تكرس السبت السقوط النهائي لهدنة عيد الأضحى في سوريا، مع عودة العنف الى وتيرته السابقة واستئناف القصف الجوي لمواقع المعارضة المسلحة، وسط انسداد الافق السياسي بشكل شبه كامل. وحتى مساء السبت، ثاني أيام الاضحى والمفترض أن يكون ثاني ايام الهدنة، كان عدد الضحايا قد بلغ في مختلف انحاء سوريا 78 قتيلا هم 50 مدنيا وثمانية مقاتلين معارضين و20 جنديا نظاميا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي لفت الى معارك عنيفة وقعت الجمعة بين مجموعات كردية والمعارضة السورية المسلحة في حلب ادت الى مقتل ثلاثين شخصا على الاقل. وكان عدد القتلى بلغ الجمعة أول أيام الأضحى 146 قتيلا. وانفجرت السبت في مدينة دير الزور، شرق سوريا، سيارة مفخخة ما ادى الى مقتل خمسة اشخاص حسب المرصد السوري، في حين اكد التفزيون السوري الرسمي ان الانفجار "اعتداء ارهابي" استهدف كنيسة. وقال المرصد في بيان مقتضب تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه "استشهد خمسة مواطنين على الاقل اثر انفجار سيارة مفخخة قرب مطعم ليلتي في الشارع العام بمدينة دير الزور". واتهمت قيادة الجيش السوري السبت المعارضة المسلحة بارتكاب "انتهاكات متزايدة" لوقف اطلاق النار، واكدت عزمها على "مواصلة التصدي للمجموعات الارهابية المسلحة". وجاء في بيان صادر عن قيادة الجيش السوري، معددا الخروقات التي يتهم المعارضة بارتكابها، ان قيادة الجيش "تواصل رصدها لما تقوم به المجموعات الارهابية المسلحة من انتهاكات متزايدة لوقف اطلاق النار (...) وتؤكد تصميمها على مواصلة التصدي بحزم لهذه الاعمال الاجرامية التي ترتكبها المجموعات الارهابية المسلحة بحق الوطن والمواطنين". ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) البيان تحت عنوان "المجموعات الارهابية المسلحة تواصل خرقها الفاضح لوقف العمليات العسكرية في ريف دمشق وحماه وحلب وادلب ودرعا ودير الزور". في المقابل اعلن رئيس المجلس العسكري للمعارضة في حلب، كبرى مدن شمال سوريا، لوكالة فرانس برس السبت ان الهدنة التي اعلنت في سوريا بمبادرة من المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي "ولدت ميتة" و"فشلت". وقال العقيد المنشق عن الجيش السوري النظامي عبد الجبار العكيدي "اي هدنة؟ الهدنة كذبة، النظام مجرم، كيف يمكنه احترام هدنة؟ هذا فشل للابراهيمي، مبادرته ولدت ميتة".