ولا جالت بعقلي أفكار الندم.. يا جنة في ذاكرتي لم يعد يمحيك هذا العدم.. لقد صدقت الرؤيا وجل فيها الحلم.. مضى الليل بين كفي الدجى وبريق سحر النجم.. وبان في الصبح نور يقشع الظلام والعتم.. مَنْ يصدق سارية تكسر ويبقى في العلياءٍ يرف العلم.. اشقاء لنا دفعوا مليارات النقود.. واجتمعوا على قتلنا خارج الحدود.. وراحت بنا الايام تنزف انهار دم.. آه من ليلك المؤرق ذاك الذي لا أحد فيه ينم.. كلميني يا إبنت المُشرق : عن دسائس ذاك الذي حاكها ،هل من الغدر سلم..؟ تلك معايير اعدت للنساء ثدي ينطلي وطفل ينفطم.. كُفي عن العتاب يا جناة الضيم نحن مازلنا نعيش الوهم.. وقلوب قد بلغت حَدَ الحناجر.. وما رضينا لذلك الصرح ان ينهدم.. ألا تنظري ماحل بالبلاد واهلها.. وطافت يد التخريب هائلة كأنها حكمت علينا بالرجم.. كل شيء نحبه فيه حتى لو كانت عيونك فحباً لهن وحبك محتدم… لا تسألي أين كنا ..؟ وأين منا كان عشق ذاك الماضي المنصرم.. لحبك ياجنة الدنيا فرشت الارض بساطا من زهور وورد كان يزهو بها جبل أشم.. فسلمي على من فقد الهوى ومدت له ألأوتار تعزف حزناً بالنغم.. اكتبي بصفحة أيامك عشنا حباً بقلب وخيال طفل يتم.. واذكريني اينما حللتِ بموطنٍ ذكرى حبيب لحبيب مُلم.. ثم عودي لديار الصبا وتذكري كيف كنا في عالم البرأةٍ والعلم الذي كان وما زال هو الاعم.. كم لهونا على مقاعد علم وفن بهما روينا الاهم .. وربينا بين توبيخ وزجر إستاذ يعلمنا كيف للافواه يكون الجم.. فيا حبيبة الامس مازلتي حبيبة اليوم وغداً فيه الحسم..