بينما يسعى مقاتلو الجيش الحر بكل الوسائل للسيطرة على عتاد عسكري يملكه الجيش السوري أياً كان نوعه، يركز هؤلاء المقاتلون في الآونة الأخيرة سعيهم للحصول على أسلحة صاروخية بأي ثمن من الأثمان بعد عجز الدول الغربية والإقليمية الداعمة لهم، لكن مصدرا عسكريا سوريا قال ل 'القدس العربي' ان كل مساعي الحصول على صواريخ من قوات الدفاع الجوي التابعة للجيش السوري لا قيمة لها، موضحاً أن المنظومات الإلكترونية لدى القوات السورية تستطيع إبطال مفعول (منع إطلاق) الكثير من الصواريخ مباشرة عبر تغيير شيفرات (كود) الإطلاق، كما لفت إلى أن جزءا كبيرا من الصواريخ السورية توجد بمكان ومنصات إطلاقها في مكان آخر وبالتالي السيطرة عليها دون منصات الإطلاق (البطاريات) سيكون بلا جدوى إلى حين استعادة الجيش السوري لهذه الصواريخ في حال جرت السيطرة عليها من قبل مقاتلي المعارضة. وقال خبراء عسكريون ل'القدس العربي' أيضاً أن مسلحي الجيش السوري تمكنوا من السيطرة على صواريخ قصيرة المدى لا تتجاوز 50 كم من إحدى كتائب الدفاع الجوي بريف حلب من نوع 'فولغا' و'بيتشورا' لكن المسلحين لم يستطيعوا إطلاق أي منها وأن الجيش السوري استطاع استعادتها. لكن مقاتلي المعارضة استطاعوا السيطرة على صواريخ من نوع كوبرا التي لا يتعدى مداها عدة كيلو مترات منذ فترة غير بعيدة، كما أن إمداداً جاءهم من دول إقليمية إذ حصلوا على صواريخ من نوع كوبرا. جاء ذلك في الوقت الذي اعلن مسؤول رفيع المستوى في الجيش السوري الحر الاربعاء عن مساع لاعادة هيكلة هذا التنظيم المسلح المعارض بهدف تجاوز الخلافات الداخلية ومواجهة تزايد الجماعات التي تعمل بشكل مستقل، في وقت واصلت القوات النظامية الاربعاء هجماتها على المقاتلين المناهضين للنظام وخصوصا في حلب. وقالت مصادر بالمعارضة السورية ان مقاتليها الذين يحاصرون مطارا عسكريا قرب الحدود مع العراق خاضوا قتالا عنيفا الاربعاء في حين قال معارضون في شمال البلاد انهم أسقطوا طائرة مقاتلة. ويفرض مقاتلو الجيش السوري الحر حصارا على مطار حمدان بمدينة البوكمال عند الحدود الشرقية للبلاد في محافظة دير الزور منذ ثلاثة أيام. ومع دخول الازمة شهرها الثامن عشر في منتصف ايلول (سبتمبر)، تستمر اعمال العنف في سورية حيث قتل الاربعاء 90 شخصا هم 64 مدنيا و12 جنديا نظاميا و14 مقاتلا مناهضا للنظام، وفقا للمرصد السوري لحقوق الانسان. وقتل في حلب (شمال) وحدها 32 شخصا بينهم سبعة اطفال في غارات جوية وقصف مدفعي للقوات النظامية على احياء فيها، بينما استمرت المعارك للسيطرة على مطار في البوكمال في دير الزور (شرق) حيث قتل 14 شخصا، وتعرضت مناطق اخرى من البلاد الى القصف وشهدت اشتباكات بين الطرفين. في هذا الوقت، قال قائد المجلس العسكري الثوري الاعلى في الجيش السوري الحر العميد الركن مصطفى الشيخ لوكالة فرانس برس ان هذا التجمع من المقاتلين المناهضين للنظام سيحمل اسما جديدا هو 'الجيش الوطني السوري'. وذكر ان تسمية اللواء الركن محمد حسين الحاج علي الذي يحمل اعلى رتبة في الجيش السوري الحر، في منصب 'القائد العام