لندن 'القدس العربي' من خالد الشامي: تعرض حكم المجلس العسكري في مصر الى انتكاسة امس الأول، اذ قضت محكمة، بوقف تنفيذ قرار وزير العدل المصري بمنح صفة الضبطية القضائية لعناصر الشرطة العسكرية والاستخبارات الحربية. وقرَّرت الدائرة الأولى في محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة المصري، مساء امس قبول 12 طعناً قضائياً قُدِّموا للمحكمة لإلغاء قرار وزير العدل الخاص بمنح صفة الضبطية القضائية لعناصر الشرطة العسكرية والاستخبارات الحربية. وأكدت المحكمة أن القرار صدر من وزير العدل 'باعتباره ضمن السلطة التنفيذية، وليس كسلطة قضائية أو تشريعية، فإن القرار الذي أصدره يُعد قراراً إدارياً يحق لمقيمي الدعاوى أن يطعنوا عليه أمام محكمة القضاء الإداري لمخالفته للقانون والدستور'. وكان وزير العدل المصري أصدر بوقت سابق من شهر حزيران/ يونيو الجاري قراراً حمل الرقم 4911 لسنة 2012 ويختص 'بمنح أعضاء الشرطة العسكرية وأفراد الاستخبارات الحربية سُلطة الضبطية القضائية لغير العسكريين في بعض الجرائم التي ينص عليها قانون العقوبات'. وعبَّرت قطاعات عريضة من مختلف الاتجاهات السياسية والفكرية عن رفضها للقرار الذي اعتبروه 'مقيداً للحريات وعودة للعمل بقانون الطوارئ الذي أُلغي ولكن بشكل أكثر قسوة'.واعتبر مراقبون ان الغاء القرار يشكل ضربة لسياسة المجلس العسكري الرامية الى السيطرة على الاحتجاجات الشعبية المناوئة للاعلان الدستوري التكميلي، في غياب قانون الطوارئ، ما يعني ان الشرطة لن تستطيع اعتقال اي شخص الا في حدود الاجراءات القانونية التقليدية التي تمنح حقوقا قانونية كاملة للمتهم في اي قضية. والى ذلك أجلت الدائرة الأولى بمحكمة القضاء الإداري برئاسة المستشار علي فكري نائب رئيس مجلس الدولة، النظر بالطعون المطالبة ببطلان وحل الجمعية التأسيسية الثانية التي تم انتخابها من قبل أعضاء مجلسي الشعب والشورى لجلسة الأول من ايلول/ سبتمبر المقبل لتقديم الأوراق والمستندات . وعلى الصعيد السياسي واصل الرئيس المنتخب محمد مرسي حملة تطمينات بزيارة اكاديمية الشرطة والاجتماع مع وزير الداخلية محمد ابراهيم وقيادات الشرطة، وسط انباء عن احتفاظ ابراهيم بمنصبه في الحكومة الجديدة. كما زار مرسي المقر البابوي في كاتدرائية العباسية، حيث التقى الانبا باخوميوس القائمقام بأعمال البابا، فيما اكد مستشار لمرسي انه سيعين قبطيا وامرأة نائبين لرئيس الجمهورية. وعلى الصعيد الاعلامي سادت مشاعر الصدمة والحزن ما يعرف ب'قنوات الفلول' التي كانت تؤيد المرشح الهزوم احمد شفيق، وعلى رأسها قناة 'الفراعين' التي ظهر صاحبها الاعلامي توفيق عكاشة للمرة الاولى مساء امس الاول، للمرة الاولى بعد اعلان النتيجة، اذ اكتفى باذاعة فيلم 'ايام السادات' مساء الاحد. وشن عكاشة هجوما حادا بل وهستيريا على المجلس العسكري الذي طالما دافع عنه في الماضي، واتهمه ب'الخيانة وبيع البلد للاخوان'، واعتبر ان 'المجلس انقلب على ثورة عام 1952، وسلم البلد الى من اغتالوا الرئيس الراحل انور السادات (..). ودعا عكاشة الى 'مليونية' الجمعة المقبلة امام قبر السادات، احتجاجا على نتيجة الانتخابات التي قال انها تعرضت للتزوير بضغوط امريكية على المجلس العسكري، وهو ما ادى الى التأخير في الاعلان عنها. ورفض المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية في بيان امس الاتهامات 'بخيانة الشعب المصري وبيع البلاد للإخوان المسلمين'، مشدِّداً على أن تلك الاتهامات هي محض كذب وافتراء. وقال المجلس، في رسالة وجهها مُشرِف صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) امس، 'إن قناة الفراعين والدكتور توفيق عكاشة (مالك القناة)، خرجوا أمس بسيل من الاتهامات للمجلس الأعلى وأعضائه بداية من تهمة الخيانة إلى التجريح الشخصي لقياداته واتهامهم بالباطل بما ليس فيهم'. وأضاف ان القوات المسلحة أو المجلس الأعلى لم يقم بخيانة الشعب أو بيع مصر للإخوان المسلمين، و'إنما من أتى بهم في الانتخابات التي تمت خلال عام ونصف العام هو الشعب المصري بإرادته واختياره'، مشيراً إلى أن المجلس (الأعلى للقوات المسلحة) أكد مراراً أنه يقف على مسافة واحدة من المرشحين لانتخابات رئاسة الجمهورية. وأشار إلى أن اتهام 'قناة الفراعين' ود. توفيق عكاشة لأحد أعضاء المجلس الأعلى وهو مدير المخابرات الحربية بأنه رجل الإخوان في القوات المسلحة لهو إدعاء كاذب وإفك، 'فمع احترامنا الكامل لجماعة الإخوان المسلمين كاحدى شرائح المجتمع المصري ولها كامل التقدير إلا أن قواعد العمل في القوات المسلحة المصرية والأجهزة الأمنية بصفة خاصة يمنع من الالتحاق بها كل من له توجه ديني أو عقائدي يخالف الحدود الطبيعية المتعارف عليها'. وقررت قناة 'الحياة' المملوكة لرئيس حزب الوفد السيد بدوي، وقف برنامح محسوب على المرشح احمد شفيق، فيما استضافت قناة سي بي سي رئيس تحرير صحيفة سعودية الذي اقر بأن الاعلام المصري حظي بمتابعة عربية كبيرة اثناء الانتخابات، ولم ينكر وجود قلق خليجي من فوز مرشح اسلامي بالرئاسة في مصر، فيما اتهم مشاهدون القناة بانها تحاول التلون مجددا بعد سقوط مرشحها المفضل احمد شفيق. وساد الارتباك التلفزيزن الحكومي بعد ان كشف المذيع شريف بسيوني على الهواء وجود تعليمات بعدم تغطية المظاهرات المستمرة في ميدان التحرير، وهي التي تطالب بالغاء الاعلان الدستوري التكميلي، وسأل المخرج على الهواء 'لماذ لا نعرض صور مظاهرات التحرير اليسوا مصريين؟'. وامر رئيس التلفزيون بالتحقيق في الحادثة. وفي المقابل استمرت الاحتفالات في القنوات المحسوبة على 'الاخوان' والسلفيين بفوز مرسي.