على خلفية الأوضاع الاستثنائية التي فرضها وباء كورونا، اتجه العالم إلى العمل عن بُعد من خلال الاتصالات بتقنية الفيديو، حتى أصبح التطبيق الأهم لمشاهير وقادة العالم، ولضمان مواصلة العمل، يتم تنفيذ عدد من الأنشطة في شكل تبادل افتراضي. «زووم» هو برنامج يختص بمكالمات الفيديو، حيث يستضيف أحد المتصلين المكالمة ويملك كامل الصلاحيات ضمنها، ويناسب هذا البرنامج لقاءات العمل الجماعية التي تحوي مضيفاً ومشاركين معه في اللقاء، ويمكن لكلٍّ منهم أن يشارك صورة الشاشة الخاصة به في أي وقت ممكن.يتيح لنا تطبيق زووم الوصول إلى جميع إعدادات الأمان في نافذة واحدة، حيث تظهر كل الإعدادات لمضيف الاجتماع في مكان واحد يسهل الوصول إليه، وتحتوي على إعدادات لكل المشاركين أثناء الاجتماع، إضافة إلى علامات مائية ولقطات شاسعة وحفظ تسجيل صوتي للاجتماع.. وغيرها. كما يُتيح لنا تطبيق زووم أيضاً بعض الإعدادات، التي تفعل بشكل افتراضي لمنع الهجمات غير المتوقعة على غرف الاجتماعات التي عُرفت بهجوم (zoom meeting)، وذلك من خلال إنشاء كلمة مرور الاجتماع، وميزة (meeting room) التي تتطلب موافقة المضيف، حتى يتمكن المدعو من الانضمام لمكالمة الجماعية. إن أصحاب الحسابات في تطبيق المؤتمرات سيتمكنون من تحديد المناطق التي تمر عبرها بياناتهم خلال محادثاتهم، وشريط أدوات متاح للجميع لوصول سهل إلى ميزات مثل إغلاق المحادثات في وجه الغرباء، وجعل كلمة المرور للمشاركة في الاجتماع المرئي من ضمن الإعدادات المبدئية. إن جزءاً من موافقته على الانضمام إلى فريق العمل، يرجع إلى مدى أهمية «زووم» بالنسبة إلى كثيرين خلال فترة الحجر الصحي. تلقت «زووم» قبولاً للاجتماعات المرئية، وعدداً من الخصائص الجديدة، التي تهدف إلى وضع حد للانتقادات التي تطاله فيما يتعلق بالحماية والخصوصية، مع تهافت المستخدمين على المنصة بشكل هائل بعد إجراءات الإغلاق في العالم بسبب فيروس كورونا. في إطار سلسلة الندوات الافتراضية، التي تفتح فضاءات جديدة للنقاش والتدريب على المنصة الإلكترونية، بهدف تعزيز تدفق المعلومات وقدرات منظمات المجتمع المدني، نظراً للإجراءات المتخذة في مقاومة وباء كورونا. إن اللقاء العلمي ضمن سلسة الندوات الافتراضية، استجابة للحاجة المُلِّحة للدراسات البحثية والتطبيقية الداعمة لمواجهة وباء كورونا وآثاره السلبية على المجتمع، يؤكد على أهمية إجراء أبحاث ذات حداثة ورؤى إبداعية في جميع المجالات ليكون لها دور حاسم في دعم المجتمع العلمى. وتحيط فعاليات الندوة الافتراضية العديد من الموضوعات ذات الثقل البحثى والعمق الإبداعي والتخصصات المتعددة، حيث يهتم المجمع بدعم التفاعل بين التخصصات المختلفة التي تفتح آفاقًا جديدة ومتميزة للتعاون المثمر. والجدير بالذكر أن هذه الندوات الافتراضية تهدف إلى استعراض الأبحاث الجارية، التي يقوم بها الأساتذة والجهات البحثية، وكذلك عرض لأهم التوجهات البحثية المستقبلية ذات المخرجات الأوليَّة، بما يحقق التعاون المثمر مع الجهات والجامعات المختلفة في المستقبل. وعلى الرغم من الحضور الافتراضي الذي فرضته ظروف كورونا، إلا أن تلك البرمجيات تخلو من وجود سلبيات ومشكلات تقنية، إضافة إلى ما تفتقده معها من حرارة اللقاء المباشر. وبالرغم من أن للحضور الاعتيادي حسناته، التي لا ننكرها، ويصعب الاستغناء عنه حين يجتمع أصحاب الاهتمام الواحد وجهاً لوجه. وفي المحصِّلة، فإن ثقافة (زووم) لا تعد بديلاً عن المؤتمرات والندوات، ولكنها رديف لا غنى عنه، فلا صوت يعلو على صوت زووم، لأنه تطبيق الاتصال عبر الفيديو والإنترنت الأكثر نشاطاً مع ما نعيشه من عزلة وقائيَّة، والذي يضعنا أمام موائد الثقافة والمعرفة. *كاتب المقال