للمؤسسة'، ستعلن 'ان شاء الله خلال عشرة ايام الى جانب التسميات كلها'. ومن بين الاصلاحات التي ينوي قادة الجيش الحر ادخالها عليه 'توحيد الصفوف وتوحيد منافذ الدعم، وهذا امر مهم جدا ان تكون موحدة لكي لا تصير هناك ميليشيات وهذا خطير'. واوضح الشيخ ان 'العديد من المجموعات تقول انها جيش حر لكنها تعمل على حسابها'، مشيرا الى ان اعادة الهيكلة 'نقلة نوعية'، في ظل تردد المجتمع الدولي في 'تزويدنا بأسلحة نوعية بحجة ان لا وجود لمؤسسة'. وعلى الصعيد السياسي، اعتبر الرئيس المصري محمد مرسي ان النظام السوري 'لن يدوم طويلا'، واتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان هذا النظام بأنه اصبح 'دولة ارهابية'، بينما اعلنت الصين انها تدعم 'انتقالا سياسيا' في سورية وانها 'ليست منحازة لاي فرد او طرف'. وقال مرسي في مستهل اجتماع لوزراء الخارجية العرب في القاهرة انه 'ما زالت هناك فرصة لحقن الدماء ولا مكان للمزايدة، والنظام في سورية لن يدوم طويلا'. ودعا الرئيس المصري الى 'تكثيف العمل لوضع حد للمأساة في سورية في إطار عربي مشترك وبدعم دولي يحافظ على التراب السوري'. كما اكد ان مصر تقف مع الشعب السوري حتى ينال ما يريد من تقرير مصيره واختيار قادته ونقل البلاد الى التغيير المنشود، مشيرا الى ان القاهرة 'قررت معاملة الطلاب السوريين المقيمين في مصر معاملة الطلاب المصريين لهذا العام'. واكد مرسي ان 'مصر لن تقبل تدخلا في شؤون دولة عربية شقيقة ونهوض الامة العربية مرهون بحل كافة قضاياها المصيرية وتأتي في مقدمتها القضية الفلسطينية التي تحتاج لحل سياسي حقيقي ينهي كافة مظاهر الاحتلال للاراضي الفلسطينية والعربية'. وشدد الرئيس المصري على ان بلاده 'ستظل تدعم اي تحرك يدعم وحدة الصف الفلسطيني وتحرير اراضيه'. الى ذلك حجبت إدارتا 'عرب سات' و'نايل سات'، الأربعاء، بث القنوات الفضائية السورية، فيما أدانت وزارة الإعلام السورية الأمر واعتبرته انحيازاً مباشراً للمشروع المعادي لسورية. وتوقف بث القنوات السورية 'الفضائية السورية' و'الإخبارية' و'الدنيا'، بعد حجبها عن القمرَين الصناعيين 'عرب سات' و'نايل سات'. وفي السياق، أدانت وزارة الإعلام السورية في بيان، توقيف بث القنوات السورية على 'عرب سات' و'نايل سات' واعتبرته انحيازاً مباشراً للمشروع المعادي لسورية. وقالت إنه 'في إطار الحملة التي تستهدف سورية، قامت شركة 'نايل سات' للبث الفضائي بإيقاف بث القنوات السورية في إجراء أحادي يخالف شروط العقد المبرم مع الشركة المذكورة وينتهك مواثيق الشرف الإعلامي'. وأضافت الوزارة أنها 'إذ تدين هذا الانتهاك وتعتبره دليلاً مباشراً على انحياز القائمين عليه الى جانب المشروع المعادي لسورية دولة وشعباً وسلوكاً يندرج في إطار خدمة المشروع الصهيوني، فإنها تدعو الشركة إياها إلى الرجوع عن هذا السلوك واتباع الأصول القانونية والمتعارف عليها في مثل هذه الأحوال'. يذكر أن مجلس وزراء الخارجية العرب طلب في 2 حزيران (يونيو) الماضي من إدارتي 'عرب سات' و'نايل سات' وقف بث القنوات الفضائية السورية الرسمية وغير الرسمية.