنى مبارك، فقد تعاطفت الناس معه وبدأ المتظاهرون ينصرفون من الميدان، ثم جاءت موقعة الجمل وكانت بمثابة الفرج لنا. وبدأ الجميع العودة للميدان مرة أخرى، وعن مسألة الفتنة الطائفية قال أن الأمن لم يستطع أن يثيرها وقت الثورة ولكن الآن يفعل ذلك، أما بناء الدولة فيجب أولا وضع دستور ثم الانتخابات الرئاسية ثم البرلمانية وأضاف الخولى أن النظام الرئاسى هو الأنسب لهذه الفترة. حدد خالد تليمة الأسباب الرئيسية لثورة 25 يناير وهى: أن 40 % من المصريين يقعون تحت خط الفقر، و الإهدار الممنهج لكرامة المصريين يوميا فى أقسام الشرطة، ودور الثورة التونسية فى إيصال رسالة مفادها أن لا شىء مستحيل . يضيف: ما حدث فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية أكد إننا أمام مشروعين مختلفين، الأول مشروع يريد أن يعود بنا الى الوراء على رأسه السلفيين والإخوان، على حد قوله. أما المشروع الثانى يبحث عن دولة مدنية ، ويجب أن نسأل أنفسنا ما المطلوب من القوى المدنية والسياسية فى مصر فى الفترة القادمة حتى لا يسيطر الإخوان على 90% من البرلمان . كما أكد تليمة أن شباب الإئتلاف لن يذهب للحوار الوطني الذى دعى إليه المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى مسرح الجلاء بمصر الجديدة قبل وضع أجندة واضحة، مؤكدا أن المعركة القادمة تحقيق شعار "الدستور أولا"، منتقدا قانون الأحزاب الذي يعوق دورها وصدق عليه المجلس العسكري، كما انتقد مثول عدد كبير من المعتقلين الشباب أمام محاكم عسكرية .