الأول على العراق في الفرع العلمي الاحيائي بمعدل98.86٪ في ثانوية الطف المختلطة في ناحية قلعة سكر/محافظة ذي قار التي تبعد عن مسكنه 18 كيلوا متراً يقطعها مشياً صيفاً وشتاء، والتي تفتقر قريته لكل مقومات الحياة والحضارة المتخمة بملذات العولمة وزخرفها .. كلما اقرأ جديداً عن هذا المتفوق تنهال دموع عيني لا ارادياً فرحاً ، وحزناً ..فرحت له ولكل الناجحين بتفوق، وحزنت حين رأيت دراجات بعضهم تتراوح بين الصفر والستة ؛ ليس لي ولد أو بنت في الثانوية مع الراسبين لأحزن، فالجميع انهوا دراستهم، لكن المؤلم نسبة الرسوب الفضيعة ؛ حتى وصلت نسبة النجاح الى الصفر بالمائة في بعض المدارس ، وهذا ما يؤسف له لدى من توفرت لهم كل وسائل الرفاهية والراحة وربما أدموا قلوب ذويهم غير مبالين بنا حصلوا عليه من نتائج بائسة، ومنهم من رسب بجميع الدروس أو نجح بدرس واحد .. ما الفرق بين حسين ابن القرية النائية جداً عن مركز الناحية الذي عانى من بؤس الحياة، وشماتة الفاقة، ليجد الحظ مبتسماً له بعد أن أفنى روحه الذابلة كي يحقق معجزة الارادة الصابرة ويفوز بأعلى مرتبة ..هنيئاً له ولكل مجتهد غيور حقق حلمه، ومن كان يتأمّل فيه الخير، ومن حقنا الفرح .